مقاتلو حمص يسيطرون على مطار عسكري.. ونتنياهو يرفض تسليح ثوار سورية
سيطر الثوار السوريون على أجزاء واسعة من مطار عسكري في ريف القصير بمحافظة حمص (وسط) حيث تحاول القوات النظامية عزل المقاتلين، ومن جهة أخرى دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الحذر من الدعوات الدولية إلى تسليح الثوار السوريين مؤكدا ان الدولة العبرية تحتفظ بحق منع تسليمهم أسلحة قد تستخدم ضدها.
وقال نتنياهو في حديث لـ”البي بي سي” إنه إذا وقعت أسلحة متطورة بين ايدي مقاتلين سوريين متطرفين فان هذا يعني اعادة تحديد التهديدات الامنية الاقليمية.
وأكد نتنياهو “نحن قلقون من الأسلحة الرائدة والتي يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ويمكن أن تقع في أيدي هؤلاء الإرهابيين واننا نحتفظ دائما بحق التصرف لمنع ذلك من الحدوث”. واضاف ان قلق إسرائيل يرتبط بمعرفة “اي متمردين وأي أسلحة؟”.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي “نحن لسنا عدوانيين ولا نسعى الى مواجهة عسكرية، لكننا مستعدون للدفاع عن انفسنا في حال اقتضت الحاجة واعتقد ان الجميع يعلم بان ما اقوله موزون وجدي”. وكان نتنياهو في لندن الأربعاء لحضور جنازة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.
والتقى نتنياهو مساء الاربعاء نظيره البريطاني ديفيد كاميرون. واتفق الرجلان ان النزاع في سورية ينطوي على “مخاطر انسانية وامنية كبيرة”.
واضاف ان “الاسلحة الرئيسية التي تقلقنا هي الاسلحة الموجودة بالفعل في سورية- الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيميائية وأسلحة أخرى خطيرة جدا قد تغير اللعبة”.
وأكد نتنياهو ان تلك الاسلحة “ستغير شروط توازن القوى في الشرق الاوسط وقد تشكل خطرا ارهابيا على مستوى عالمي. مصلحتنا بالتاكيد هي الدفاع عن انفسنا لكننا نعتقد ان ذلك من مصلحة دول أخرى”.
ولم يؤكد نتنياهو او ينف ما يعتقد انه غارة جوية اسرائيلية على قافلة اسلحة سورية يعتقد انها كانت متوجهة لحزب الله في لبنان في كانون الثاني/يناير الماضي.
وتراقب الدولة العبرية عن كثب ما يحدث في سورية وتتخوف من محاولة مقاتلين اسلاميين يقاتلون ضمن قوات المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد مهاجمتها.
واسرائيل رسميا في حالة حرب مع سورية وتحتل منذ 1967 هضبة الجولان الاستراتيجية التي ضمتها في 1981 وتبني ساترا امنيا على طول خط التماس. ولا يزال هناك 510 كيلومترات مربعة من الجولان خاضعة للسيادة السورية.
وفي سياق آخر قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على اجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير إثر اشتباكات عنيفة استمرت اياما بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وعناصر حراسة المطار” المحاصر منذ قرابة شهر.
واوضح المرصد ان المطار “يخضع لادارة الدفاع الجوي منذ العام 2009 بعدما توقفت حركة الطائرات (العسكرية) فيه”، وكان من المقرر تحويله الى مطار مدني “لكن مع انطلاقة الثورة السورية (منتصف آذار/مارس 2011) اصبح مركز تجميع لقوات الجيش النظامي في ريف القصير”.
واعتبر المرصد انه في حال إتمام السيطرة على المطار الواقع الى الشمال من مدينة القصير “فذلك يعد هزيمة للقوات النظامية التي تحاول منذ اسابيع فرض سيطرتها على ريف القصير”، حيث تدور اشتباكات عنيفة يشارك فيها بحسب المرصد مقاتلون موالون لحزب الله اللبناني الحليف لدمشق في محاولة لعزل مقاتلي المعارضة في هذه النقطة الأساسية لربط دمشق بالساحل.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المطار “يمثل اهمية لكون السيطرة الكاملة عليه تمنع تقدم القوات النظامية في ريف القصير، كما يسهل حركة التنقل بين مدينة القصير والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون في الريف”.
اضاف “في حال أتم مقاتلو الكتائب السيطرة، يكسرون امكانية فرض الحصار عليهم”.
وأشار عبد الرحمن الى “معلومات عن وجود طائرتي ميغ للتدريب في المطار، لكنه لم يستخدم كمطار عسكري منذ العام 2009”.
ويعد سلاح الطيران نقطة تفوق أساسية لنظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه في النزاع المستمر منذ عامين، وأدى إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وأدت أعمال العنف الاربعاء الى مقتل 139 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.
في محيط دمشق، قال المرصد ان الطيران الحربي قصف مدينة داريا (جنوب غرب) تزامنا مع اشتباكات فيها، مع محاولة القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وفي شمال البلاد، قال المرصد ان القوات النظامية ترسل تعزيزات الى بلدة بابولين الواقعة على الطرف الشرقي للطريق الدولي بين دمشق وحلب، والمؤدي الى معكسري وادي الضيف والحامدية اللذين فكت عنهما الحصار قبل ايام، في محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال المرصد ان القوات النظامية تسعى الى “فرض سيطرتها على الطريق الواصل بين مدينة خان شيخون ومعسكري وادي الضيف والحامدية بريف معرة النعمان”، المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي