مقابلة كاملة مع الأسد: أنا حي أمامكم ولست في ملجأ
تهز الشرق الأوسط لسنوات مقبلة، على حد ما قال في مقابلة أعدتها معه قناة ‘أولوسال’ التركية، وبثتها ليلة أمس الجمعة بعد 3 أيام من تصويرها، كما ستنشرها مجلة ‘أيدنليك’ التي تصدر اليوم السبت.
ورداً على سؤال حول ما قيل عن وفاته وعن مكان وجوده أجاب الأسد: ‘أنا موجود أمامكم ونحن فوق الأرض وليس في ملجأ، وهذه الإشاعات التي يحاولون بثها من وقت لآخر هي للتأثير على الروح المعنوية للشعب السوري، وأنا لا أعيش لا في بارجة روسية ولا في إيران، أنا أعيش في سوريا في نفس المكان الذي كنت أعيش فيه دائماً’، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا لم يكن بالأساس محلياً، ‘لكن الموضوع برمته صراع خارجي على سوريا مرتبط بالخارطة الإقليمية’ كما قال.
وقال الأسد: ‘نحن محاطون بدول تساعد الإرهابيين، وتسمح لهم بدخول سوريا’. واتهم تركيا بدعم الثوار عمداً، لكنه قال إنه ليس واضحاً ما إذا كان الأردن دعم أيضاً معارضيه بشكل متعمد أم لا. كما حذر من أن سقوط حكومته، أو انقسام سوريا، سوف يكون له ‘تأثير الدومينو’ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسيوجد ‘فترة من عدم الاستقرار لسنوات طويلة وربما لعقود’، وفق تعبيره.
وأضاف الأسد في المقابلة: ‘أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا’. ووجه انتقاداً خاصاً للجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وأعطت المقعد الخالي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معتبرة إياه الممثل الشرعي للشعب السوري، في احتفال رسمي في 26 آذار/مارس الماضي. وقال: ‘الشرعية الحقيقية ليست من منظمات ولا من مسؤولين خارج بلدك. كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة إلينا’.
وأعلن الأسد في المقابلة التي نشرها مكتب الرئاسة السورية على صفحته الرسمية في ‘فيسبوك’، أن الجامعة العربية بحد ذاتها ‘بحاجة لشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية، وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها’، مضيفاً أن الشرعية الحقيقية ‘ليست من منظمات ولا مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى. الشرعية هي ما يعطيك إياها الشعب. عدا عن ذلك كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا’، طبقاً لتعبيره.
وفي رده على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بأنه يفضّل الاستقالة عن مصافحة الأسد، قال الأسد ‘هذا الكلام ليس محل اهتمام، ولا يرد عليه أصلاً’، مضيفاً عن أوغلو: ‘إذا لم يكن هناك من ربّاه تربية صحيحة في منزله، فأنا في منزلي تربّيت تربية صالحة، وإن لم يكن قد تعلّم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سوريا تعلّمت الكثير من أخلاق الشعب السوري’.
أما عن المشكلة الكردية في تركيا، فقال الأسد: ‘نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والأتراك، لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم، والتي ستنعكس سلباً على المنطقة’.
وتابع: ‘نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه، لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة، هم ليسوا ضيوفاً أو مهاجرين جدداً. هم يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين’.
واعتبر أن الحكومة التركية تساهم في قتل الشعب السوري بشكل مباشر، مشيراً إلى أن سوريا ترفض الأعمال الإجرامية، ولفت إلى أن الشعب التركي شعب شقيق وإلى أن أردوغان يريد أن يفتعل صداماً على المستوى الشعبي، وبالتالي يحصل على بعض الشعبية التي خسرها.
وواصل الأسد تصريحاته: ‘نحن في سوريا لن نقع في هذا الفخ لأسباب مبدئية، ولأن مصلحتنا مع الشعب التركي’، مشيراً إلى أن الدخول في صراع بين الشعبين لن يخدمنا وسيجعل الأمر معقداً، ولفت إلى أن ما قامت به دمشق خلال الـسنوات العشر الماضية هو محاولة لمحو الماضي السيئ بين العرب والأتراك، و’أردوغان يسعى لإعادة هذا التاريخ’. العربية نت