0020
0020
previous arrow
next arrow

قمة العرب مشغولة بهما.. هيتو في حلب والخطيب بالقاهرة وهوس تمثيل سوريا يتواصل في قطر

1

 سهر وزراء الخارجية العرب المتجمعين في العاصمة القطرية حتى منتصف ليلة الإثنين في محاولة لإيجاد وسيلة تخرج الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالتوافق من مأزق تمثيل سوريا في القمة فيما أظهرت تقارير تلفزيونية وإعلامية المرشحان في المعارضة السورية لوراثة مقعد سوريا وهما خارج التغطية والدوحة.
وفي الوقت الذي يتهامس فيه الجميع بالكواليس والأروقة حول مصير مقعد الرئيس بشار الأسد في قمة العرب إشتعلت حرب الفضائيات فبثت الجزيرة القطرية تقريرا مصورا عن جولة رئيس وزراء الحكومة المؤقتة غسان هيتو في ريف مدينة حلب المحررة التي دخلها من تركيا.

بالتزامن ظهر رئيس الإئتلاف المعارض معاذ الخطيب مطلقا العنان لتصريحاته العلنية إنطلاقا من القاهرة مدافعا عن قراره بالإستقالة المفاجئة عشية تحضيرات القمة العربية مركزا على أن السبب لا علاقة له بالحكومة المؤقتة التي شكلت بمعزل عنه شخصيا أنما موقف المجتمع الدولي المتخاذل تجاه أزمة الشعب السوري.

في الأثناء خصصت الفضائية السورية حزمة برامجها السياسية للحديث عن مؤامرة بعض دول الخليج على سوريا والهجوم على مؤسسة الجامعة العربية وما يحصل من نقاشات في إجتماعات قطر.

وفيما ينشغل مئات الصحفيين والدبلوماسيين والسياسيين في كواليس فندق شيراتون الضخم في العاصمة القطرية بتحديد وتوقع هوية المعارض السوري الذي سيتمكن في المحصلة من الجلوس على المقعد الخاص بالرئيس بشار الأسد …فيما يحصل ذلك يظهر هيتو في حلب والشيخ الخطيب في القاهرة وكأنهما ليس بصدد تلبية دعوة وجهت لهما فعلا لحضور القمة العربية.

أزمة الوزاري العربي كانت قد برزت عندما أعلن الخطيب بتزامن أثار الدهشة إستقالته من الائتلاف المعارض في الوقت في الوقت الذي كانت فيه بعض الدول العربية تمهد الطريق أمامه ورفاقه لوراثة مقعد سوريا الشاغر في القمة العربية, الامر الذي أثار خلافات حادة بين وزراء الخارجية العرب.

وبدا واضحا أن جهة لا زالت غامضة هي التي تقف وراء إستقالة الخطيب التي خلطت أوراق تحضيرات القمة العربية مما أثار تكهنات مجددا حول ضغوط أمريكية أو روسية وراء الكواليس لإفساد مشروع إستبدال الجالس على مقعد دمشق في قمة الدوحة.

ولم يلمس المتابعون للمجريات مؤشرات على توافق الوزراء العرب على أي صيغة بديلة تضمن عبور ما تبقى من برنامج عمل القمة بمستويات أخف وأقل حدة من الخلافات فيما واصل وزير الخارجية الأردني ناصر جوده ووزراء خارجية العراق والجزائر العمل مساء الإثنين على إعادة مراجعة قرار سابق للوزاري العربي بشكل يؤجل قضية وراثة المقعد السوري إلى القمة المقبلة.

مقابل ذلك تصر الدولة المضيفة على إختطاف منجز سياسي يتمثل في إحلال المعارضة تماما مكان النظام السوري في مؤسسة القمة العربية في الوقت الذي أخلت فيه إستقالة الخطيب بميزان القوى خلف ستارة تحضيرات القمة العربية فيما يترقب الإعلاميون تغيرا في المزاج العام يخص الملف السوري عبر توافق من أي حجم بين الوزراء قبل إحتماع الزعماء الثلاثاء تحديدا على مصير مقعد سوريا الشاغر.

لكن هذه التقاطعات عموما إنعكست في الواقع على خارطة مراكز القوى داخل منظومة أصدقاء وحلفاء الشعب السوري الذين يحاولون إسقاط نظام بشار الاسد كما إنعكست حتى على شبكة المعارضين السوريين حيث رصدت حرب بيانات تصعيدية بين الخطيب وهيتو والجيش الحر وبين معارضة الداخل وأقطاب الخارج ..كذلك بين الائتلاف وهية التتسيق وأصحاب المبادرات من كل الاطياف والألوان في معادلة المعارضة السورية.القدس العربي