0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

جواز الملك

جواز الملك
د. مراد الكلالدة
أسأل نفسي عن إسم العائلة التي ينتمي إليها ملكنا عبد الله الثاني إبن الحسين فيأتيني الرد من نفسي إنه هاشمي، وأعاود السؤال: هل يعني ذلك أن إسم العائلة “الهاشمي” وأنه يحمل جواز سفر مثلنا نحن الأردنيين ومُدون عليه الأسم والرقم الوطني ومكان الولادة وحتى تاريخ الإنتهاء. وماذا عن النص الموجود على الجلدة (بإسم صاحب الجلالة الملك، إلى من يهمه الأمر، يرجى من موظفي حكومة المملكة ومن ممثليها في الخارج أن يسمحوا لحامل هذا الجواز بحرية المرور وأن يبذلوا له كل مساعدة أو حماية قد يحتاج إليهما) هل يختلف هذا النص عن النص الموجود على جواز السفر العادي وما لون جواز سفر جلالته، أكيد أحمر. أسئلة ما زالت تحيرني وأعتقد بأنها تدور في ذهن كثير من المواطنيين وأتمنى لو أن جلالته يأذن للديوان الملكي أن ينشر صورة عن جواز سفر مليكنا.
وعلى ذكر جواز السفر الأحمر، فأول مرة أراه وأشعر بهيبته كان في العام 1978 حيث كنت أعمل في العطلة الصيفية في شركة يديرها المرحوم طيب الذكر موسى أبو الراغب وذهبت أنا والمُعقِب لإنهاء معاملة جمركية وكان أحياناً يخرج الجواز الأحمر فتتغير ملامح الموظف ويبتسم فجأة وينجز المعاملة في وقت أسرع. هذا الكلام كان أيام ما كان لجواز السفر الأحمر هيبته، وفقد جواز السفر الكثير من تلك الهيبة، عندي على الأقل، عندما رأيته بحوزة قريب لي (متقاعد درجة خاصة) وكان يتعمد مشاكسة شرطي المرور ليخرج له جواز السفر الأحمر من الجيبة من باب إظهار الأهمية.
وينتابني أحياناً شعور بأن الإختلاف في ألوان جواز السفر فيه الكثير من التفرقة بين المواطنيين فالعامة خُضر والخاصة حُمر ولا أدري ما السبب لأني أعلم بأن الأمريكان وجميع مواطني الإتحاد الأوروبي (28) دولة يحملون جوازات سفر حمراء كما أن جواز سفر كثير من مواطني دول شرق آسيا ومنها جواز سفر (إلونا) الفيلبينية، خادمة حماتي، لديها جواز سفر أحمر وأنا عندي جواز سفر أخضر، وأحيانا أساعدها في الحصول على الإقامة فأتقدم بالمعاملة لدى الإقامة والحدود حاملا أخضري وأحمرها، وأنا والسلامة بالنبي أحمل من النمسا أربعة ألقاب علمية قبل إسمي Dr.techn.Dipl.Eng. وإلونا بدون لقب ولكن دولتها فضلتها عني وعن 99% من المواطنيين الأردننين باللون الأحمر.
وقد تابعت شحططة جواز السفر بين مجلسي النواب والأعيان، فالنواب يريدونه أحمر مدى الحياة والأعيان يرفضون إضافة المهنة إلى الجواز ولم يخطر على بال أي منهم الإتيان بإقتراح توحيد لون الجواز لنصبح كالفلبينيين على الأقل.