هل سقط شعار تحرير فلسطين
هل سقط شعار تحرير فلسطين
بقلم الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
بعد نكبة الأمة العربية في فلسطين عام 1948 كانت قد اكتملت وضع الخارطة النهائية لتقسيم الوطن العربي حسب سايكس بيكو بانتزاع فلسطين من عروبتها لأقامة الكيان الصهيوني عليها ، وليبدأ الشعب الفلسطيني رحلة معاناته مع اللجوء والتشرد والعذاب حاملاً رغم ذلك مفتاح بيته في جيبه وحلم العودة الى ارضه في قلبه ، حتى كانت نكسة 1967 التي رغم استيلاء الكيان الصهيوني على باقي الأراضي الفلسطينيه إلا ان ذلك لم يزيد الشعب الفلسطيني إلا إيماناً بحقه وإصراراً على تحرير كامل تراب فلسطين من النهر الى البحر ، لتزداد مع الحدث معاناته قهراً وعذاباً لم يعانيه شعب آخر في تاريخ البشريه وحدث هذا كله بتواطؤ عالمي عبر الأمم المتحدة مع القوى العظمى لصالح الشعب اليهودي ومن اجل محو اسم فلسطين عن خارطة العالم ، إلا ان الشعب الفلسطيني بقوته وعظمته وصبره إتخذ طريقاً جديداً ليسجل معاني جديدة للكفاح والجهاد ورسم صوراً جديده للبطولة والتضحيه والشهادة خلال مسيرته النضالية من اجل تحرير ارضه التي أقتلع منها عنوة بأيدي عربية وسيلسة بريطانية ومباركة أمميه ، حتى جاءت قيادة فلسطينية فرضت على هذا الشعب مبدأ المفاوضات والتنازلات باتفاق أوسلو سيئ الذكر دون الرجوع اليه أو أخذ رأيه لتسقط بهذا الأتفاق شعار المقاومة والكفاح المسلح والثوره بل ومبدأ المقاومة ككل واصبح من ينادي به ارهابياً في قاموس الأمم المتحده حيث يحق لكل شعوب العالم المقاومة والكفاح والثورة من اجل حريتها إلا الشعب الفلسطيني اذا استعمل هذا الحق فهو ارهابي ، واسقطت القيادة الفلسطينية كل شعارات تحرير فلسطين في شعار واحد وهو المفاوضات ، وكانت هذه فرصة ذهبية لكثير من الأنظمة العربية لتحذوا حذوها وتخلع الأقنعة الزائفة عن وجوهها ، بل ويصبح الكيان الصهيوني صديقاً حميماً علناً وليس في الخفاء .
لقد كان اسم فلسطين حاضراً وعلمها يرفرف عالياً في كل المناسبات والأحتفالات القومية العربية وفي كل ثورات ومظاهرات وفعاليات شعوبها الوطنية وهي تهتف بعروبة فلسطين وتحريرها حتى بدأت رياح التغيير تعصف بأمتنا العربية حسب المخطط الأستعماري الصهيوني الجديد بالتقسيم الجديد وللشرق الأوسط الجديد وما سمي ظلماً بالربيع العربي فاختفى علم فلسطين واختفت أيضاً كل هتافات التحريروكأن اسم فلسطين لم يعد يعني للشعوب العربية غير اسم مقروء في كتب التاريخ ، ولكن لابد ان تدرك الأنظمة العربية بأنه لا فائدة من استقلالها وحريتها مادامت فلسطين محتله ، وعلى الشعوب العربية ان تدرك بأنه لاكرامة ولا عزة لها مادام الشعب الفلسطيني مشرداً عن أرضه ، ان الأمة العربية أمة واحدة لا كرامة ولا حرية لها إلا بوحدتها والتخلص من الورم الصهيوني في جسدها .
Email;shareefshareef433@yahoo.com