رداً على الفريق مهاب مميش
رداً على الفريق مهاب مميش
بدايةً وقبل البدء في ردي على سيادة الفريق مهاب مميش أود أن أسجل إحترامي وتقديري للجيش المصري كمؤسسة عسكرية مصرية وطنية شريفة نفديها بدمائنا وأرواحنا وأموالنا هي والشرفاء من قيادتها المخلصين .
لقد كشف أمس الفريق مهاب مميش قائد القوات البحرية المصرية السابق والرئيس الحالي لهيئة قناة السويس في حديثه للمصري اليوم بأن الرجل العسكري لا يقبل أن لمدني أن يحكمه .
وأشار سيادته بأن المشير طنطاوي لم يكن قادراًعلى التعامل مع مرسي، فهو كان يعمل قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع منذ عشرين عاماً، ثم يأتى شخص مدنى يحكمه، وهنا يأتى «الإحساس بالذات»، على حد قوله.
وهنا لابد من وقفة مع كلام الفريق مميش الخطير والذي يعبر عن العقيدة التي تحكم قيادات القوات المسلحة وهي بأنهم لا يقبلون أو لا يفضلون أو لا يتمنون أن يحكمون من قبل حكام مدنيين لأن هذا ما تربوا عليه طوال ستون عاماً ، وهذا هو ضرب للديموقراطية التي ينادي بها المصريون والذين خرجوا من أجلها في 25 يناير 2011 بعد ستون عاماً من حكم العسكر .
ما صرح به الفريق مميش يؤكد بأن مرسي لم يفشل في حكمه ولكنه أفُشل لأسباب عديدة الكل يعرفها ونحن لسنا بصدد سردها الآن ولكن من هذه الأسباب هو عدم قبول العقلية والعقيدة العسكرية المصرية لأن تُحكم من قبل رئيس مصري وطني مدني منتخب حتى لو كان أستاذ دكتور في كلية الهندسة وله أبحاث في الفضاء وحائز على أحسن برلماني على مستوى العالم في 2005 ناهيك عن ثقافته وعلمه الشرعي وجاء بإرادة شعبية عبر أدوات الديموقراطية المتعارف عليها دول العالم الديموقراطي المتقدم وهي الإنتخابات .
أي أن القيادات العسكرية لا تقبل بالدولة المدنية الحديثة وتريد الإبقاء على عسكرة مصر وهو أمر ضار جداً بالأمن القومي المصري وخطر على تطوير وتنمية قدرات القوات المسلحة ، هذا الكلام يؤكد بأن سوء الحالة الأمنية والإقتصادية والفوضى التي عمت مصر أثناء حكم المجلس العسكري وحتى أثناء فترة الرئيس المختطف محمد مرسي كانت بفعل فاعل بقصد إفشال ثورة 25 يناير حتى يكفر الشعب المصري بفكرة الثورة والحكم المدني ويتمنى عودة حكم العكسر من جديد وهذا ما عبر عنه بعض المواطنين المصريين من كم الدعاية السوداء التي تبث عبر الإعلام الرسمي والخاص المملوك لرجال أعمال مبارك .
أيضاً الفريق مميش أشار إلى أن المشير طنطاوي ظل وزيراً للدفاع لمدة عشرون عاماً وهي فترة طويلة جداً لا توجد في الأنظمة الديموقراطية المتقدمة حول العالم إذن نحن أمام فكر عسكري جامد إستحوازي يعطي الحق لقيادات العسكر بأن مصر مملوكة للمؤسسة العسكرية وليس لأبنائها، وهو فكر إقصائي للتيار أو الدولة المدنية وهذا يضع النقاط على الحروف على ماحدث خلال الفترة منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتى تاريخه وما حدث ويحدث ومازال من فوضى وإضطرابات لعودة حكم العسكر من جديد وما أدل على ذلك من الإنقلاب العسكري الذي قام به أحد قيادات الجيش وهو الفريق السيسي .
أرجو من الجميع أن يفهم بأننا نحن المصريون لسنا ضد الجيش كمؤسسة عسكرية مصرية وطنية شريفة نفديها بأرواحنا إنما نحن ضد عسكرة الدولة والحكم العسكري لأنه أثبت فشله في كل الدول التي حكمها العسكر.
لقد تأخرنا كثيراً بسبب حكم العسكر حتى أصبحت مصر الكبيرة مصر أم الدنيا مصر التي علمت العالم في ذيل الأمم ، لقد بدأت كل من اليابان والصين والهند وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية ….الخ خطط التنمية والتحرر والتقدم والتطوير معنا بحكم مدني ديموقراطي فأين نحن من هؤلاء الآن وهذه أمثلة على سبيل المثال لا الحصر
إن كرامة المؤسسة العسكرية وصيانتها وحفظها لن يتأتى الإ إذا خرجت من السياسة وعادت إلى ثكناتها من أجل حماية أمن هذا الوطن الكبير من المخاطر والمتربصين به.
كما أشار الفريق مميش في حواره إلى أنه يتمنى ألا يكون رئيس مصر القادم منتمياً لأي حزب أو تيار معين معتقداً أن مصر تحتاج لرجل وسطي له دراية بالسياسة والإقتصاد وفن القيادة.
وحول ما إذا كان العسكريون سوف يقبلون بوجود مدني على رأس السلطة، أكد مميش أن الفيصل في ذلك سيكون حرص الرئيس «المدني» على عدم الدخول في صراع مع القوات المسلحة.
وهذا إن دل فإنما يدل على حرص قيادات القوات المسلحة على وجود رئيس مستأنس يأتمر بأمر العسكر وينفذ ما يٌملى عليه منهم وفي الغالب سيكون من المحسوبين على المؤسسة العسكرية بالمناسبة هذا التصريح يتماشى مع ماصرح به الداعية ياسر برهامي رئيس الدعوة السلفية والذي تمنى نفس ماتمناه الفريق مميش مما يدل على حجم التنسيق بين الطرفين.
ماهكذا تدار الدول الديموقراطية المتقدمة ياسعادة الفريق مميش لقد حكم العسكر مصر ستون عاماً فكانت مصر على ماهي عليه الآن هل ترضى بأن تكون هذه هي مكانة مصر الآن بين الأمم ، ولو إتبعنا وسلمنا بما صرحت به وتتمناه أو تتبناه المؤسسة العسكرية فإننا سنظل محلك السر لأن الفكر العسكري في إدارة الدولة يختلف عن الفكر المدني في المهام والأهداف والرؤى والتطبيق والتنفيذ .
أرجو أن يخرج قيادات العسكر من المشهد السياسي نهائياً وأن تكون مهمة الجيش والمؤسسة العسكرية هي حماية أمن الوطن وحدوده وتطوير المهارات والقدرات الدفاعية للقوات المسلحة.
حفظ الله مصر وجيشها من كل مكروه وكل سوء
محمد نصار
الدوحة – قطر
12/8/2013