خطة الاردن لمنع لجوء العراقيين *
يهدّد غرب العراق بالعصيان المسلح،والمعلومات تقول ان ايران بدأت بنقل قوات عسكرية الى العراق،استعداداً لانهاء العصيان المسلح في حال حدوثه،على ذات طريقة حزب الله في التدخل العسكري في القصير لصالح النظام السوري.
الاردن في هذه الحالة يتوقع موجات هجرة عراقية،وعلى الرغم من ان الحدود البرية بين العراق والاردن،اقل طولا من الحدود بين سورية والاردن،الا ان موجات الهجرة مؤكدة اذا اضطربت مناطق غرب العراق عسكرياً.
الاردن بات حاضنة السنة السياسية من ناحية جغرافية،قبل ان يكون من ناحية دينية،وسكان غرب العراق لن يتوجهوا الى سورية باعتبار ان هناك ازمة في سورية ادت الى هروب سنة سورية الى العراق والاردن،ولن يتوجهوا ايضاً الى السعودية.
هذا يعني ان الوضع في غرب العراق في حال انفجاره،وهو مؤهل للانفجار لوجود قوى عربية واقليمية تدعم التمرد في هذه المناطق،مقابل دعم ايراني لنظام المالكي،سيترك اثراً حاداً على الاردن وتركيبته السكانية وموارده وحياته.
يقول مطلعون ان الاردن قرّرعدم فتح حدوده للعراقيين اللاجئين،في حال حدوث موجات هجرة جماعية،تخوفاً من تكرار النموذج السوري،وهو نموذج عليه مآخذ كثيرة من حيث شكل ادارة الازمة ومعايير اللجوء.
الارجح سيتم منع اللجوء واغلاق الحدود،أو سيتم اقامة منطقة عازلة انسانية للاجئين العراقيين في حال حدثت هذه الهجرات،عند الحدود الاردنية العراقية،وبحيث تكون بعيدة جداً عن المدن،او مشتركة في موقعها بين الارض الاردنية والعراقية،دون السماح للاجئين من غرب العراق بدخول المدن لاحقاً،بأي شكل من الاشكال.
اكثر ما يمكن ان يقدمه الاردن هو منطقة عازلة مشتركة،حتى بدون موافقة العراقيين،في المناطق الاردنية المحاذية للحدود العراقية.
مخاوف الاردن من هجرة السوريين مازالت قائمة،والقراءات تتحدث عن ارقام كبيرة في حال توسعت الحرب الاهلية في سورية،او حدثت حرب اقليمية،او انشطرت سورية،وسط ترجيحات بعدم عودة اغلب اللاجئين السوريين لاحقا،الا بعد سنوات.
سفيرة الاتحاد الاوروبي في عمان يؤانا فرونيتسكا قالت البارحة ان هناك توقعات ببقاء اللاجئين السوريين في الدول التي استضافتهم لفترات طويلة،والاوروبيون الذين يدعمون اللاجئين،يتابعون الوضع عن كثب،غير ان السؤال يتعلق بكيفية ادامة هذا الدعم،في حال بقي اللاجئون في مناطق هجراتهم،لفترات طويلة،فمن هي الدول التي ستقدم الدعم لحظتها وعلى اي اساس والى متى؟!.
السفيرة تؤشرعلى لجوء مستدام،وهذا جانب بات الاردن يحسب حسابه،امام احتمالات تتعلق بدول اخرى مثل العراق،لان احتمال حدوث موجات هجرة عراقية،على ارضية مذهبية،سيجعل احتمالية عودة اللاجئ العراقي ايضا،قليلة،في ظل العداء المذهبي الذي تم انتاجه وتصنيعه في هذه المنطقة التي تتشظى بنيوياً.
خطة الاردن لمواجهة اي تدفقات عراقية،ستكون مختلفة عن خطته التي تعامل عبرها مع اللاجئين السوريين،امام الاختلالات الديموغرافية والمصاعب الاقتصادية التي تعصف بالبلد.
ما مدى قدرة الاردن حقاً على منع دخول العراقيين،او حصرهم عند الحدود في ظل الضغوط الدولية التي قد لا يتمكن الاردن من مقاومتها،خصوصاً،ان المجتمع الدولي سيعتبر اللاجئين العراقيين لحظتها معرضين لخطر الموت بهذه الطريقة؟!.
الاردن محصور في مربع الهجرات،الهجرات العمالية من جنوبه،والهجرات جراء الاحتلال من غربه،والهجرات من الشمال جراء الفوضى،والهجرات المقبلة من شرقه جراء الاقتتال المذهبي.
وهي حالة خطيرة بكل ما تعنيه الكلمة.