0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

إنه عمل البلدية

في كل مكان، أرى وجوها لامعة، وابتسامات وقورة للغاية، وحناناً ينساب  ،وحماساً يتأجج …

عند الإشارة الضوئية، تحت الجسور ،وفوق الجسور، على الأعمدة،تزدحم الصور ،لا أدري ما سر تكرار عشرات الصور لمترشح واحد في مكان واحد،ربما هو التكرار للتوكيد،أو التكرار للتخصيص، أو التكرار للتنصيص.

 

 كم هو صافٍ وجه ذلك المترشح للبلدية! وكم هو وسيم بعد إزالة  الكَلَفْ، ونقط النمش، حتى التجاعيد زالت، ولا أدري! كيف رضيت زوجته بأن تعرض صورته بهذا السفور ونسيت غيرتها؟! ، ولكن ربما النَّهَم للاحتفال بيوم الفوز، ورؤيتها الغيظ، في وجه (السَلَفاتِ) والجارات، ينسيانها الغيرة؛ خصوصا أن عمليات ترميم الصورة،  ضرورة انتخابية؛ وأن من ستعجب بالصورة،  ستغير رأيها، إن اقتحمت ميدان الحقيقة، وقابلت زوجها المترشح.

 

أتخيل لو أن أحدهم، فاز في الإنتخابات، فإنني سأرى، شوارع لامعة، وأرى مرايا الوعود، في كل مكان، تعكس الطُّهر !  وسأدخل إلى الطريق، المؤدي إلى بيت المترشح، لأجد أمام كل بيت، في الحي الذي يقطنه، برميلا صغيرا رخيصا، لا يتجاوز سعره (ثلاثة دنانير) أمام كل بيت، ولن أميّز البرميل، الموجود أمام بيت المترشح،لأنه عندما قام بشراء البراميل على حسابه، ووزعها،  لم يميز برميله،بأي علامة، على كل حال، البرميل أرخص من (كيلو الكنافة)! هكذا حَسَبَها.

أظن أننا بعد فوزه سنفتقد، وبشدة تلك “الأكياس الملقاة بعشوائية” ولن نستطيع تمييز،  نفايات بني فلان، عن بني فلان،ولن نرى الأكياس التي تأتي من مطاعم العاصمة،ولا أكياس المولات المشهورة، ولن نرى كؤوس الكوكتيل الكرتونية،أو أطباق البيض،وصناديق البيتزا،ولن نر الذباب والبعوض، يقوم باعتصام مستمر، فوق الكومة الدائمة المتجددة.

 

ولن نرى قشر (الأفوكادو) أو قشر (التفاح الامريكي)منثورا  لنعرف أن بيت أبي فلان، يعيشون ببحبوحة، بعد أن تمزق القطط  الأكياس الملقاة “بعفوية”  وتنثر ما فيها أيضا، من علب المكياج الفارغة، وعلب اللبن،   والجرائد التي تلف بها، فوط الأطفال القذرة، خصوصا صفحة النعي التي يميزها آيات القرآن ولا تراها المسلمة.

 

لقد أزمع أبو فلان،إن فاز بالمنصب، أن يفرض غرامة، على كل أهل بيت لا يتخذون برميلا للنفاية.

 

وكم أخشى! أن يفوز أبو فلان، ويتنبه “للحفرة” التي أنهكت سيارته، ولا تبعد عن بيته، أكثر من أربعة أمتار، فما دام أبوفلان، ليس المستفيد الأوحد، من طمر الحفرة، فلا يجوز بحال، أن ينفق عليها “نصف دينار”، ثمن “تنكة الباطون” فما دخله إن كان الشارع يخدم أكثر من بيت!  …انه إنسان مُدَبِّرٌ، وشديد الذكاء، لكي لا يتدخل في عمل البلدية!.