مقتل ثلاثة على الأقل واصابة أكثر من 100 في انفجاري بوسطن وأوباما يتعهد بمحاسبة الجناة
: لقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح في انفجارين قويين وقعا يوم الاثنين قرب خط نهاية ماراثون مدينة بوسطن الأمريكية فيما كان السباق لايزال جاريا.
وتولى مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) التحقيق في الحادث، الذي جرى تصنيفه في البداية على أنه تحقيق جنائي، ولكن ريتشارد ديسلوريرز مسؤول المكتب في بوسطن قال إنه “تحقيق في عمل إرهابي محتمل”.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم الجناة إلى العدالة. وبينما أحجم أوباما عن وصف الحادث بالهجوم الإرهابي، قال مسؤول بالبيت الأبيض في وقت لاحق إن هذا الهجوم هو “عمل إرهابي واضح”.
ولم يتم اعتقال أي مشتبه به حتى الآن.
ورفعت درجة التأهب القصوى في المدن الرئيسية الأخرى بالمنطقة الشرقية من الولايات المتحدة بعد الانفجارين، بما فيها نيويورك وواشنطن. وفرضت سلطات الطيران منطقة حظر طيران في سماء بوسطن لفترة قصيرة.
وأكد إد ديفيز مفوض شرطة بوشطن ارتفاع حصيلة القتلى خلال مؤتمر صحفي مساء الاثنين. وتجاوز عدد الجرحى المئة فيما قال ديفيز إن الكثير من المصابين يعانون من جروح “خطيرة.”
وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الأمريكية أن 141 شخصا أصيبوا بجروح، وأن عشرة أطراف على الأقل بترت في الحادث. وأشارت الشبكة إلى أن الشظايا المتناثرة جراء انفجار القنبلة سببت جروحا خطيرة في الأرجل.
وقال ديفيز إن “انفجارين متزامنين” وقعا في الساعة 02:50 بعد ظهر الإثنين بالتوقيت المحلي (18:50 بتوقيت غرينتش)، تفصل بينهما مسافة تتراوح بين 50 و100 متر ، مما دفع المسؤولين إلى تحويل مسار السباق وتمشيط المنطقة القريبة من خط النهاية ، حيث كان آلاف المتفرجين يقفون لمتابعة نهاية السباق.
ورفض ديفيز التعليق على التقارير التي تفيد بزرع خمس عبوات ناسفة أخرى ولكنها لم تنفجر.
وكان الفائزون في الماراثون قد عبروا خط النهاية بالفعل عندما وقع الانفجاران، ولكن الآلاف من المتسابقين الآخرين كانوا لا يزالون في مسار السباق، الذي شارك فيه نحو 26 ألف عداء.
وأظهرت لقطات تلفزيونية انفجارا أسقط بعض العدائين على الأرض، ودخانا أبيض يتصاعد من منطقة يتجمع فيها المتفرجون. وشوهد رجال الشرطة والطوارئ وهم يهرعون لإجلاء الضحايا وإزالة حواجز أمنية للوصول إلى الجرحى.
وقال أوباما إن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووزارة الأمن الداخلي أطلعاه على الوضع ، مضيفا أن الحكومة ستكرس “جميع مواردها” لإجراء التحقيق ومساعدة الضحايا.
وذكر أوباما في البيت الأبيض: “ما زلنا لا نعرف من نفذه ولماذا نفذه، وينبغي على الناس ألا يتسرعوا في استنتاجاتهم قبل أن نكشف جميع الحقائق. ولكن لا شك أننا سنكشف حقيقة هذا (الهجوم) وسنبحث عن منفذيه ونعرف لماذا نفذوه”.
وأضاف: “أي أشخاص أو جماعات مسؤولة (عن الحادث) سيخضعون للعدالة”.
وقال مسؤول البيت الأبيض الذي لم يذكر اسمه في بيان إن الدلائل تشير إلى أنه هجوم “إرهابي”، رغم أنه لم يتضح بعد المسؤولين عن تنفيذه.
وذكر المسؤول في بيانه: “أي حادث تستخدم فيه عدة عبوات ناسفة – مثلما يبدو في هذا (الحادث) – هو عمل إرهابي واضح، وسيتم التعامل معه على أنه عمل إرهابي”.
وأضاف: “سيتم إجراء تحقيق شامل لتحديد ما إذا كان (الهجوم) قد خططت له ونفذته جماعة إرهابية سواء كانت أجنبية أو محلية”.
وقال شهود عيان لوسائل إعلام أمريكية إنهم رأوا الكثير من الإصابات. وذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض المصابين يعانون من بتر في الأطراف.
ووقع حادث ثالث في مكتبة جون إف كينيدي وسط بوسطن، وصف في البداية على أنه ذو صلة بانفجاري الماراثون، غير أن مسؤولين قالوا في وقت لاحق إنه لم يعد يبدو مرتبطا بهما.
وبدأ العالم في تقديم التعازي والتعبير عن الصدمة إزاء الحادث.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن العنف “كان أكثر ترويعا لوقوعه في حدث يشتهر بجمعه بين أناس من شتى أنحاء العالم”.
وأضاف: “أود أن أعبر عن خالص التعازي لأسر الضحايا، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.