منظمة التحرير: الذكرى 65 للنكبة تحتم علينا انهاء الانقسام
واكدت اللجنة التنفيذية تصميم شعبنا الفلسطيني على مواصلة نضاله من أجل الاستقلال والعودة رغم التضحيات البطولية الطويلة التي قدمها على مدار 65 عاماً التي مضت، والتي مثلت مصدر فخر وإلهام لأجيال متعاقبة ظلت حاملة للشعلة التي أوقدها آباؤنا وأمهاتنا… لقد ظل شعبنا الفلسطيني في فلسطين وكافة مناطق الشتات، وبالرغم من الآثار الكارثية للنكبة على وحدة شعبنا الجغرافية، موحداً في هدف الاستقلال والعودة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي مثلت وما زالت تمثل القائد السياسي ووطن الفلسطينيين المعنوي، وحامية إنجازاته ونضالاته على مدى العقود المنصرمة.
واضافت اللجنة لقد تكالبت على قضيتنا الوطنية عبر مشوارنا الكفاحي الطويل الكثير الكثير من التحديات والمؤامرات التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية وتدمير الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وتحويل قضية تحرره الوطني إلى قضية “إنسانية”، تُحَلّ عبر تقديم المساعدات الإغاثية مع طمس حقوقه السياسية في التحرر والاستقلال والعودة.
لقد نجحت كفاحات شعبنا البطولية والمتراكمة عبر السنوات الطويلة الماضية في ترسيخ حقوقه السياسية، وتقديمها للمجتمع الدولي باعتبارها قضية تحرر وطني، وبالرغم من الإجماع الدولي حول هذه الحقوق، فإن هذا الإجماع الدولي لم يتحول بعد إلى أداة ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على الامتثال لقواعد الشرعية الدولية التي أقرت حق شعبنا في الاستقلال الناجز وفي العودة استناداً إلى القرار الأممي 194.
واكدت اللجنة التنفيذية إن تراخي المجتمع الدولي وعجزه حتى اللحظة عن تصفية الاحتلال الإسرائيلي ومخلفاته على الأرض الفلسطينية يشجعان إسرائيل على تكريس احتلالها وتقويض حل الدولتين، من خلال هجمتها الاستيطانية المسعورة داخل دولة فلسطين، والاستمرار في تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية، بما في ذلك التطاول على الأماكن المقدسة وعلى المؤمنين المسلمين والمسحيين الذين يحجون إلى هذه الأماكن.
وإن إنهاء إسرائيل لمقومات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي التي احتلت عام 1967، وفي مقدمتها القدس الشرقية، سينهي إلى غير رجعة جميع الجهود الدولية الراغبة في إنهاء الصراع، وسيفتح المنطقة على احتمالات صراع دموي مفتوح وطويل سيعصف حتماً بالاستقرار والسلم الدوليين، وإن الفرص التي منحها الفلسطينيون والعرب للمجتمع الدولي تُقوضها الحكومة الإسرائيلية باستمرار، وتجعل من الجهود الأخيرة المبذولة لإحياء عملية السلام مجرد محاولة، لن يُكتب لها النجاح من دون إلزام إسرائيل بوقف استيطانها وتنكرها المعلن والمفضوح للشرعية الدولية وقراراتها.
وقالت اللجنة التنفيذية لقد شكلت وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه وحركته الوطنية الأساس الصلب الذي مكّننا من تجاوز مؤامرات التصفية والتشريد والاقتلاع التي واجهتنا عبر سنوات كفاحنا الطويل والموصول، وبهذه الوحدة حافظنا على إنجازاتنا واستقلالية قرارنا الوطني، وسط بحر هائج من المصالح المتناقضة والمتضاربة في المنطقة، وإن استمرار الانقسام السياسي ومخاطر تحويله إلى انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل باستمراره الكارثة الكبرى، التي يمكن أن تودي بإنجازات شعبنا، والخلط المتعمد الذي يثيره دعاة الانقسام بين زيارات التضامن مع شعبنا المحاصر في قطاع غزة وبين التضامن مع الانقسام والقوة السياسية التي تديره سيؤدي في نهاية المطاف إلى جعل طموحات شعبنا وأهدافه الوطنية ورقة ابتزاز في يد قوى إقليمية، تناور بقضيتنا لمصالحها الإقليمية والدولية.
واختتمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انه لقد آن الأوان لطي الصفحة السوداء من تاريخنا السياسي، وتطبيق ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة. لقد بات الانقسام عبئاً على استقلالنا، وورقة مناورة مجانية بيد الاحتلال الإسرائيلي.
إن إحياء شعبنا لذكرى النكبة، وبكل ما تنطوي عليه هذه الذكرى من الآلام والمآسي، لهو تأكيد جديد على حيوية قضيتنا الوطنية وتشبث شعبنا المتجذر بحقوقه وأحلامه مهما طال الزمن، وستبقى قضية أسرى الحرية في مقدمة قضايا النضال الوطني واليومي لشعبنا حتى يتحرر كل أسير، وحتى يكون ذلك مقدمة لحرية الوطن بأكمله.