عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إندونيسيا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي السينمائي

وكالة الناس – اتخذت إندونيسيا خطوة جريئة نحو المستقبل، إذ بدأت صناعة السينما الإندونيسية في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لصناعة أفلام ضخمة بجودة هوليوودية وبتكلفة أقل بكثير.

يأتي هذا في وقتٍ ما زال فيه العالم يتجادل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع.

جاء التحول المتسارع بعد إطلاق “OpenAI” للنسخة الجديدة من نموذج الفيديو Sora 2، القادر على إنتاج مقاطع عالية الدقة مع صوت واقعي ومحاكاة دقيقة للحركة والفيزياء، وهو ما وصفته الشركة بأنه “منعطف تاريخي” في عالم إنتاج الفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يفتح الأبواب لصنّاع السينما
يرى الأكاديمي الإندونيسي بيسما فابيو سانتابودي من جامعة مولتيميديا نوسانتارا أن بلاده “تقف على حافة تحول جذري”، مضيفًا أن “Sora 2 يمنح المبدعين فرصة لتجربة أفكارهم بحرية دون قيود الميزانيات الضخمة”، بحسب تقرير نشره موقع “restofworld” واطلعت عليه “العربية Business”.

يحمل الوجه الآخر لهذا التطور تحديات واضحة؛ فمع تزايد الاعتماد على أدوات مثل Runway وMidjourney وشات جي بي تي، بدأ بعض العاملين في مجالات الرسوم المتحركة وكتابة السيناريو والتأثيرات البصرية يفقدون وظائفهم لصالح الخوارزميات.

هوليوود على الطريقة الإندونيسية
تشهد صناعة السينما في إندونيسيا انتعاشًا ملحوظًا، إذ تجاوزت إيرادات شباك التذاكر المحلي 400 مليون دولار في عام 2023، لتصبح الأسرع نموًا في جنوب شرق آسيا.

ضخت “نتفليكس” استثمارات في إنتاج محتوى محلي، فيما يعمل آلاف المبدعين على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات التحرير والتصميم والسيناريو.

يستخدم بعضهم شات جي بي تي لكتابة الحوارات، وآخرون يعتمدون على Runway لتوليد لقطات تجريبية أو مقاطع أولية للـStoryboard، بينما يختصر صانعو المؤثرات البصرية (VFX) نحو 70% من وقت العمل بفضل الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

مخاوف من فقدان روح الفن
يرى بعض السينمائيين أن أفلام الذكاء الاصطناعي خالية من الروح.

يقول الكاتب بايو كورنيا براسيتيا: “الفيلم فنّ، يجب أن يحمل مشاعر بشرية، أفلام الذكاء الاصطناعي مثالية أكثر من اللازم، بلا عيوب، بلا إحساس.”

مع ذلك، فإن الواقع يفرض نفسه: إنتاج فيلم مثل Critterz، والذي يعد أول فيلم رسوم متحركة طويل من إنتاج تقنيات “OpenAI”، لم يتجاوز 30 مليون دولار وتسعة أشهر عمل، مقارنة بـ 200 مليون دولار وأربع سنوات احتاجتها “Pixar” لصناعة “Toy Story 3”.

وظائف تولد من رحم التقنية
تتأثر أكثر من 200 ألف وظيفة ترفيهية في هوليوود بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، وفق تقديرات من جمعيات فنية في الولايات المتحدة.

يتوقع خبراء أن خسارة بعض الوظائف ستُقابل بظهور أدوار جديدة في مجالات فن توجيه الذكاء الاصطناعي.

وفي جامعة نوسانتارا، تم بالفعل إدراج دورتين دراسيتين جديدتين في صناعة الأفلام بالذكاء الاصطناعي، في إشارة إلى أن التحول أصبح رسميًا ومؤسسياً.

جوائز ومهرجانات أفلام بالذكاء الاصطناعي
فاز فيلم “نوسانتارا” الإندونيسي، الذي أُنتج بالكامل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان أوروبي مخصص لأفلام الذكاء الاصطناعي.

كما شهدت جزيرة بالي هذا العام أول مهرجان دولي للأفلام المنتجة بالذكاء الاصطناعي، بمشاركة عشرات الأعمال من حول العالم.

في الوقت الذي تُسرّع فيه استوديوهات الإنتاج وتيرة العمل بأدوات الذكاء الاصطناعي، لا يزال المخرجون والمبدعون يحاولون الموازنة بين السرعة والدقة من جهة، والإنسانية والإحساس الفني من جهة أخرى.

وكما يقول أحد صناع القصة المصورة بحرول علمي: “عندما يصل العالم إلى حدّ الإشباع من المحتوى الآلي، ستعود قيمة العمل اليدوي لتسطع من جديد.”