0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

التشبث بالعلاقة مع العدو الصهيوني وقطعها مع سوريا

التشبث بالعلاقة مع العدو الصهيوني وقطعها مع سوريا

أعلن الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسوريا، وهو إجراء يحدث لأول مرة في تاريخ البلدين الذين حاربا معا الكيان الصهيوني وأعلنا اندماجهما في دولة واحدة أثناء حكم الرئيس جمال عبد الناصر، المفارقة أن مرسي مصر المتشبث بالعلاقات مع الكيان الصهيوني رغم أن الشعب المصري بكل فئاته يطالب بقطع هذه العلاقة المشينة و أدان مجلس الشورى برئاسة الدكتور أحمد فهمى الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين بالحرم القدسي، وطالب أعضاء المجلس خلال جلسة بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني وطرد السفير الصهيوني من القاهرة ، لماذا لم تقطع العلاقة مع العدو وتقطع مع سوريا , وافق برلمان الاخوان في مصر على طلب الخارجية المصرية قطع العلاقات مع سوريا المدهش أن برلمان الإخوان أكد في السابق أن علاقة مصر مع الكيان الصهيوني سيتقرر مصيرها على ضوء المساعدات الأمريكية لمصر، إذا تضاعفت الرشوة تتعزز العلاقة ، وإذا تم تخفيضها تتأثر العلاقة أيضا المساعدات التي تتلقاها مصر من أمريكا منذ 30 عام ومع ذلك لم تشف الاقتصاد المصري المترنح ولم تطعم ملايين الجياع ولم تأوى ملايين المشردين.
نسي في غمرة زهوه بإختطاف مصر بعد غياب ، وخروج العراق من دائرة الفعل العربي والمؤامرة على سوريا ، الآن نسي أن دمشق كانت وستظل بوابة للتاريخ العربي منها تبدأ الخيل مساريها وتشد للفتح الكبير ركاب ومنها ايضا يتدفق الشعر والماء والكبرياء والعروبة.
على القدس كلنا رايحين ( بعد حفلة ) كانت تلك هى العبارة التى اختارتها راقصة ومغنية معروفة أن تضيفها إلى أغنية هزلية تسخر من الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين ، لـتخليهما عن وعود كثيرة تتعلق بـتحرير فلسطين ، و معاداة العدو الصهيوني و الاستشهاد فى مواجهتها، تريد تلك الراقصة أن تكيد لـالإخوان بتذكيرهم بهتاف تقليدى رددوه لعقود قبل أن يصلوا إلى السلطة فيتخلوا عنة بموازاة رعاية حزبهم لحفل شاركت فيه فنانة استعراضية أخرى معروفة بـالانفتاح والتحرر فى الملبس.
فى عام 2010 كان القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين آنذاك الدكتور محمد مرسي يخطب فى مؤتمر جماهيرى بإحدى المحافظات حينما وصف اليهود بأنهم مصاصوا دماء ، و أحفاد القردة والخنازير ، بل وطالب أيضاً المستمعين بأن يُرضعوا أبناءهم كراهية اليهود ويحافظوا على استمرار الكراهية، عبارة يجب أن تستمر الكراهية التى قالها مرسى فى ذلك المؤتمر تعد عبارة نموذجية من المنظور الغربي لأنها تكفي وتزيد لوصف قائلها بـالعنصرية و معاداة السامية ، وأخيراً يمكن أن تقود إلى الاتهام بـتشجيع الإرهاب ، لكن لسبب ما فقد دافع بعض أكثر المتعصبين للصهيونية عن مرسى ، وحاولوا تخفيف وقع الأمر، وتذرعوا بأنه عاد عن تلك التصريحات و أعاد توضيحها ، وشددوا على حرصهم على التعاون معه من أجل تحقيق أمن الكيان الصهيوني .
