كيري يدعو إلى حلول وسط بين مختلف الأطراف السياسية في مصر
دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مساء السبت، إلى ما أسماه “حلول وسط” بين مختلف الأطراف السياسية في مصر.
وأعرب كيري، في مؤتمر صحافي عقده ونظيره المصري محمد كامل عمرو، عقب مباحثاتهما بالقاهرة، عن تطلع الولايات المتحدة لدعم مصر من اجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي، داعياً إلى ما أسماه “حلول وسط” بين مختلف الأطراف السياسية في مصر.
وقال كيري “لقد جئت إلى مصر نيابة عن الرئيس أوباما (الرئيس الأمريكي باراك أوباما) باعتباره صديقاً لمصر وليس صديقاً لأشخاص بعينهم.. وقد عقدت اجتماعاً بناءً مع وزير الخارجية المصري”، موضحاً أن زيارته إلى مصر “هي بقصد التواصل مع الشعب المصري وليس مع جهة معينة.. وناقشت مع الوزير عمرو كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم مصر خاصة أن أمريكا تتطلع لدعم مصر كي يتحقق الاستقرار الاقتصادي والسياسي”.
وأضاف “أن الولايات المتحدة تتطلع لمساعد مصر وذلك من أجل تحقيق النجاح الاقتصادي والسياسي وليس للتدخل في الشأن المصري، وقد جئت للاستماع إلى جميع وجهات النظر”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي “إن بلاده تؤمن أنه من الضروري أن يلتف الشعب المصري من أجل تحقيق الاستقرار، وأمريكا ستستمر في دعمها لتحقيق الديمقراطية والسلام، ونحن ملتزمون بقرارات الحكومة المصرية بغض النظر عن انتمائها حيث استمع للمعارضة التي أكدت التزامها بالحرية وقواعد الديمقراطية”.
وأضاف “سأبحث مع الرئيس (المصري) محمد مرسي عندما أزروه غداً المساعدات الأمريكية لمصر في الجوانب الاقتصادية والاستثمار وسبل تقدم الشباب المصري، فمستقبل مصر أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح أنه ناقش مع وزير الخارجية المصري العديد من الأمور التي تتعلق بمصر بصفة خاصة، من حيث كيفية تواصل مساعدة الأمريكيين للشعب المصري نحو تطلعاته والاستمرار في دعم مصر نحو التحول الديمقراطي.
وأضاف أنه ناقش أيضاً موضوعات أخرى في مقدمتها الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط.
كما أعرب كيري عن سعادته لموافقة الحكومة المصرية على إشراف منظمات دولية على الانتخابات البرلمانية القادمة.
ومن جهته أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو على أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة مبنية على التكافؤ والاحترام المتبادل.
وقال عمرو “إننا نتوقع من الأصدقاء عموماً ومن الولايات المتحدة كصديق وشريك استراتيجي بوجه خاص أن تقف بجانب مصر في هذه المرحلة التي نمر بها خاصة في الموضوعات الاقتصادية”.
وأضاف “إننا نعتبر جون كيري صديقاً لمصر.. ونحن سعداء به ومتفائلون بقدرته على دفع الأمور بالمنطقة في الاتجاه الصحيح”، مشيراً إلى أن زيارة كيري تأتي في وقت مهم للغاية لمصر.
وأوضح عمرو انه تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين التى وصفها بالعلاقات الإستراتيجية الهامة متعددة الجوانب للدولتين، وأن قوة علاقات البلدين هى انها لا تعمل فقط لصالح الدولتين ولكن لصالح منطقة الشرق الاوسط ككل.
وقال الوزير المصري “بحثنا كذلك موضوعات أخرى في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تغيرات كبيرة والقضية الفلسطينية التي هى القضية الأولى للوطن العربي ومصر، وكذلك الأوضاع في سوريا وغيرها من الأوضاع بالمنطقة”.
وأوضح أن موضوع إخلاء الشرق الأوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل عامة من ضمن الموضوعات المهمة لمصر، مشيراً الى أن الولايات المتحدة لها دور كبير في هذا الشأن، وهو موضوع سيتم التباحث بشأنه مع الوزير الأمريكي.
وكان كيري أعرب، في كلمة ألقاها خلال لقاء مع عدد من كبار رجال وسيدات الأعمال وقادة منظمات مجتمع مدني بأحد فنادق القاهرة بوقت سابق من مساء اليوم، عن قناعته بأن تعاون بلاده مع مصر مرتبط “باتخاذ مصر خيارات صائبة فيما يتعلق بقرض من صندوق النقد الدولي”.
