الجراح: الطفيلة تستقبل سمو ولي العهد .. زيارة تحمل روح الدولة ورؤية المستقبل
وكالة الناس
بقلم النائب هالة الجراح| مساعد رئيس مجلس النواب وعضو الحزب الوطني الإسلامي
زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى محافظة الطفيلة لم تكن مجرد جولة تفقدية، بل محطة وطنية تعبّر عن نهج قيادة تُصرّ على أن تكون قريبة من الناس، حاضرة في تفاصيل حياتهم، ومواكبة لاحتياجاتهم وتطلعاتهم.
فالطفيلة، بتاريخها العريق وبطبيعتها التي تجمع الأصالة والصلابة، لطالما كانت رمزًا للمحافظات التي قدّمت للوطن الكثير، وتنتظر دائمًا من التنمية أن تترجم إلى واقع ملموس ينعكس على حياة أهلها.
في هذه الزيارة، لمس أبناء الطفيلة مجددًا روح القيادة الشابة التي يمثلها سمو ولي العهد؛ قيادة تستمع قبل أن تتحدث، وتسأل قبل أن توجّه، وتنظر إلى التحديات من زاوية الحل وليس من زاوية التبرير. وقد عكس سموه، كعادته، تلك القدرة الاستثنائية على فهم احتياجات الناس والتعامل معها بواقعية واهتمام.
إن الطفيلة، بما تمتلكه من فرص تنموية في قطاعات التعدين والسياحة والزراعة والتعليم، تحتاج إلى دفعة حقيقية تستثمر قدراتها وتُعيد تدوير إمكاناتها لصالح أبنائها. زيارة سمو ولي العهد جاءت لتؤكد أن هذه المحافظة ليست بعيدة عن مركز الاهتمام، وأن ما تحتاجه من دعم وخدمات وبنية تحتية سيكون جزءًا من خطة وطنية للتنمية المتوازنة.
كما حملت الزيارة رسالة أعمق تتعلّق بثقة الدولة بشبابها، فسموه كان حريصًا على لقاء الفاعليات الشبابية والطلابية، في تأكيد واضح بأنهم الشريك الأول في بناء المستقبل، وأن كل خطوة تنموية لن تكتمل دون تمكينهم وإعطائهم المساحة التي يستحقونها للمبادرة والإنجاز.
إن وجود سمو ولي العهد بين أهالي الطفيلة ليس حدثًا عابرًا، بل هو تراكم لنهج مستمر يترجم رؤية ملكية واضحة: أردن قوي، محافظات حيّة، وتنمية لا تقتصر على العاصمة بل تشمل كل شبر من هذا الوطن. لذلك شعر أبناء الطفيلة بأن الزيارة كانت أقرب إلى رسالة اطمئنان بأن صوتهم مسموع، وأن المحافظة ستكون على مسار جديد من الاهتمام والعمل.
في النهاية، تبقى زيارة سمو ولي العهد للطفيلة أكثر من حدث رسمي؛ إنها تجسيد لروح الدولة التي تتجدد بقيادة شابة تؤمن بالعمل، وتؤمن قبل ذلك بالناس. وهي خطوة أخرى في مشوار طويل نحو أردنٍ أكثر ازدهارًا وعدالةً وتوازنًا في التنمية.