لقد تنصل مرسى من تصريحاته تلك بالطيع ، لكنه أيضاً أضاف إلى ذلك الكثير مما يمكن فعله من أجل طمأنة الغرب بأن الإخوان المسلمين فى حكم مصر لن يكونوا أبداً أقل حرصاً على دعم أمن العدو الصهيوني وحمايته، سواء من خلال الحدود المشتركة فى سيناء أو عبر استخدام نفوذهم حيال القرار الذى يمكن أن تتخذه حماس فى شأن إدارتها للصراع الفلسطيني الصهيوني في غزة، فقد أرسل الرئيس مرسى رسالة تهنئة دافئة وودودة لنظيره شمعون بيريز، وأنه خاطبه فيها بلقب الصديق الوفى ، مشدداً على علاقات الصداقة والود التى تربط البلدين، ليس هذا فقط فقد حرص الرئيس فى أكثر من محفل على التأكيد على التزام مصر بجميع المعاهدات والمواثيق الدولية ولم يصدر عنه أبداً ما يعكر صفو العلاقات المصرية الصهيونية باستثناء طبعاً مسارعته بسحب السفير المصرى حين شن العدو عدوانها على غزة فى أعقاب وصول الإخوان إلى الحكم.
فرغم أن مرسى فعل فى هذا الصدد ما سبق أن فعله مبارك أكثر من مره حين كان يسحب سفيره احتجاجاً على عدوان على الفلسطينيين أو اللبنانيين ، إلا أن الرئيس الإخوانى تدخل بشكل فعّال للغاية لإيقاف العدوان عبر وساطة بين العدو و حماس ، وهى الوساطة التى عرفنا لاحقاً أنها تمخضت عن لجم حماس مقابل وقف العدوان.
منذ العدوان الأخير على غزة لم تُصعّد حماس مع العدو وهو ما يفسر تلقى مرسى رسالة تهنئة من أوباما بخصوص دوره فى حل الأزمة ، وتلقيه إشادة نادرة من نتنياهو لمسارعته إلى الوساطة الناجحة التى حققت الهدنة.
نشرت وسائل إعلام صهيونية تصريحاً نادراً ومهماً لرئيس أركان الجيش الصهيوني الجنرال بينى جانتس، يؤكد فيه أن التنسيق الأمنى بين تل أبيب والقاهرة تحسن كثيراً منذ وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر.
يوضح جانتس أن نتائج عملية عمود السحاب التى تدخّل مرسى لإيقافهما كانت مفاجئة وفى صالح التعاون الصهيوني المصري خاصة بعد الهدوء الذى تسببت فيه على الحدود .
الأمر نفسه يؤكده دانى دانون نائب وزير الدفاع الصهيوني الذى وصف العلاقات الأمنية المصرية الصهيونية فى الفترة الماضية بـالأفضل بين الجانبين، أما عاموس جلعاد المسؤول الرفيع بالوزارة نفسها، فقد نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز قوله : إن التزام مصر باتفاق السلام معنا تحسن وصار أكثر كثافة .
تبدو المسألة فى غاية الوضوح إذن ، لقد تلاعب الإخوان بعواطف المصريين والعرب والمسلمين، وقدّموا أنفسهم لشعوبهم باعتبارهم مجاهدين ومناضلين ضد الصهيونية ، وضغطوا على الأنظمة القائمة آنذاك باعتبارها عميلة، ومستسلمة، وضعيفة، ومهزومة ، ثم وصلوا إلى الحكم ليتنصلوا من كل ما قالوه سابقاً، وليعلنوا احترامهم لكل المعاهدات القائمة ، بشكل استحقوا عليه دعم الأمريكيين وإشادة الصهاينة لنجاحهم فى الالتزام بأمن العدو وإدامة السلام الذى طالما أدانوه ونددوا به، ووصفوه بـالمذلة والاستسلام .
لا نطلب من الإخوان أن يفعلوا فى هذا الإطار غير ما يفعلون، لكننا نطلب فقط ألا يقولوا ما لا يفعلون،هل ممكن قطع العلاقات المصرية الصهيونية ، والتخلص من الحلف الصهيوني الأمريكي حتى تشعر مصر بفخر الانتماء للعروبة والإسلام.

بقلم الكاتب جمال أيوب