دخول العلاقات بين الكوريتين مرحلة الحرب وواشنطن تتعاطى بجدية مع تهديدات بيونغ يانغ
أعلنت كوريا الشمالية السبت أن العلاقة بينها وبين كوريا الشمالية دخلت مرحلة الحرب، في تهديد جديد يندرج في إطار سلسلة التهديدات الصادرة من الشمال ضد الجنوب في الأسابيع القليلة الماضية.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) انه بحسب ما أوردته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، فإن العلاقات بين الكوريتين دخلت مرحلة الحرب وسيتم التعامل مع كل القضايا عبر الحدود كما يتم التعامل معها في زمن الحروب.
وأضاف الشمال في بيان خاص أصدره الحزب الحاكم والوزارات والمؤسسات المعنية ان “انتهت حالة اللاسلم واللاحرب التي كانت سائدة في شبه الجزيرة الكورية”.
وكانت بيونغ يانغ صعدت من لهجتها، مكررة التهديدات بالحرب ضد الجنوب، وذلك في تعبير منها عن غضبها من إجراء كوريا الجنوبية وأميركا تدريبات عسكرية مشتركة بعد تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بتشديد العقوبات عليها إثر إجرائها تجربة نووية ثالثة.
وأعلن الشمال عن وضع وحدة الصواريخ الاستراتيجة في حالة تأهب مهدداً بقصف أهداف في كوريا الشمكالية بالإضافة إلى قواعد أميركية في غوام وهاواي.
وأضافت بيونغ يانغ في بيانها ان “قرار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون المهم” بوضع وحدة الصواريخ الاستراتيجة في حالة تأهب هو تحذير “للقوات المعادية”.
ولفتت إلى ان الشمال ينتظر قراراً نهائياً من زعيمه لشن هجوم واقعي، مشيراً إلى ان الرد على الأفعال الاستفزازية الأميركية والكورية الجنوبية سيكون من دون رحمة.
ومن جهة أخرى، اعلن البيت الابيض الجمعة انه يتعاطى “بجدية” مع التهديدات الجديدة التي اطلقتها كوريا الشمالية باعلانها الدخول “في حالة حرب” مع جارتها الجنوبية، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه التهديدات ليست جديدة على بيونغ يانغ.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن في بيان “شاهدنا التقارير الاخبارية بخصوص بيان جديد غير بناء صدر عن كوريا الشمالية. نحن نأخذ هذه التهديدات بجدية ونبقى على اتصال وثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي”.
واتى رد الفعل الامريكي ردا على اعلان كوريا الشمالية انها دخلت “في حالة حرب” مع كوريا الجنوبية وستتعامل بالتالي مع كل القضايا المتصلة بالجنوب وفقا للقواعد المتبعة في زمن الحرب.
وقالت بيونغ يانغ في بيان وزعته على كل الهيئات والمؤسسات الحكومية انه “اعتبارا من الان باتت العلاقات بين الكوريتين في حالة حرب، وكل القضايا بين الكوريتين سيتم التعامل معها بحسب بروتوكول خاص بزمن الحرب”.
واضاف البيان الذي نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان “وضع اللا حرب واللا سلم المستمر منذ زمن في شبه الجزيرة الكورية قد انتهى اخيرا”.
وحذر البيان من أن أي استفزاز عسكري قد يحصل قرب الحدود البرية أو البحرية الكورية الشمالية سيقود إلى “نزاع شامل وحرب نووية”.
ومن حيث المبدأ فان الكوريتين لا تزالان عمليا في حالة حرب كونهما لم توقعا في نهاية الحرب الكورية (1950-1953) اتفاق سلام بل مجرد هدنة.
وكانت بيونغ يانغ اعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عزمها على الغاء اتفاق الهدنة ومعاهدات اخرى موقعة بين البلدين احتجاجا منها على المناورات العسكرية الاميركية-الكورية الجنوبية الجارية حاليا في مياه الجنوب.
وفي بيانها حرصت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الامريكي على وضع الاعلان الكوري الشمالي الاخير في سياق سلسلة التهديدات الكلامية التي دأب نظام كيم جونغ-اون على اطلاقها مؤخرا.
وقالت “نود ايضا ان نشير إلى أن كوريا الشمالية لديها تاريخ طويل من الخطاب الحربي والتهديدات، واعلان اليوم يتسق مع نمط مألوف”، مضيفة ان الولايات المتحدة قادرة تماما على حماية نفسها وحلفائها في آسيا.
واكدت المتحدثة “نحن مستمرون في اتخاذ تدابير اضافية ضد التهديد الكوري الشمالي، ومنها خطتنا لزيادة عدد الطائرات الاعتراضية المتمركزة على الاراضي الامريكية اضافة الى رادارات الانذار والتقصي”.القدس العربي