مصادر .. "البغدادي" انتقل مع زوجته الألمانية إلى الكيان الإسرائيلي للعلاج
وكالة الناس – تضاربت الأنباء عن مصير «خليفة داعش» أبو بكر البغدادي وتقاطعت في آن معاً، حيث تقول صحيفة الغارديان البريطانية أنها علمت من مصدر في مدينة الموصل العراقية أن البغدادي أصيب في العمود الفقري، فيما كانت قد سبقتها صحيفة التليغراف البريطانية أيضاً لبث خبر أكدت فيه أن البغدادي قد نقل سلطاته «مؤقتاً» إلى ذراعه الأيمن المعروف باسم “أبو علاء العفري” وهو واحد من الشخصيات الجهادية التي تعرف بها أبو بكر البغدادي في سجن “بوكا” الأمريكي في العراق أيام الاحتلال، وضمن السياق نفسه كانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد تحدثت عن تواجد زعيم تنظيم داعش في أحد مستشفيات الكيان الإسرائيلي للعلاج، بعد أن عجز أطباء التنظيم عن علاجه.لكن قناة السومرية العراقية كانت قد نقلت عن مسؤول عراقي في الأسبوع الماضي تأكيده أن البغدادي تزوج مؤخراً من امرأة تحمل الجنسية الألمانية، وهي من القيادات النسوية للتنظيم ومسؤولة عن ملف تجنيد الأوروبيات في صفوف داعش، إلا أن مصدر القناة أكد أن البغدادي حالياً لا يتواجد في الموصل.
تعدد المعلومات ومصادرها في الوقت نفسه عن مصير «خليفة داعش» يفتح السؤال إلى البحث في تفاصيل كل من الأخبار الواردة والبحث في جذورها، خاصة وإن التنظيم كان قد أعلن في وقت سابق أن البغدادي أصيب أوائل العام الحالي في غارة على الموصل، ونقل منها إلى الرقة، وهناك أكدت المصادر الخاصة لموقع عربي برس إنه تلقى العلاج إلى مرحلة ما في أحد المشافي السرية للتنظيم والموجودة في شارع تل أبيض، كما إنه وبحسب مصادر متعددة ظهر متكأ على عصا في عملية تصفية لمجموعة من عناصر داعش الذين اتهموا بمحاولة اغتيال البغدادي بالقرب من مدينة الرقة، وبعد انتشار شائعة عن موته متأثراً بالإصابة، وجه البغدادي كلمة صوتية هدد فيها الأنظمة العربية بالانتقام، ومن ثم – وبحسب مصادر إعلامية متعددة- انتقل البغدادي خلال شهر شباط إلى مدينة القائم العراقية وانقطعت أخباره.
المعلومات الصحفية المتقاطعة تفضي إلى أن الخليفة المزعوم فعلاً مصاب، وإنه يتلقى العلاج بكون الغارة التي استهدفته في المرة الأولى، شملت في استهدافها 6 سيارات مصفحة عبر عملية جوية، ومن ثم لابد وأن يكون البغدادي يتلقى العلاج، وعلى ذلك يؤسس أن المناطق التي يتواجد فيها داعش سواء في سوريا أو العراق ليست مؤهلة لفترة علاج ونقاهة تضمن خروجه مما هو فيه، وعلى ذلك يمكن القول بأن الاستفادة الإسرائيلية من البغدادي لم تنتهي بعد، ومن المرجح أن يكون الموساد فعلاً قد تدخل لنقل البغدادي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يؤكد علاقة التنظيم بالكيان الإسرائيلي المباشرة هو أن القوات العراقية كانت قد تمكنت من مصادرة أجهزة رصد وتجسس عالية الدقة، ومن صناعة إسرائيلية في أحد مقرات تنظيم داعش التي تم السيطرة عليها، وبكون الكيان الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من التنظيم في المرحلة الحالية فمن المنطقي الحديث عن إن إسرائيل تحاول الحفاظ على حياة رجلها، وذلك بكون العقلية الإسرائيلية لاتضمن وضع الأسرار مع أكثر من عميل، وبالتالي فإن أسرار أبو بكر لم تتحقق بعد، ومن الصعب أن يعمل على تهيئة خليفة جديد من قبل الموساد في المرحلة الحالية، وإذ ما تم الاعتماد على أحد القادة المقربين من البغدادي فإن الأمر ليس مضموناً بأن يكون التنظيم تحت الوصاية الإسرائيلية بشكل مباشر، لذا لابد من الحفاظ على حياة البغدادي إلى حين يتم ذلك.
وبمقاطعة المعلومات فإن المنطق يقول أن البغدادي انتقل مع زوجته الألمانية إلى الكيان الإسرائيلي في رحلة علاج لن تطول، وقد يكون أمام التنظيم الفرصة خلال الأسبوع القادم لينفي هذه الأخبار وليؤكد أنه في الأراضي العراقية أو السورية، لافرق، وبذلك ينفي عن الكيان الإسرائيلي تهمة التعامل مع التنظيم والذي يدينها القانون الدولي وفقاً لمقررات مجلس الأمن /2170- 2178/ المتعلقين بتحريم التعامل مع داعش والنصرة وسواهما من التنظيمات الإرهابية.
لكن موت «خليفة داعش» أو عدمه لا يغير من قواعد التنظيم في شيء، وعلى العكس قد يكون الخليفة القادم أشد وحشية من الحالي، والمؤشرات تقول أن التنظيم سيكون أمام مرحلة جديدة من التصعيد في حال تمكن خليفته البغدادي أو الخليفة القادم من السيطرة مرة أخرى على قواعد اللعبة وإعادة الأمور إلى نصابها، فالتنظيم يشهد مرحلة كبيرة من التراجع والهزائم في الآونة الأخيرة سواء في سوريا أو العراق، كما إن التقارير الإعلامية تؤكد أن جبهة النصرة باتت التنظيم الجهادي الأكثر استقطاباً للمقاتلين خلال المرحلة الأخيرة بكون الدعم التركي والسعودي والقطري يركز على دعم النصرة من أجل خلق فارق ميداني في الملف السوري بدء من الشمال.