عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

زعماء الأمة … ماذا تنتظرون؟؟

زعماء الأمة … ماذا تنتظرون؟؟
راتب عبابنه
ما يجري بأرض الكنانة من عنف أدى لإراقة الدماء ليدمي القلوب ونحن نرى الصمت العربي تجاه الأحداث القابلة للتصعيد دون مبادرة من زعيم عربي لحقن الدماء الزكية والعمل على العودة بمصر لحالة الهدوء والتوافق. وما الصمت العربي إلا مباركة لما يقوم به السيسي بذريعة فض الإعتصامات والتظاهر بهدف الخروج من الأزمة.
دول كثيرة أدانت ما يجري وطالبت المصريين بالتروي و نهج الحكمة وعدم اللجوء للعنف والقمع ودعت للحوار للوصول لتوافق أيا كان من أجل تجنيب الشعب المصري المزيد من الدماء والإحتقان. بعض الدول استدعت السفراء المصريين لديها لبحث هذا الشأن معهم وإيصال رسالة للحكومة المصرية تعبر عن مواقف هذه الدول حيال ما يجري ولم تجلس متفرجة كما تفعل الدول الشقيقة لمصر.
وهناك دول أدانت اللجوء للعنف الذي خلف مئات القتلى بساعات معدودة وهي أعداد قلما تخلفها الحروب بين الدول. ودولنا العربية التي عودتنا على الشجب والإستنكار والإدانة لم نسمع منها ما يعبر عن ذلك وكأنها ترغب بالمزيد من إراقة الدماء وتصعيد المواجهة وتأجيج الشارع المصري.
نترحم على الحسين طيب الله ثراه الذي كان دوما حاضرا وجهوده واضحة بالعمل على التهدئة بين الدول العربية ومسعاه متواصل للجلوس مع الأطراف المتخاصمة وتبني مبدأ الحوار كأسلوب حضاري راقٍ شهدت عليه المصالحة بين يمن علي عبدالله صالح ويمن علي سالم البيض واللقاء الفلسطيني بفصائله المختلفة ومساعيه لوقف الإعتداء الثلاثيني على العراق وإعادته مصر للحضيرة العربية بعد القطيعة والمقاطعة على خلفية اتفاقية كام ديفيد مع اسرائيل. وغير ذلك من المحاولات التي تجمع الشمل وتحارب التفرقة وتجنب شعوبنا ويلات الإقتتال والصراعات.
الجامعة العربية اسم مفرغ من المحتوى بل تفرق أكثر مما تجمع ومبادراتها وقراراتها على الأغلب تأتي بسياق الإنسجام مع الرغبات الأمريكية ولإرضاء الغرب. وحراك الجامعة نراه محموما ومتسارعا كلما تبرز الحاجة لتهيئة الأجواء وتمهيد الطريق لإلحاق أذى كبير بدولة عربية لا ترضى أمريكا عن نظامها كما حدث مع ليبيا ويحدث مع سوريا.
أين المتشدقون بالعروبة والأخوة والإسلام وأين هم هؤلاء الذين أشبعونا بشعارات تنادي بالحفاظ على الدم العربي؟؟ لماذا لا نرى مليارات الدولارات تتدفق على مصر إلا عندما يتطلب الأمر وقوف أنظمتها عكس الرأي العام المصري؟؟ وهذا ما حصل مع النظام السيسي المنقلب وقبله حصل مع نظام حسني بحرب الخليج الثانية.
ما الذي يمنع حكام الدول العربية من تشكيل لجنة حكماء والجلوس مع طرفي الأزمة المصرية لمحاولة التلاقي بمنتصف الطريق وتجنيب مصر المزيد من الصراعات والقتل؟؟ الوضع بالكيفية التي يسير بها قابل للمزيد من التصعيد والإشتعال والخطورة تكمن بالإحتمالية العالية لانعكاس ما يحدث بمصر على باقي الدول العربية كالأردن والسعودية والكويت وتونس وليبيا وغيرها من الدول التي يتنامى بها الحراك الإسلامي.
لو كان للحكمة نصيب بنهج النظام الحاكم بمصر لقام بمبادرة إطلاق صراح المعتقلين من السجون قبل محاولة فض الإعتصامات بالقوة وذلك لإثبات حسن النوايا وضرب المثل الحسن للرأي العام العالمي بأن الإخوان ليسوا مستهدفين من قبل النظام المنقلب عليهم. والعالم الحر مقتنع أن هناك إنقلاب على الشرعية وأن نظاما ديمقراطيا جاء بالإنتخاب قد تمت إزاحته بقوة العسكر. وليست بالضرورة أن تكون هذه القناعة نابعة من حب وتأييد دول العالم للإخوان بل إيمانا بثوابت ديموقراطية وقواعد دستورية ومنطق يتماشى مع إرث الحكم للشعوب لا يستطيعون التنصل منها أو التنكر لها.
الشواهد كثيرة على أن هناك إجماع من الأنظمة العربية بالقضاء على الحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. ورغم تحفظاتنا على النهج الإخواني في التعاطي مع القضايا العربية، إلا أننا لا تأخذنا العزة بالإثم ولا ندعو لاتباع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وأولا وأخيرا الحركات الإسلامية هي من نسيج الشعوب العربية ومواطنون لهم الحق بالمعارضة والتعبير عن رأيهم الذي يخدم مصالحهم حالهم حال بقية أطياف الشعوب.
على عكس شعوبها, تقف الدول العربية متفرجة وتترقب النتائج وتتلذذ بالجراح والدماء المرشحة للمزيد من الإراقة بينما الدول الغربية جميعها عبر عن موقفه وأعطى رأيه شاجبا العنف العسكري الذي أودى بمئات الضحايا من الشعب المصري ورفضه كطريقة للتعامل مع الشعب بحال معارضته.
نناشد حكامنا والعقلاء من أمتنا التدخل والتوسط لعل الله يأخذ بأيديهم ويتوصلوا لحقن الدماء ولو بهدنة تعطي فسحة للطرفين لإعادة حساباتهما ويكونوا أكثر واقعية ولعل نهج التشدد يتلاشى وتندمل الأحقاد ويرقى الجميع فوق الصغائر ويضعوا مصلحة أم الدنيا فوق الجميع وبعيدا عن المصالح الضيقة لتعود مصر الريادة والقيادة لشقيقاتها وتشغل العالم بالوفاق كما تشغله الآن بالخصام .
وحمى الله الأردن والأمة العربية والغيارى عليهما. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com