0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

البلقاء فلسطينية

البلقاء فلسطينية
خاطرة للدكتور مراد الكلالدة
وينك عمايرة … شفت كلالدة، نعم كان مع جدعون … هكذا سمعت أبنائنا ينادون بعضهم بأسماء العائلات ويا ترى ما السبب، سألت جبر.
يا إنسان، العربي يعتز بأصله والمناداة بإسم العائلة لا يعيب الإنسان يا إنسان، والمكان الوحيد الممنوع فيه التنابز بالألقاب هو الجيش العربي حيث يُكتفى بالإسم الثلاثي. هيّك قلتها يا جبر، وما دام الجيش يمنع إستخدام إسم العائلة فمن المؤكد هناك حِكمة من وراء ذلك وهي أن تسود المَسطرة على الجميع فلا تفضيل لعسكري على آخر إلا بالرتبة.
بتعرف أنك بتحكي الصحيح، وأذكر بأن الألمان كانوا، وما زالوا ينادون بعضهم بإسم العائلة وكانوا ينادونا في الجامعة كما لو كنّا سادة، ويقولون لك سيد كلالدة أو سيد فِطن، ما هو إسم عائلتك فِطن مش هيك … ولكنك دَرست بالأردنية وأكيد كان يناديك الدكتور “يا فِطن” بنبرة فيها شيء من الإستهزاء … عفواً يعني.
يا سيدي … نعم، وشو ذنبي أنا إن كان إسمي فِطن مش أحسن ما يكون بإسم حيوان كالفأر أو الصرصور أو حتى النحلة، مع كل الإحترام لأفراد هذه العائلات ولكنهم ُظلموا بهذه الأسماء. الفِطن مُشتق من الفَطانة أي النَباهة وجدّنا الكبير كان فِطن وإن شِئت … أقولك السبب، تفضل يا فِطن، خبرني …
يا سيدي، كان سيدي، يعني جدي كما تقولون، عايش في البلقاء … هذا إنت طلعت سلطي وأنا مش داري. لا يا سيدي، أنا فلسطيني مثل ما إنت عارف، يا جبر خوثتني … كيف فلسطيني ومن البلقاء؟
المشكلة أنك ما بتعرف بالتاريخ، رد جبر، البلقاء موجودة في فلسطين ومن النهر للبحر كمان. لهون وبيكفي يا جبر، ومش لأنك من دار الفِطن تقوم تسرح فيّ. لا يا سيدي، المنطقة كانت تحت الحكم العثماني وكانت الأراضي مقسمة إلى ولايات ومنها ولاية سورية وولاية بيروت التي إنشئت عام واحد وثلاث ثمانيات، سهل تحفظه 1888 والولاية مقسمة الى سناجق ومفردها سنجق أي متصرفية.
وما دخل البلقاء بنابلس، سالت إبن الفِطن. رد جبر، سنجق البلقاء هو نفس إسم سنجق نابلس والذي كان مقسم الى 133 قرية ومدينة، ولهذا فإنك تلاحظ الإرتباط الشديد بين محافظة البلقاء الحالية بالأردن، وكانت ضمن سنجق حوران شرقي نهر الأردن وبين نابلس في فلسطين. والعالِم بالعمارة مثل حَضرتك أكيد لاحظ التشابه الشديد بين عمارة المدينتين، السلط ونابلس. والبلقاء هي الفرس التي فيها سواد وبياض ومنها إشتُق إسم الحجر الأبلق مثل الموجود في مسجد أبو درويش بالأشرفية بعمّان وفي شارع الحمّام في السلط.
يا سيدي، الناس دخلوا ببعض، وكلها بلد قد الكبريته وكان الأصل تظل بلاد واحدة، ولكن الله يلعن صفط رأس سيكس وبيكو اللي قسمونا مثل سدر الكنافة، وعلى ذِكر الكنافة … صحيح يا جبر أنكم بتكلوا الكنافة بالخبز مثل السندويشة؟
نعم صحيح، والتشابهة لا يقتصر على الحجر، وإنما كذلك على البشر لأنه هناك عائلات في السلط أصلها من نابلس وبالعكس مثل النابلسي وغيرهم، رد جبر ولكنك توهتني كالعادة ولم تعطيني فرصة لأقص عليك حكاية جدي الفِطن مع الوالي العثماني والذي أطلق عليه إسم الفِطن … والله يا جبر أني متشوق أسمعها ولكن أخذنا الوقت وخليها للمرة القادمة.