الداخلية التونسية تُلغي مسابقة لإنتداب ضباط صف لجهاز الدرك تضمنت أسئلة دينية

 قررت وزارة الداخلية التونسية إلغاء مسابقة لإختيار عدد من ضباط الصف لجهاز الحرس الوطني (الدرك)، أثارت جدلا واسعا بسبب تضمنها أسئلة دينية دفعت إلى بروز مخاوف من سعي رسمي لـ(أسلمة) المؤسسة الأمنية في البلاد.

وقالت الوزارة في بيان وزعته في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، إنها قررت أيضا فتح تحقيق إداري بشأن الإمتحان الذي خضع له المترشحين في المسابقة المذكورة لإنتداب ضباط صف في جهاز الحرس الوطني.

وأوضحت أن التحقيق المذكور يستهدف “تحديد المسؤولية في الموضوع، وترتيب الأثر القانوني على ذلك”،وذلك “في أعقاب ما أثاره إختبار إنتداب عرفاء للحرس الوطني من ردود فعل”، وفي إطار “سعي الوزارة إلى دعم سياسة الحياد والعمل بكل شفافية ودرءا لكل تشكيك”.

ويُشار إلى أن صحيفة إلكترونية تونسية كشفت في وقت سابق أن المسابقة المذكورة تضمنت أسئلة دينية، منها: من هي أول امرأة قطعت يدها في السرقة؟، وماذا تعني الصفا والمروة؟، ومن هو أول من استقبل القبلة حيا وميتا؟، وكم عدد القراءات الصحيحة للقرآن؟ وما هي أقصر سورة في القرآن؟ وما هي أطول سورة في القران؟.

وأثار هذا الكشف إستياء ناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، لم يترددوا في شن حملة على الحكومة التونسية، إتهموها فيها بالسعي إلى “أسلمة” المؤسسة الأمنية.

وسعت وزارة الداخلية التونسية إلى محاولة التخفيف من حدة هذه الحملة من خلال القول إن تلك الأسئلة “لا تعدو أن تكون من باب الأسئلة المتعلقة بالثقافة العامة”، وأن “محاولة فصلها عن المضمون العام للإختبار هو من باب القراءة الخاطئة”.

غير أن هذه المحاولة لم تُفلح في وقف تلك الحملة التي تواصلت أمس،ما دفع وزارة الداخلية إلى التراجع عن موقفها، وتُعلن عن إلغاء المسابقة، وفتح تحقيق إداري لتحديد المسؤوليات.