0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

” شاهد ” تفاصيل وخفايا مفاوضات وقف إطلاق النار .. هذا ما تريده حماس ؟

وكالة الناس  – أخبار شبه مؤكدة تتحدث عن ساعات حاسمة تفصلنا عن وقف إطلاق النار بين جيش العدو الإسرائيلي “المهزوم” والمقاومة الفلسطينية المشتركة بقيادة حماس في قطاع غزة.. هذه تطورات مفاجئة رشحت أخبارها وتأتي بعض مخاض عسير شهده المشهد الراهن.. وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر تفاصيلها. مع أنه وإلى وقت قريب كانت الصعوبات بالغة والتعنت الإسرائيلي يقوّض جهود

“التسوية” ويسد المنافذ أمام الجميع دون أن يعلم الإسرائيليون بأنهم بغرورهم هذا، إنما يمعنون في خنق كيانهم الذي يواجه تحديات مصيرية غير مسبوقة، ويواجهون عدواً لا يلين، ولا يتنازل عن حقوقه المشروعة، حتى أن قيادي بارز في حركة حماس مطلع- كشف مسبقاً في تصريحات لشبكة CNN، في أن جهود مصر وقطر للتوسط في هدنة مع إسرائيل تعثرت بسبب نقطتين:

النقطة الأولى هي إصرار الحركة على أن أي وقف لإطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس يجب أن يشمل إنهاء “الاستفزازات” الإسرائيلية في المسجد الأقصى والتهديد بإخلاء حي الشيخ جراح. وأضاف المصدر أن “إسرائيل” رفضت هذه الشروط حتى الآن. أما النقطة الثانية، بحسب المصدر، فهي إصرار “إسرائيل” على أن تبدأ حركة حماس وقف إطلاق النار أولاً، قبل ثلاث ساعات على الأقل من قيام إسرائيل بذلك. وقال المصدر إن حماس ترفض هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً.

 

وهذا يعني في تقديري أن تل أبيب كانت تصر على بقاء أسباب المواجهة التي لن تحتمل مخرجاتها وتحتاج لمن ينتشلها من المأزق الذي وضعت نفسَها فيه بعد أن فقدت القدرة على وضع قواعد الاشتباك. ويبدو أن جهود الوسطاء أثمرت أخيراً وفق ما يرشح من أخبار في الغرف المغلقة.. حيث تقود مصر جهود الوساطة بين طرفي المواجهة، إذ سافر وفد مصري إلى تل أبيب لإجراء محادثات وعاد إلى القاهرة للاتصال برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة لإجراء محادثات.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أجرى خمس اتصالات مع وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية وفرنسا وباكستان خلال رحلته إلى كوبنهاغن، الأحد. ولكن ما رشح من أخبار توحي بتغيير في مواقف جميع الأطراف بعد لقاء مساعد الأمين العام للأمم المتحدة تور وينسلاند مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة القطرية وجهود مصرية وقطرية مضنية تمهيداً لاجتماعات الأمم المتحدة المقبلة.. ومجلس الأمن الجارية، في سياق ما أعلن عنه قصر الإليزيه في أن فرنسا اقترحت الثلاثاء، بالتنسيق مع مصر والأردن، على شركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين “إسرائيل” وغزة، في وقت فشل فيه المجلس للمرة الرابعة في إصدار بيان مشترك حول التصعيد المستمر الذي دخل أسبوعه الثاني في حين تعرقل الولايات المتحدة منذ ثمانية أيام تبني المجلس أي قرار حول النزاع. وعليه فقد رشحت تفاصيل كثيرة عن الاجتماعات المغلقة (كما أسلفنا أعلاه) والأمور تنذر بالنجاح وتتوافق مع مطالب الطرف الفلسطيني الذي يمثل المقاومة ويقترب بعضها من خطوط حماس الحمر، على أن تصدق النوايا والتكهنات.. بفعل الضغط الذي شكلته صواريخ المقاومة ذات الصنع المحلي في العمق الإسرائيلي.

 

الجانب المصري من جهته أولى هذه اللقاءات كل اهتمامه بقيادة وكيل المخابرات المصرية أحمد عبد الخالق في إطار مفاوضات غير مباشرة بين حماس والإسرائليين وقدم تصوراً أولياً لنتائج هذه المفاوضات المضنية التي تعتمد على الخطوط العريضة لتهيئة أجواء المفاوضات غير المباشرة المزمع عقدها في القاهرة، وهي:

أولاً:- وقف متزامن لإطلاق النار بين الطرفين ومراعاة “حفظ ماء الوجه”، بحيث لا يوحي ترتيب الهدنة إلى فوز طرف وخسارة طرف.. وهو ما يسعى إليه نتنياهو حتى لا يقع تحت رحمة المتربصين به في صفوف معارضيه. وهو أيضاً كسر للتعنت الإسرائيلي المشار إليه آنفاً.. وكان مدير المخابرات الأردنية أحمد حسني- في سياق متصل- قد أجرى اتصالاً مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأطلعه على التطورات، وأبدى الأردن دعمه لجهود وقف إطلاق النار والإغاثة وإعادة الإعمار، ما يعني بأن الأردن كان شريكاً فاعلاً في الجهود المصرية.. وقد سقطت بذلك أولى شروط نتنياهو.

