فضائح استخباراتية إسرائيلية.. ظهور قادة حماس أحياء بعد إعلان اغتيالهم
وكالة الناس – في 3 ديسمبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال قائد كتيبة الشاطئ في حركة حماس، هيثم الحواجري. لكن في مشهد صادم للاحتلال، ظهر الحواجري مؤخرًا خلال الإفراج عن الأسير الإسرائيلي كيث سيغال، حيث التقط صورًا مع المقاومين وتجول بحرية دون إخفاء وجهه. وتُعدّ هذه الحادثة الثالثة على الأقل التي يظهر فيها قائد كبير في حماس بعد إعلان “إسرائيل” عن اغتياله.
أمام هذا الإحراج الاستخباراتي، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك بالخطأ، موضحين أن الإعلان السابق استند إلى معلومات استخباراتية تبين لاحقًا أنها غير دقيقة.
لم يكن الحواجري القائد الوحيد الذي ظهر بعد إعلان اغتياله؛ فقبل ذلك بشهر، شوهد حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون في حماس، خلال جنازة في شمال قطاع غزة، رغم أن “إسرائيل” زعمت أنها اغتالته في مايو الماضي خلال قصف على جباليا. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد وصف فياض بأنه مسؤول عن إطلاق العديد من الصواريخ المضادة للدروع وقذائف الهاون على المستوطنات الإسرائيلية خلال الحرب.
في الجنازة، ألقى فياض خطابًا تحدث فيه عن “انتصار غزة على جيش الاحتلال الإسرائيلي”، وهو ما يؤكد أن ظهوره كان حديثًا، عقب وقف إطلاق النار. وبعد ظهور فياض، أُجبر الجيش والشاباك مرة أخرى على الاعتراف بخطأ تقييمهما الاستخباراتي بشأن اغتياله.
حادثة أخرى مشابهة وقعت مع محمود حمدان، قائد كتيبة حي تل السلطان في رفح، والذي كان يُعرف أيضًا بصفته مرافقا شخصيًا للشهيد يحيى السنوار،. في البداية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله في غارة جوية، لكن لاحقًا، بعد استشهاد السنوار في سبتمبر 2024، تبيّن أن حمدان ظلّ على قيد الحياة حتى استشهاده في اشتباك آخر مع قوات الاحتلال.
ورغم الادعاءات المتكررة لجيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال أكثر من 100 قائد بارز في حماس، من مستويات قادة الكتائب والألوية وصولًا إلى القادة الكبار مثل محمد الضيف، مروان عيسى، ويحيى السنوار، إلا أن الأخطاء الاستخباراتية الأخيرة أثارت شكوكًا حول مصداقية هذه التقارير، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن حماس لا تزال تحتفظ بقادة بارزين في القطاع يساهمون في إعادة بناء قوة الحركة. ومن بين هؤلاء محمد سنوار، الذي يُعتقد أنه خلف شقيقه يحيى في قيادة الحركة، بالإضافة إلى قادة ألوية مثل محمد شبانة، قائد لواء رفح، وعز الدين حداد، قائد لواء غزة.
وأوضحت الصحيفة أنه كلما ارتفعت رتبة القائد المستهدف، زادت كمية الذخائر التي يتم استخدامها لضمان اغتياله، إلى جانب تكثيف الجهود الاستخباراتية لتأكيد نجاح العملية. ولهذا السبب، تتردد “إسرائيل” في الإعلان الفوري عن اغتيال قادة بارزين في حماس وحزب الله، حيث يستغرق التحقق من النتائج أيامًا أو حتى أسابيع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار الحرب، تصاعدت الانتقادات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأرقام “الفلكية” التي تم الإعلان عنها حول أعداد الشهداء من مقاتلي حماس. وأشار قادة ميدانيون إلى أن بعض التقارير زعمت أن كتيبة عسكرية إسرائيلية قتلت 60 مقاتلًا في بيت لاهيا خلال أسبوع واحد، أو 150 في الشجاعية، دون وجود أدلة واضحة تؤكد صحة هذه الأرقام.
وفقا لمصادر عسكرية إسرائيلية صرحت لصحيفة يديعوت أحرونوت، كان يتم تسجيل أي شخص يتم استهدافه في منطقة القتال ضمن “لائحة القتلى”، حتى دون التحقق مما إذا كان قد قُتل بالفعل أو أُصيب فقط.
وبحسب يديعوت، يقُدّر عدد مقاومي حماس المتبقين عند بدء وقف إطلاق النار بنحو 10,000 مقاتل. كما أن الحركة تمكنت من تجنيد وتدريب مئات المقاتلين الجدد في الأشهر الأخيرة.
ورأت الصحيفة العبرية أن هذه الحوادث تعكس سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية الإسرائيلية التي تلقي بظلالها على مدى دقة المعلومات التي يعتمد عليها جيش الاحتلال في حملته العسكرية ضد حماس. ومع استمرار الحرب، يظل السؤال مفتوحًا حول عدد القادة الذين ادعت “إسرائيل” اغتيالهم، ولكنهم قد يظهرون مجددًا في المستقبل.