بعد الاعتراضات …سياج اسرائيلي يحيط بالمطار المحاذي لمطار العقبة الدولي
وكالة الناس – الاعتراضات الأردنية المتكررة والمقدمة للجانب الإسرائيلي لمنع بناء إسرائيل مطاراً محاذياً لمدينة العقبة جنوبي الأردن، قابلها الاحتلال اليوم بالدعوة لإكمال السياج الذي يحيط بالمطار المحاذي لمطار العقبة الأردني، إذ إن المسافة بينهما لا تزيد على 200 متر، وذلك لأسباب أمنية، ولتخوف الاحتلال الشديد من أي محاولة للتسلل عبر حدودهم.
الحكومة الإسرائيلية قالت: إن بناء السياج الجديد يهدف لحمايتهم من أي اختراق محتمل لمتسللين “جهاديين”، وأيضاً لحماية مطار “تمنا” الجديد، الذي من المقرر الانتهاء من العمل به العام المقبل 2016، إذ سيحل المطار الجديد محل مطار إيلات وأيضاً ليكون بديلاً جاهزاً في حالة حدوث أي تحويل لمسار الطائرات بعيداً عن مطار “بن غوريون” الذي تم شل حركته بعد تعرضه للقصف من قبل المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة في يونيو/تموز وأغسطس/آب 2014.
التخوف الأردني يأتي لجهة موقع المطار الإسرائيلي الذي سيؤدي إلى انتهاك السيادة الأردنية في الأجواء، فضلاً عن أنه سيمثل خرقاً للقانون الدولي، وخاصة المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944، وانتقاصاً من معايير منظمة الطيران المدني (ICAO).
* جودة يحذر
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تحدث لـ”الخليج أونلاين” في وقتٍ سابق، أن حكومته تبحث مع الجانب الإسرائيلي قضية إقامة المطار القريب من الحدود الأردنية ويخترق السيادة البرية والجوية ويهدد السلامة العامة”، وأكد جودة أن الاتصالات الأردنية مستمرة مع الجانب الدولي.
النائب في مجلس النواب الأردني رولى الحروب، حذرت، في تصريحٍ لـ”الخليج أونلاين”، من اختراق السلطات الإسرائيلية للحدود الأردنية بعمق 200 متر، وكانت “الحروب” أول من حذر من خطورة المطار الإسرائيلي على السيادة الأردنية، وكذلك على الملاحة الجوية في الأردن، نتيجة قرب المطار الإسرائيلي من مطار العقبة.
* “نتنياهو” يزيد الخلافات
مراقبون تحدثوا لـ”الخليج أونلاين” من أن إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو، لدورة جديدة، سيكون له تأثيراتٍ سلبية على مسار العلاقة بين الجانبين الأردني والإسرائيلي، من ذلك استمرار بناء مطار “تمنا” الحدودي مع الأردن، ورأى محللون سياسيون أن تصريحات نتنياهو مؤخراً بعدم إقامة دولة فلسطينية واستمرار الاستيطان، وبقاء القدس “عاصمة” لدولة الاحتلال “ستصطدم بالتأكيد مع السياسة الأردنية”.
الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، تحدث لـ”الخليج أونلاين” عن “أفق العلاقة بين الجانبين الأردني والإسرائيلي ليؤكد أن العلاقة ستتأثر من ناحية سلبية في المرحلة المقبلة، مع وجود اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو”.
لكن فوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية شكل صفعة أخرى للإدارة الأمريكية؛ لأن اليمين المتطرف يتحدث بصراحة أنه لا يريد إعادة إنتاج عملية السلام ويرفضها برمتها، مع توقعات متسارعة بتصاعد العمل العدواني ضد الضفة الغربية، ما يؤكد ذلك تصاعد حدة الخلافات الدبلوماسية بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي التي أعلنها مؤخراً المتحدث باسم وزارة الخارجية.
ودائماً ما تشهد العلاقات الأردنية – الإسرائيلية توتراً سياسياً لافتاً، وسط تراشق التهديدات من كلا الجانبين، والتلويح بإعادة النظر في اتفاق السلام، عقب تواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات الخاضعة للوصاية الهاشمية.
* مسارات صعبة
ويواجه الأردن مسارات صعبة على مستوى القضية الفلسطينية تتمثل في المحافظة على عدم انزلاق الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى درجة المواجهة المسلحة، خاصة بعد أن صادر الاحتلال الأموال العائدة للسلطة من الضرائب، وتهديد السلطة الفلسطينية بأنها تتجه لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وربما إعلان حل السلطة الفلسطينية.
وربما تنتظر السلطات الأردنية خلال أيام إطلاق نتنياهو رصاصة الرحمة على عملية التسوية، من خلال تشكيله لحكومة يمينية متطرفة ترفض جميع مبادرات حل الدولتين بشكلٍ نهائي، وإعلان يهودية الدولة، ما يمثله ذلك من تهجير ما يعرفون بعرب الـ48 إلى الأردن.