"سلمان".. الحكم الذي أصبح حاكما (سيرة ذاتية)
وكالة الناس –
يعتبر سلمان بن عبد العزيز (79 عاما) الذي اصبح الجمعة ملكا بعد وفاة اخيه الملك عبدالله، “الحكم” بين اشقائه واخوته، وباني الرياض الحديثة.
وكان الامير سلمان خلف شقيقه الراحل في 2012 الامير نايف في ولاية العهد.
كما كان الامير سلمان يشغل اضافة الى ولاية العهد منصب نائب رئيس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك، ووزيرا للدفاع من تشرين الاول/اكتوبر 2011.
ومع استلامه ولاية العهد، ضاعف الامير سلمان زياراته الخارجية الى الغرب وآسيا خصوصا معززا موقعه على الساحة الدولية بعد ان كان دوره متركزا بشكل اساسي على الشؤون الداخلية للمملكة.
وبالرغم من مشاكل صحية يعاني منها، اصر الامير سلمان على “اظهار عزمه ليصبح ملكا، وذلك على الارجح بدفع من المقربين منه” بحسبما قال المتخصص في شؤون الخليج في معهد واشنطن اسنتيتيوت سايمون هندرسن.
الا ان تعيين الملك الراحل عبدالله اخاه الاصغر مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد اضعف بعض الشيء الامير سلمان.
والامير سلمان الذي ولد في الرياض نهاية العام 1935، اشرف طوال خمسة عقود تقريبا كان خلالها اميرا لمنطقة الرياض، على تحول العاصمة السعودية المبنية في وسط الصحراء الى مدينة مزدهرة حديثة.
وقالت المحللة اليانور غيليسبي في نشرة دول الخليج التي تصدر في لندن ان منصب امير الرياض “اعطاه الخبرة وقد اشرف على صعود العاصمة“.
ومع وصول سلمان الى سدة الحكم يستمر حكم الجيل الاول من ابناء العاهل الراحل عبد العزيز على راس المملكة التي تاسست العام 1932، وقد يعكس صعوبة الانتقال الى الجيل الثاني، اي احفاد الملك المؤسس.
الا ان ولي العهد الامير مقرن، وهو الاصغر بين ابناء الملك عبد العزيز، قد يكون آخر ملك من الجيل الاول بحسب مراقبين كثر.
وتجمع مختلف الاوساط على ان سلمان يعتبر “حكما ومرجعا” في العلاقات بين اشقائه السبعة من والدته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الراحلين الملك فهد والاميرين سلطان ونايف، واخوته الذين لا يزالون على قيد الحياة.
وقد تم تعيينه العام 1955 اميرا لمنطقة الرياض، الا انه استقال العام 1960 قبل اعادة تعيينه العام 1963 الى حين تعيينه وزيرا للدفاع خلفا للامير سلطان بن عبد العزيز.
ويقول خبراء في شؤون المملكة والخليج ان فترة تسلمه امارة الرياض جعلت منه “شخصية تحظى باحترام كبير كحكم بين الاشقاء والاخوة في سلالة آل سعود كما انه يتمتع بتاييد قطاع واسع في صفوف المواطنين“.
ويعاني سلمان من الديسك في العمود الفقري حيث خضع لعملية جراحية في الظهر في الخارج في حزيران/يونيو 2010.
اما اذا كان يعتبر ليبراليا، فمن الصعب قول ذلك لان منصبه السابق كامير للرياض لم يتح له التاثير مباشرة او التحدث علنا عن موقف الحكومة تجاه النساء والشيعة وايران اذ كانت هذه الامور خارج نطاق مسؤولياته الرسمية، بحسب عدة خبراء.
والامير سلمان هو الابن الخامس والعشرين للملك عبد العزيز، وقد تزوج ثلاث مرات ولديه 12 ابنا بينهم اثنان توفيا خلال العقد الماضي.
ابرز ابنائه الامير سلطان بن سلمان رائد الفضاء سابقا ورئيس هيئة الاثار والسياحة حاليا، والامير فيصل الذي يتولى مهام مجموعة الابحاث والتسويق التي تنشر العديد من المطبوعات واهمها صحيفة “الشرق الاوسط” وعبد العزيز مساعد وزير النفط.
وكان الامير سلمان رئيسا لجمعيات عدة شملت مهامها تقديم المساعدات لمصر والجزائر والاردن والفلسطينيين وباكستان وسوريا من الخمسينات حتى اواخر السبعينات.
وتولى رئاسة لجنة تقديم العون للكويتيين عام 1990، والبوسنة والهرسك عام 1992، وجمع التبرعات لانتفاضة القدس العام الفين.
واشرف الامير سلمان على الهيئة العليا لتطوير الرياض التي اصبح عدد سكانها 5,6 ملايين نسمة، كما اتسعت مساحتها لتصل الى ما لا يقل عن عشرة الاف كلم مربع مع الضواحي. (ا ف ب)