تيوس الأخوان
يتنطح كثير من أغبياء الأخوان المسلمين بزج اليساريين فيما يحدث بمصر وسورية… ولهم ولغيرهم أقول: كفاكم تياسة لأن اليسار لم يكن يوماً من ضمن نظام حسني مبارك ولا من ضمن نظام بشار الأسد ولا من ضمن أي نظام عربي آخر. والمتتبع لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ بأن الخطط المرسومة لنا من قبل الإمبريالية قد إنتقلت من الورق الى عقول الناس فتحول النقاش الى سِجال وخِصام وفراق ودم.
ومن التطبيقات العملية لهذا الإختراق الفكري الذي يعاني منه بعض الأخوان المسلمين قولهم: أنتم الآن مع الإنقلاب الدموي بمصر، ولهؤلاء نقول: لا يا أخوان، نحن لسنا طرفاً في حربكم هذه، فلا السيسي رفيق ولا قائد سلاح الجو شيوعي ولا قائد فصيل في الحرس الجمهوري ماركسي. ولا نحتاج إلى أن نذكركم بأن الجيش والأجهزة الأمنية والوظائف العليا وحتى الدنيا منها كانت وما زالت مُحرمة على اليساريين بينما كنتم تتحكمون في تربية الأجيال في وزارة التربية والتعليم ولا زلتم حتى تاريخه.
صحيح أن الأردن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وأننا نصطبح على أغاني فيروز اللبنانية ونقضي عصرنا بمشاهدة المسلسلات السورية وأعيادنا بمتابعة المسرحيات المصرية وطاشات السعودية، إلا أن للأردن خصوصية حان الوقت لكي تفهموها، ولن نستطيع أن نَحرق المراحل كما هو في مُخيلة البعض ولا مناص من التعايش السلمي في ظل الدولة والسعي نحو الإصلاح بالتدريج.
وهذه دعوة لكي تركزوا جهدكم في لمّ الصفوف لتحقيق الإصلاح الوطني الشامل في الأردن وهنا نكون مستعدين لتلبية نداء (صف بجنبي يا إبن عمي … شرب الفاسد دمك ودمي). استباقكم للأمور والسعي لإنشاء دولة الخلافة أمر خلافي قد لا نتفق عليه، ولكننا نتفق معكم على محاربة الفساد وقوننة الإصلاح وإجراء انتخابات حرة نزيهة وفقا لقانون إنتخاب توافقي يتم صياغته في مؤتمر وطني تتمثل فيه كل الأطياف السياسية. العلمانية فكر نجح في الموازنة بين الدين الذي هو لله وبين الدولة التي هي للجميع، فلا أظنكم ترفضون التقدم الاقتصادي والإجتماعي الناجم عن تطبيق هذا الفكر في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وفرنسا والصين وغالبية أقصاع المعمورة.
لعقلاء الأخوان المسلمين أقول: ركزوا جهدكم في النضال ضد أعداءكم الحقيقيين ولا تقطعوا الوصلة الأخيرة التي تربط الحراك الشعبي الأردني. وكذلك أقول بأن كل من يتلذذ بسبّ اليسار ينهل من وعاء قذر ولن نتردد في الرد … وتذكروا بأن اليسار كان مُحارب، وما زال مُحارب، وسيظل مُحارب من قبل أصدقاءكم بالأمس أعداءكم هذا اليوم.