0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الفزعة .. سلاح الفلسطينيين لكبح جماح اعتداءات المستوطنين

وكالة الناس – عندما تسمع صوت مآذن المساجد تصدح بالنداء في غير وقت صلاة أو اذان فأعلم أن المستوطنين هاجموا القرية، هذا ما يقوله محمود القط ابن قرية مادما التي تعاني كغيرها من القرى الفلسطينية في جنوب مدينة نابلس من الاعتداءات المتكررة من قبل قطعان المستوطنين، ويتابع القط في حال حدوث أي هجمة من قبل المستوطنين فإنك بمكالمة هاتفية واحدة تخرج البلدة عن بكرة أبيها، لصد الهجوم… نتصل برئيس المجلس البلدي أو بمؤذن البلدة الذي يقوم بإبلاغ السكان عبر مكبرات صوت المساجد.

وهنا يكمن جوهر القصة، فبعد محرقة ال دوابشة باتت القرى الفلسطينية تلجأ الى ” الفزعات ” لكبح جماح اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، وتم كذلك تشكيل ما يسمى ” بجان الحراسات الشعبية” التي تقوم هي الأخرى بمقام رجال الامن والعيون الساهرة الليلة خشية حدوث أي اعتداء من قبل المستوطنين.

أبو ايمن صاحب أحد سكان قرية عصيرة القبلية ويسكن في منزل بات قريباً من مستوطنة يتسهار نتيجة زحفها المستمر على جبال القرية، يقول في كل مره يهاجما المستوطنون منزلنا نقوم بالاتصال على شباب القرية وعندما يرى المستوطنون الجموع التي تأتي تجاه منزلنا فبدأوا بالفرار من امام المنزل، خصوصاً ان الشباب يقوموا بمطاردتهم حتى يصلوا أطراف القرية، وحسب أبو ايمن فان جنود الاحتلال يتدخلوا في تلك اللحظة عندما يفرض عليهم جموع أهالي القرية ذلك بحضورهم وغضبهم الكبيرين. 

بلال عيد أحد لجان الحراسات الشعبية في قرية بورين يقول لدنيا الوطن ان هذه اللجان تشكّلت لحماية البلدات الفلسطينية من هجمات المستوطنين اليهود، عقب تزايد الاعتداءات والتي كان آخرها وأبرزها قتل الرضيع الفلسطيني على دوابشة حرقا مع عائلته، ويتابع دخيل أنه في حال اكتشاف تسلل للمستوطنين فإننا نقوم باستنهاض شباب القرية والتصدي ولا نملك سوا هذه العصي لحماية أنفسنا وصدهم على قدر المستطاع.

يلاحظ ان الفزعات لم تقتصر على القرى الفلسطينية وحسب، فقد شهدت المدن الفلسطينية هي الأخرى مثالاً راسخاً لوقوف الشبان ورباطهم امام المنازل المهددة بالهدم من قبل قوات الاحتلال، وهذا ما حدث في مدينة نابلس او في المدن الأخرى التي حاول الاحتلال فيها اقتحام منازل منفذي عمليات الطعن في القدس المحتلة، وما حدث مع ذوي الشهيد مهند الحلبي خير برهان.

وإذا كانت الفزعة تمثل سلاحاً لردع اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال في عيون الكثيرين، فإنها تمثل أيضاً مثالاً راسخاً وصورة واضحة الى مدى الترابط وحلقة الوصل التي تربط بين القرى الفلسطينية، لان ظاهرة الفزعة باتت ظاهرة اجتماعية بارزة في ظل الأوضاع التي تشهدها الضفة في الآونة الأخيرة لاسيما بعد الهبة الشعبية التي قدمت أسمي معاني الالتحام في وسط المجتمع الفلسطيني.

 
ويعكس بعض المواطنين نظرية “الفزعة” على مسلسل باب الحارة حيث التآلف بين الجيران كانت نتيجته الصمود بوجه الاحتلال .