ذهب نجاد وبقيت الثوابت الإيرانية
ذهب نجاد وبقيت الثوابت الإيرانية
بقلم : ماجد العطي
جاء تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد مشاركته بيوم القدس العالمي الذي أطلقة المرشد الروحي الإمام الخميني مفجر الثورة الإيرانية روحاني الذي قبل أن يتسلم منصبة أراد من هذه المشاركة التأكيد على الثوابت ودعمه للمقاومة والقضية الفلسطينية فقد شارك جموع من أبناء الشعب الإيراني في احتفالاهم بيوم القدس المقدس بالنسبة لهم .
لقد أصبحت إيران هدفا وعدوا بعيون بعض المسلمين والعرب الذين يسعون لإسقاط ثورتها منذ انتصارها والقضاء عليها لا لذنب ارتكبته بحقهم بل إرضاء لأميركا وإسرائيل فإعلانها منذ مجيئها العداء للكيان الصهيوني وإسقاط رايتها واستبدال هذه العلاقة مع المقاومة وجعلها أهم أولويات الدولة الإيرانية واحتضانها لكل الفصائل الفلسطينية على اختلاف أيدلوجياتهم , جعلها عرضة لضغوط كبيرة وأصبحت في طليعة الصدام مع الكيان الصهيوني والغرب , ومع كل هذه الضغوط التي مورست ضدها بسبب نهجها المساند للمقاومة بقيت طيلة أربعة وثلاثون عاما تواجه التحديات وبدل من أن تسندها الدول العربية والإسلامية أخذت تنفذ كل ما يطلب منها لخلق الذرائع لعدائها ويصرون على خداعنا بأنهم العدو الأول وذلك لإبعادنا عن عدونا الرئيسي إسرائيل وقد تحملت الكثير من اجل القضية الفلسطينية لكنها بقيت ملتزمة بدعمها ولم تبخل عليهم بشيء ولذلك وبالتأكيد لن تكون إيران إلا العدو الأول لإسرائيل , فهم يخلقون الفتن والأكاذيب ضدها ويقلبون الحقائق لإبعاد شعوب المنطقة من الوقوف خلفها وجندوا العديد وضللوهم لمحاربتها ومع كل ذلك بقيت صامدة في وجهم والله يقوي من عزيمتها ويضعف من عزيمتهم لكن العدو استطاع أن يجند من الطائفتين الشيعية والسنية بما يسمون أنفسهم علماء دين ويظهروهما متنافسين متناحرين لكن حقيقة الأمر الجهتان تعملان لصالح العدو وضد الثورة الإيرانية والقضية الفلسطينية.
عندما انتهت ولاية الرئيس احمد نجاد بعد فترتين من الحكم بدأت المؤشرات تلوح في الأفق بتفوق الإصلاحيين فحينها أصابنا القلق والغموض لما يخفيه مجيئهم وتأثيرهم على القضية الفلسطينية وعلى النهج المقاوم وكما يبدو أن نظرتنا الغير واقعية للإصلاحيين بدأت تتبدد وتظهر حقيقة أن في إيران لا يوجد إلا شعب مقاوم فان كانوا إصلاحيين أو محافظين فكلا الطرفان محافظان متشددان فيما يتعلق بالنهج المقاوم وفلسطين .
الرئيس احمد نجاد الذي غيب الموت صديقة القائد الثوري هوغو تشافيز المعادي للامبريالية والصهيونية العالمية واللذان ناضلا سويا من اجل فجر جديد في تاريخ البشرية وأعادوا لبعض الشعوب كرامتها ليس من السهل علينا أن يًغيب كرسي الرئاسة هذا القائد الثوري عن المشاركة في الحياة السياسية وخصوصا ان العالم يمر بمرحلة خطرة ويخفي بطياته الكثير ونحن على مفترق طرق لا نعرف أين ستأخذنا أمواج ربيعهم الكاذبة , وباعتقادي أن الرئيس الروحاني سيكمل الطريق الذي سلكه سلفه من حيث انتهت ولايته بتمسكه بالثوابت التي ستبقي البوصلة موجهة لزوال الكيان الصهيوني لكننا بحاجة إلى جهد الجميع للخروج من الأزمة المختلقة في المنطقة .