0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

شركة مناجم الفوسفات الأردنية .. موظف يوشك على التقاعد …

  

إلى شركتي الغالية (شركة مناجم الفوسفات الأردنية) ، ستبقين ليّ الأم الحنون ، وسيبقى خيرك فيّ ما دمت حيّا ، وستبقى ذكراك معي إلى ما لا نهايّة ، وسأبقى لك الإبن البار ، الذي لن ينكر لك الجميل ، وظلك ليّ الظليل طيّلة ربوعي في بيتك الزاهي ، إذ أنني لن أنسى بابك الواسع ولن أتنكر لحنان حضنك الدافيء ، وخيرك العظيم وعطاءك الكريم أيتها الأم الغاليّة يا رمز الخير والعطاء والبناء ، فلي الفخر والعز والمجد بأن أضع شعارك كنيشان على صدري .

 

وأما أنتم أيها الزميلات والزملاء الأفاضل لقد كنتم لي الإخوة طيلة خدمتيّ وكنتم ليّ الأحبة والزملاء الطيّبين المخلصيّن ، وإنني لن أنسى هذه الإخوة والمحبة ، ولن أنسى مودتكم الغالية ومعزّتكم الخالصة الصادقة وما أكننتموه لي من إحترام وتقدير وأبادلكم به بالمثل أو أكثر ، إذ لن ولن تغيب عني لحظات السعادة والفرح والسرور خلال روئيتكم وإبتسامتكم التي دوماً ما تنعشني وتجدد فيّ الأمل وتزيد في روحي حياة ملوها الصفاء والنقاء ، وتظفي عليّ نسائم الحب للحياة والعطاء لإستقبال يوم عمل جديد وشروق شمس نهار سعيّد في مسيرة حياتي العملية بينكم ومن خلالكم ، علماً بأنني وبكل صدق وإخلاص سوف أفتقدكم وأفتقد كل دقيقة وساعة عشتها بينكم موكداً لكم أحبتي بأن فراقكم سيكون عليّ صعب وشاق ومصاب جللٌ لي فيه من آلالام والمعاناة ما قد يثقل كاهلي ، وفيه أيضاً غصة بالٍ عميقة في نفسي أرجو أن يقدرني الله على تجاوزها بالإتصال وبالتواصل معاً مستقبلاً ، ومهما جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فإنه ما قدر الله شاء وأن الخيرة فيما إختاره الله لي ولكم .

 

زملائي الأحبة ، أقولها صدقاً أن أجمل الذكرى وأطيب ما في الحياة أن نشعر بحلاوة الصداقة ، ونشوة الزمالة ، وحنين الإخوة ، وودِّ الأحبة ، وإبتسامة اللقاء ، وصدق المواساة ، وروعة التعاون في روح العمل تحت ظل مؤسستنا الغالية وشركتنا الحبية وأُمنا الحنون “شركة الفوسفات” ، وبين أحضانها الدافئة والتي طالما غمرتنا بالدفيء والحنان والعطاء ، رغم أيام العسرة التي مرت بها دون أن تشعرنا بألامها ودون أن تقلقنا بعثراتها المتتالية ، وإنِّي لأرجو الله أن تكونوا جميعاً إخوة وأحباءَ وزملاء يشعر كل منكم بالآخر وتشعرون بنفس الإحساس الذي يحس به ويشعر فيه المومن بأخيه المومن داعياً لكم الله سواء كنتم زميلات أو زملاء إخوان وأصدقاء وأحباء يجمعكم الآخاء والتعاون والعطاء ويسمو في قلوبكم الحب والصفاء والإخلاص والنقاء لتكونوا  يداً واحدة وقلبٍ واحد وصفاً مرصوص سواء كنتم مسووليّن أو مرووسيّن جميعكم أبناءاً صالحين وإخوانَاً مخلصين وبنَاةً مجتهدين من أجل رفعة وتقدم ورقيِّ شركتكم وموسستكم الغاليّة والتي لم ولم تتوانى لحظة في الإهتمام بكم ورعاية أحوالكم وتنميّة قدراتكم والسيّر بكم نحو التقدم والرفعة السمو والتي ما زالت تقاوم العثرة بعد العثرة متقدمة لا تأبه الأمواج العاتية ولا تكترث لما يقوله عنها العابثون والمفسدون من إشاعات مغرضة ، أو يضع الحاسدون والمغرضون والمندسون أمام تقدمها العقبات والعراقيل كي تتعثر ويصعب على التقدم ، فهي دائماً تحمل لكم ولأبنائكم وللوطن كل الخير وكل الأمل نحو مستقبل زاهر وغدٍ مشرق ، فهي إخوتي بكم تنمو وتكبر وبسواعدكم ترقى وتعمر وبجهودكم تسمو وتتقدم ، وأنتم بُناتها وأهلها وأبنائها وبرفعتنا وسموها ترتفع هاماتكم عالياً تناطحون بها السحاب عزٍ وإفتخاراً لأنكم جميعاً في النهاية أنتم أبناءها الأبرار ، فكل ما تصيبه من خير عائد عليكم وعلى أبنائكم وما قد ينالها من سوء قد يؤثر سلباً على مسيرة حياتكم ومجرياتها لا سمح الله وقدر ، لذا فكونوا إخوتي يداً واحدة في الدفاع عن شركتكم ومؤسستكم وأمكم الغالية الحنون وحمايتها من كل يدٍ فاسدة أو ضالة سواء كان ذلك الفساد من داخلها أو خارجها ، فالمارة والداخلين والعابرين لا يهمهم نجاحها وتقدمها ولا يقدرون قيمتها الثمينة للوطن أولاً وللشعب ثانياً كما يقدرها أبناءها البارون بها أمثالكم زملائي وإخوتي الأعزاء .

 

أرجو العفو منكم أيها الأحبة لإطالتي وإسترسالي بالوداع ، والمعذرة كل المعذرة لأن أقول لكم الوداع أحبتي وأعزائي الزميلات والزملاء ووداعٍ خاص لحبيبتي أُمي وشركتي الغالية (الفوسفات) ، ووداعٍ لكم جميعاً والعين تقطر دمعاً لقساوة معنى الفراق ، متمنياً لكم بأن تكونوا على قدر مسؤولية عملكم ومهامكم في الشركة ، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وأنتم من أهل العزم والعزائم ، وحيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ” فتيقنوا أن العمل عبادة فأحسنوا عباداتكم ولا تتكاسلوا أو تتقاعسوا في أعمالكم وعباداتكم كمن يتخبطهم الشيطان من المس وهم يعرفون أنفسهم بأنهم عالة على الناس والمجتمع والشركة فلا تكونوا منهم ، بل وأخلصوا أحبائي بالعبادة والعمل لله ثم لأنفسكم ولأبنائكم وأخوانكم وأوطانكم وإحمدوه وإشكروه كثيراً على نعمة العمل والمأوى والأمن والسلام الأستقرار. قال تعالى : “ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” (التوبة:105) ، وقال تعالى : ”  لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ  ” (إبراهيم:7) .  وفقكم الله وأصلح بالكم وهداكم لما يحبه ويرضاه ، وأستودعكم المولى جلَّ وعلا فهو نعم الحافظ ونعم القدير