إعلام عبري : إسرائيل محاصرة والأرض تهتز من تحتها
وكالة الناس – رصد – استعرضت صحيفة “معاريف” صورة شاملة للمخاطرة الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل، كما ألقت الضوء على نقاط غابت عن الخطاب العام أثناء فترة الحرب على قطاع غزة.
وأضافت معاريف الإسرائيلية تحت عنوان “الأرض تهتز تحت أقدام إسرائيل.. التهديد الذي لا يتحدّث عنه أحد”، أن هناك الكثير من التصريحات التي تتحدث عن حسم نهائي ضد حزب الله أو إيران أو سورية أو حماس، أو الافتراض القائل بأن علاقات إسرائيل مع مصر والأردن مستقرة تماماً، لا تعكس تعقيدات الواقع، مستطردة: “ثمة حاجة ملحة لفهم أعمق للتحديات الإقليمية، لأن حتى الأحمق إذا صمت يُحسب حكيماً، قد يؤدّي الاستماع أكثر من الكلام إلى تقييم أفضل للوضع”.
جاهزية حزب الله للحرب
ترى الصحيفة، أنه على الرغم من الضربات التي تعرّض لها، يواصل حزب الله التسليح وإعادة التمركز، فالأمين العام الحالي نعيم قاسم رفض تفكيك سلاح التنظيم، وتحت ضغوط دولية وافق لبنان بتأثير أمريكي في أغسطس (آب) 2025 على جدول زمني لنزع سلاح التنظيم ونقل السيطرة على الأسلحة إلى جيش لبنان، وهو ما اعترض عليه حزب الله، فيما ذهبت تقارير استخبارية أمريكية إلى أن التنظيم أعاد تأهيل نحو 25% من بنيته التحتية المدنية والعسكرية خلال الشهر الأخير، وأن الهدوء الظاهر جزء من استراتيجية مدروسة لإعادة البناء وزيادة القوة.
التهديد من تركيا والنظام السوري الجديد
تقول الصحيفة إن التعاون العسكري بين تركيا والنظام السوري الجديد، وتنامي الوجود التركي شمال سورية يُعدّ مصدر قلق كبير لإسرائيل، في وجود وحدات تركية وتشكيلات موالية تعمل في شمال سورية، ومذكرات تفاهم أمنية تتضمن تسليم أسلحة وتدريبات وقواعد مشتركة.
واعتبرت الصحيفة أن الهدف المشترك طمأنة أنقرة لسحق القوى الكردية التي تعتبرها تهديداً، موضحة أن إمكانيات الجيش التركي البشرية والبحرية، وتطوّر منظومات تسليح محلية، تُضيف بعداً خطيراً لصياغة الخطر الذي قد يوجه مستقبلاً نحو إسرائيل، كما أن تصريحات رجب طيب أردوغان في مارس (آذار ) 2025 كانت حادة ضد إسرائيل، ما يزيد المخاوف من احتدام المواجهة.
التهديد المصري.. اتفاقية السلام “حبر على ورق”
تقدر معاريف في التحليل أن القوات المصرية في سيناء أكبر بأربع مرات مما تسمح به اتفاقية السلام، وأن هناك بناءً لتجهيزات وطرقات وعشرات الممرّات أسفل قناة السويس وتجهيزات داخل سيناء تحضيرًا لسيناريوهات عسكرية، ومن جهة ثانية، تخطط مصر، بحسب التحليل، لقيادة قيادة عسكرية عربية مشتركة تقول إنها بهدف الحماية، وقد تكون ضد أي تهديدات بما في ذلك إسرائيل، الخلاصة هنا أن السلام بين مصر وإسرائيل أصبح “اتفاقاً على الورق”، بحسب التحليل.
التهديد الإيراني بعد “حرب الـ12 يوماً”
وأضافت الصحيفة أن الضربات الإسرائيلية والأمريكية على البنية النووية والصاروخية الإيرانية أحدثت أضراراً كبيرة، وأثّرت على برنامج التخصيب، لكن التقديرات تتراوح بأن التراجع قد يكون مؤقتاً لعدة أشهر إلى سنة، فإيران تسعى لإعادة بناء قدراتها الصاروخية، وتحسين دفاعاتها الرادارية والجوية، واستأنفت تجارب الصواريخ بعد نهاية الحرب، كما واصلت إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة (نحو 60% وفي حالات قرابة 90%)، وتستمر المفاوضات الأوروبية في الوقت الذي تهدد فيه إيران الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إذا ضُغِط عليها.
الانفجار المحتمل في الضفة الغربية
تتزايد المخاوف من انفجار متجدد في الضفة الغربية، وأشارت معاريف إلى أن مقابلات أجراها مصدر أمني مع مئات الفلسطينيين أظهرت شعوراً متزايداً بأن “اليوم قادم ونحن ننتظر”، بسبب دوافع دينية واجتماعية واقتصادية، ولفتت إلى أن هناك أيضاً قلق من تراجع معنويات الجنود الجدد والشعور باللامبالاة، مستطردة: “سيناريو التصعيد قد يؤدي إلى نزوح أجزاء من المستوطنات، وارتباك في قدرات الجيش على الرد السريع”.
تهديد الداخل.. أقليات عربية وبدو
ووفقاً لمعاريف، فإن المخاوف تستمر من انخراط عناصر متطرفة من المجتمع العربي والبدو في عنف واسع في حال توسع الصراع، واستشهد التحليل بدروس من مايو (آيار) 2021 (عملية حارس الأسوار)، حين أظهرت الأجهزة تعثراً في التعامل مع الاضطرابات داخل المدن المختلطة.
وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من الدوائر المحيطة، يبدو أن القيادات السياسية والعسكرية لم تكرّس الجهود الكافية لإعادة تأهيل الجيش لمواجهة هذا الطيف من التهديدات، إذ أنّ التركيز الضخم على القتال ضد الطرف الأضعف بين خصوم إسرائيل، حماس، قد أعمى عن الحاجة إلى تجهيز الضربات، والاستعداد لمواجهة الأخطار الحقيقية المتنامية حول حدود إسرائيل.