0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

اضطرابات لوس أنجلوس.. معركة أرادها ترمب؟

وكالة الناس –  رغم التأثير السياسي للاضطرابات في مدينة لوس أنجلوس، إلا أن هناك من يرى فيها فرصة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أصحاب هذا الرأي يقولون إن الوضع الحالي في كاليفورنيا يتضمن كل العناصر التي يريدها ترامب من مواجهة مع منافس سياسي بارز في ولاية ديمقراطية حول قضية جوهرية في أجندته السياسية.

واتسع نطاق الاضطرابات في لوس أنجلوس إلى الحد الذي دعت فيه الأمم المتحدة اليوم الإثنين إلى “احتواء التصعيد” في المدينة.

وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “لا نريد أن نشهد مزيدا من العسكرة للأوضاع وندعو كل الأطراف على المستوى المحلي ومستوى الولاية والمستوى الفيدرالي إلى العمل بهذا الاتجاه”.

وبتجاوزه سلطة حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، في استدعاء الحرس الوطني لوقف الاحتجاجات التي تشهدها لوس أنجلوس ضد جهود إدارته لترحيل المهاجرين، يُبالغ ترامب في استخدام سلطته الرئاسية، ويُثير انتقادات بأنه يُؤجج الوضع لتحقيق مكاسب سياسية، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ولم تطلب السلطات المحلية وسلطات الولايات المساعدة الفيدرالية للتعامل مع المظاهرات التي انطلقت أساسا ضد حملة مداهمات لتوقيف المهاجرين غير الشرعيين تمهيدا لترحيلهم، لكن ترامب وكبار مساعديه انخرطوا في المواجهة مع قادة كاليفورنيا وصوروا المظاهرات على أنها “تهديد وجودي” للبلاد ليشعل إرسال الحرس الوطني احتجاجات جديدة.

ومع نزول المزيد من المتظاهرين إلى الشوارع، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إن لوس أنجلوس “تتعرض للغزو والاحتلال” من قِبل “عصابات عنيفة ومتمردة”، ووجّه ثلاثة من كبار مسؤولي إدارته لاتخاذ أي إجراءات ضرورية “لتحرير المدينة من غزو المهاجرين”.

تصريحات ترامب
وحمّل “متمردين” مسؤولية الاضطرابات في لوس أنجلوس، وقال في تصريح لصحفيين في البيت الأبيض ردا على سؤال بشأن الاشتباكات في المدينة “الذين يتسببون بهذه المشاكل هم مخربون محترفون ومتمردون”.

وأشاد بنشر قوات الحرس الوطني خلافا لرغبة حاكم كاليفورنيا ورئيسة بلدية المدينة، ووصف القرار بأنه “عظيم”. وقال ترامب “لو لم نفعل ذلك، لدُمرت لوس أنجلوس عن بكرة أبيها”.

ورفض ترامب الإفصاح عما إذا كان يعتزم تفعيل قانون التمرد لعام 1807، الذي يسمح باستخدام القوات الفيدرالية على الأراضي المحلية لقمع التمرد لكن قراره نشر ألفين من عناصر الحرس الوطني يعد أحدث مثال على استعداده، لتحطيم الأعراف لتحقيق أهدافه وتجاوز القيود المفروضة على سلطته.

وكان آخر رئيس يرسل الحرس الوطني لعملية داخلية دون طلب من حاكم الولاية، هو ليندون جونسون، في عام 1965، لحماية المتظاهرين المطالبين بالحقوق المدنية في ألاباما.

ويرى مساعدو ترامب وحلفاؤه أن أحداث لوس أنجلوس تُقدم صورةً شبه مثالية لسبب انتخاب ترامب.