ثانياً:- تشكيل وفد مصري شامل لوضع سيناريو التفاوض غير المباشر من خلال لقاءات مكوكية بين أطراف هذه اللقاءات المكثفة التي جرت في الدوحة وتل أبيب.

وستكون هذه اللقاءات غير مجدية ما لم يوافق الطرف الإسرائيلي على شروط حماس المتعلقة بأسباب نشوب هذه المواجهة التي اعتبرها الفلسطينيون جزءًا من انتفاضة القدس التي ضمت في أتونها الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية والشتات.

 

ثالثاً:- إجراء مفاوضات غير مباشرة في العاصمة المصرية- القاهرة- بين الطرف الفلسطيني متمثلاً بحماس، والطرف الإسرائيلي الذي ظل يرفض تقديم تنازلات حتى الرمق الأخير بفعل الضغوطات الفلسطينية الميدانية، ما استرعى تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن في محاولة منه لإخراج ما يسمى إسرائيل من عنق الزجاجة. ويبدو أن حماس لا تبدي حماساً للمفاوضات المزمع عقدها في القاهرة لعدة أسباب أهمها: الالتزامات الإسرائيلية العلنية أو في الغرف المغلقة بموضوع القدس والشيخ جراح غير كافية وضبابية سواء ما يتعلق منها بوقف الاستفزازات المتكررة للفلسطينيين والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى أو إلغاء قرار المحكمة الإسرائيلية العليا التي فرضت على 28 عائلة فلسطينية إخلاء بيوتها وتسليمها للمستوطنين.. فإذا تم تجاهل هذين المطلبين راحت دماء الشعب الفلسطيني هدراً.. وستدخل حماسُ الزجاجةَ دون أنْ تجدَ منْ يُخْرِجُها من عنقها مثلما فعلت الصواريخُ التي يحاولُ الجميعُ إلجامها.

 

إن وقف العدوان متطلب فوري وإعادة الإعمار حق لا بد من تنفيذه دون مماطلة وبلا شروط. وفي تقديري أن هذا يكفي في مرحلة ما قبل المفاوضات غير المباشرة التي لا أشجع عليها إذا طالت سلاح المقاومة أو أدخلت ضمن شروط إعادة الإعمار ما يُوْجِبُ الاطلاع على أسرار غزة أو ما يحجب الدعم عن مشاريع المقاومة والتدخل في خطط تنمية القدرات العسكرية وتعويض ما خسرته المقاومة في المواجهات الأخيرة من عتاد وربما تدمير أنفاق أو منشآت ما! في إطار الأولويات وتقاطع الخطوط الحمر وفق أجندات الخصوم أو الداعمين!! وكانت مصر قد وعدت بتقديم نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة فيما يرى بعض القادة الفلسطينيين -من باب العرفان- بأن مصر العظيمة أولى بهذه الأموال وخاصة أنه قد توفر البديلين الكويتي والقطري.. مع أنه على الطرف الإسرائيلي تكبد قيمة فاتورة الإعمار بموجب قرار تتبناه الأمم المتحدة كون الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب بهذا الدمار الوحشي؛ ولو بالإشارة مع علمنا باستحالة ذلك ما دام الفيتو الأمريكي يقف بالمرصاد، ويُفشل أي قرار أممي يدين تل أبيب، ويكفي مصر دورها اللوجستي في إعادة الإعمار كونها التي تتحكم بالمعابر.. وخبرة الإعمار لدى الفلسطينيين متقدمة جداً، ويمتلك الفلسطينيون أكبر شركات المقاولات في العالم، ويمكن التعاون مع شركات عربية مصرية وأردنية لإسناد مشاريع الإعمار وإزالة آثار الدمار. وكانت حماس كما رشح من أخبار قد وضعت قطر والأتراك والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بتفاصيل المفاوضات، وربما إيران بطريقة غير مباشرة! وأخيراً نأمل أن تتحقق الشروط التي قامت من أجلها الحرب ففاتورة الدم الفلسطيني ثقيلة.. وأن لا تستجيب حماس لأية ضغوطات عربية تساعد على إخراج العدو الإسرائيلي من عنق الزجاجة وتفرج كربه بعد أن خرج مضعضعاً من حلبة المصارعة، وبخسائر كثيرة في كافة الصعد، وخاصة على الصعيد المعنوي عالمياً.. فالملف الفلسطيني فرض نفسه من جديد كأهم ملفات الأمم المتحدة المنظورة.. فإذا نامت صواريخ حماس فلنْ يُقَدَّرُ لها أن تصحوا من جديد إلا بعد أن يفرغَ حصانُ طروادة حمولَتَه من المتربصين بقضية فلسطين في قلب القطاع المحاصر، وسيُنْتَهَكُ الأقصى نهارًا جهارًا من قِبَلِ شرذمةِ المستوطنين؛ فيذهب الدمُ الفلسطينيُّ المهدورُ أدراجَ الرياح.. وأنا على يقين بأن حماس يقظةٌ ولنْ ترضخَ بعد صمودها الأسطوري لأية شروط مجحفة بحق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، أو ضبابية مبهمة، فأهل غزة لن يتنازلوا عن حماية الأقصى من دنس الاحتلال الذي لا يؤمن جانبه أو إخراج المقدسيين من بيوتهم.. وما قبولهم بالنتائج الوخيمة إلا فداءً للقدس التي يتهددها التهويد

وكالة الناس – السوسنة