وقال كيري “إن حاجة مصر إلى التوصل لاتفاق بشأن قرض مع صندوق النقد الدولي هو أمر بالغ الأهمية”، معرباً عن قناعته “بأن تعاون الولايات المتحدة مع مصر لا يمكن أن يتم إلا إذا اتخذت مصر خيارات أساسية صائبة فيما يتعلق بصندوق النقد الدولي”.
وأضاف “انه لأمر بالغ الأهمية وضروي ومُلح أن يشتد عود الاقتصاد المصري وأن يعود للوقوف على قدميه مجدَّداً بشكل عاجل”.
واستطرد كيري قائلاً “من الواضح لنا أنه يجب التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.. وأننا يجب أن نمنح السوق تلك الثقة”، معرباً عن أمله بالحديث مع رجال الأعمال “عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر”.
ويريد نجاحها سياسياً واقتصادياً، وواشنطن تتطلع للعمل مع مصر التي تلعب دوراً هاماً مستمراً في اقتصاد المنطقة وموضوعاتها الأمنية”.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي “أنه جاء إلى مصر نيابة عن الرئيس أوباما (الرئيس الأمريكي باراك أوباما) من دون أي التزام نحو أي حزب أو شخص أو وجهة نظر سياسية معينة.. لكن بالتزام أمريكي نحو الديمقراطية وقيم حقوق الانسان وحرية التعبير والتسامح وهذه أشياء هامة للمجتمع المدني المصري القوي”.
وكانت الحكومة المصرية وافقت من حيث المبدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 على بدء مباحثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 4,8 مليارات دولار، غير أنها طلبت تجميد المباحثات مع اندلاع أعمال عنف شهدتها البلاد في الشهر التالي مباشرة أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وإصابة المئات بين مؤيدين لإعلان دستوري أصدره الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضين له.
وترفض المعارضة المصرية قرض الصندوق، الذي أعلنت الحكومة المصرية الخميس الفائت أنها ستدعو فريقاً من الصندوق لاستئناف إجراءات الحصول عليه، وتعتبر المعارضة “أن القرض دليل على عجز النظام الحاكم عن استثمار موارد البلاد وفشله في إدارة شؤونها”.
وكان كيري يُلقي كلمته فيما كان يتظاهر بضع مئات من المصريين، بوقت سابق من مساء السبت، أمام مبنى وزارة الخارجية المصرية المطل على كورنيش النيل بوسط القاهرة، احتجاجاً على زيارته إلى مصر.
وأحرق عدد من المتظاهرين العلم الأمريكي، وردَّدوا هتافات تنتقد ما اعتبروه “تدخلاً أمريكياً في الشؤون المصرية”، و”تحالفاً بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين التي تمثِّل النظام الحاكم في مصر حالياً”.
وكانت مصادر متطابقة في عدد من أحزاب المعارضة قالت ليونايتد برس انترناشونال إن لقاء كيري “سيتركز على الأوضاع الداخلية في مصر وآفاق العلاقات المصرية – الأمريكية”.
وكان الوزير كيري وصل إلى القاهرة، بوقت سابق من السبت، قادماً من تركياً في زيارة لمصر تستغرق يومين.
ومن المرتقب أن يجري الرئيس المصري محمد مرسي، مباحثات مع الوزير كيري تتركز على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وشهد مطار القاهرة الدولي حالة من الاستنفار قبل وصول كيري والوفد المرافق له، وكانت السفيرة الأمريكية لدى القاهرة آن باترسون في مقدمة مستقبلي كيري.
وفي غضون ذلك أعلنت غالبية قوى المعارضة المصرية رفضها زيارة كيري، ودعت الجمعية الوطنية للتغيير إلى التظاهر أمام مبنى وزارة الخارجية المصرية بوسط القاهرة السبت تنديداً بالزيارة.
كما اعتذر الدكتور محمد البرادعي منسق (جبهة الإنقاذ الوطني) أكبر تجمع للمعارضة المصرية، وحمدين صباحي القيادي البارز في الجبهة، عن عدم لقاء وزير الخارجية الأمريكي، فيما يلتقيه عضو الجبهة عمرو موسى الذي صرح، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بأنه (موسى) سيلتقي المسؤول الأمريكي بصفته رئيساً لحزب “المؤتمر” وليس بصفته عضواً في جبهة الإنقاذ.