وقال نيوت غينغريتش، الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب وحليف الرئيس، “الأمر واضحٌ للغاية. جانب يؤيد إنفاذ القانون وحماية الأمريكيين، والجانب الآخر يؤيد الدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين والوقوف في صف من يخالفون القانون”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سعى ترامب ومساعدوه وحلفاؤه إلى تأطير المظاهرات ضد مسؤولي الهجرة وفقًا لشروطهم الخاصة فنشروا صورًا ومقاطع فيديو لأكثر الأحداث عنفًا مع التركيز على متظاهرين هاجموا عناصر الشرطة الفيدرالية وركزوا على المتظاهرين الذين لوّحوا بأعلام دول أخرى، مثل المكسيك والسلفادور، كدليل على “غزو أجنبي”.

الجمهوريون الذين دافعوا عن خطوات ترامب قالوا إنه يمارس سلطته لحماية السلامة العامة.

وأوضح النائب الجمهوري عن كاليفورنيا كيفن كايلي: “يشعر الرئيس بقلق بالغ بشأن سلامة المسؤولين الفيدراليين في لوس أنجلوس حاليًا، والذين تعرضوا لأعمال عنف ومضايقة وعرقلة”.

وأضاف: “نحن في هذه اللحظة بسبب سلسلة من القرارات المتهورة التي اتخذها القادة السياسيون في كاليفورنيا، والتي ساهمت في دعم سياسات الحدود المفتوحة للرئيس السابق جو بايدن”.

وتبدو إدارة ترامب مستعدة للتصعيد، وأشار توم هومان، مسؤول الحدود في إدارة ترامب، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” إلى أن الإدارة ستعتقل أي شخص يتدخل ضد إنفاذ قوانين الهجرة حتى لو كان مسؤولا حكوميا.

وتعليقا على ذلك تحدى حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، هومان أن يعتقله، وقال “اعتقلني لننهِ الأمر. أيها الرجل القوي، كما تعلم لا أكترث. لكنني أهتم بمجتمعي”.

غضب حاكم كاليفورنيا
وفي مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي”، قال نيوسوم “ماذا يفعلون بحق الجحيم؟ على هؤلاء أن ينضجوا. عليهم أن يتوقفوا، وعلينا أن نقاوم”.

وكشف نيوسوم عن أن الولاية ستقاضي إدارة ترامب بسبب نشرها الحرس الوطني، وأوضح أن الدعوى القضائية ستطعن في قرار ترامب بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في كاليفورنيا دون موافقة الولاية، وهي خطوة نادرة في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك وفقا لما ذكره موقع “ذا هيل” الأمريكي.

وقال نيوسوم “ترامب أشعل عود الثقاب. إنه يصب الزيت على النار”.

وتمثل الاحتجاجات مواجهة جديدة بين ترامب ونيوسوم، الذي يعتبره رمزًا لإخفاقات الحزب الديمقراطي.

وفي تصريحات لنيويورك تايمز، قال نيوسوم “توقعنا هذا، واستعددنا له. هذا ليس مفاجئًا فلكي ينجحوا، لا بد أن تفشل كاليفورنيا، ولذلك سيجربون كل ما في جعبتهم رغم الأدلة ضدهم”.

وكان نيوسوم قد بعث رسالة إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث يطلب فيها رسميًا من ترامب إلغاء استدعاء الحرس الوطني، قائلاً إن الإجراءات الفيدرالية تُؤجج الوضع وأيده مسؤولون ديمقراطيون آخرون، قالوا إن المظاهرات المتصاعدة كانت نتيجة تصرفات الرئيس نفسه.

وقال سيناتور كاليفورنيا الديمقراطي أليكس باديلا “الرئيس ومساعدوه يخلقون أزمة من صنع أيديهم. لا ينبغي أن يُفاجأوا في مجتمع مثل لوس أنجلوس بأن يُقابلوا متظاهرين متحمسين للغاية للدفاع عن الحقوق الأساسية والإجراءات القانونية الواجبة”.

أخيرا، يبدو أن ترامب يستخدم ضد كاليفورنيا أسلوبًا مشابهًا لمعاقبة الجامعات ومكاتب المحاماة وغيرها من المؤسسات والأفراد الذين يعتبرهم خصومًا سياسيين.