عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

رجل بسبع أرواح.. محمد ضيف.. اسم يرعب إسرائيل

وكالة الناس – مجددًا عاد اسم محمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ليتصدر الأخبار بعد استهداف الاحتلال الصهيوني لمنزله في حي الشيخ رضوان مساء أمس، في محاولة اغتيال فاشلة أفضت إلى استشهاد زوجته وداد مصطفى حرب، 28 عامًا وابنه الرضيع علي، 8 شهور.

ويدرك المتابع للشأن الإسرائيلي أن اسم ضيف الذي نجا حتى الآن من 5 محاولات اغتيال، كفيل ببث قشعريرة باردة في أجساد اليهود الإسرائيليين، فبالنظر إلى ماضيه كان الرجل العقل المدبر للعديد من العمليات الاستشهادية التي حصدت أرواح عشرات الإسرائيليين خلال التسعينيات، وبالحديث عن حاضره يقود ضيف كتائب القسام، التي مرغت بحق، أنف جيش طالما تباهى بتفوقه النوعي على كل جيوش المنطقة.
إنجازات ضيف كقائد ميداني جعلته على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية على مدى 20 عامًا، وبالفعل سعت أجهزة الأمن والاستخبارات لتصفيته مرارًا، ولكنه نجا بعد إصابته بجروح بعضها قاتلة، ففي 2001 كانت محاولة الاغتيال الأولى، بعد ذلك بعام واحد أصيب ضيف في رأسه بصاروخ أطلقته مروحية إسرائيلية، وفي عام 2003 استهدف صاروخ إسرائيلي منزلاً كان يجري داخله اجتماع لقادة في حماس من بينهم ضيف، لكن المحاولة التي كادت تضع حدًا لحياة الرجل كانت عام 2006 وقتها قصفت الطائرات الإسرائيلية اجتماعًا لقادة القسام، ما أسفر عن بتر أطرافه.
وجاءت محاولة الاغتيال الأخيرة التي نفذها الاحتلال أمس، بعد تقديرات لأجهزة استخباراته أفادت بأن ضيف وقادة آخرين في حماس قد عادوا للظهور مجددا بعد انسحاب قوات الاحتلال من غزة، لكن مجددًا ينجو القائد القسامي، ليؤكد مقولة الصهاينة بأنه “قط بسبع أرواح”.
صحيفة “هآرتس” قالت في تقرير لها، إن محمد ضيف تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها أحمد الجعبري في عملية جوية إسرائيلية في اليوم الأول لعملية “عامود السحاب” في نوفمبر 2012.
وتشير الصحيفة إلى أن الفرق بين ضيف والجعبري، أن الأخير كان أكثر انفتاحًا على العالم الخارجي، فكثيرا ما تردد على القاهرة وأقام بفنادقها خلال مفاوضات صفقة شاليط، مقابل ضيف الذي استثمر كل طاقته في مشروع حفر عشرات الأنفاق التي أعدت لساعة الصفر.
ضيف الذي شارف على الـ50 من عمره، نشأ بمخيم خان يونس للاجئين وسط قطاع غزة. واسمه الكامل هو محمد دياب إبراهيم المصري، ارتبط في شبابه بعلاقة صداقة مع محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح حتى عام 2000.
مع اندلاع الانتفاضة الأولى1987 وإنشاء حركة حماس في نفس العام، اندمج ضيف كعضو فاعل بالحركة، وبسرعة فائقة تحول إلى أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، إلى جانب “المهندس” يحيي عياش وصلاح شحادة التي اغتالتهما إسرائيل وحسن سلامة الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في إسرائيل.
في إبريل ويوليو 94 وقف ضيف وراء عمليات اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، هما “شحار سيماني” و”آريا فرانكنتل”، وفي أكتوبر من نفس العام قام بقيادة المجموعة التي قتلت الجندي “نحشون فيكسمان”، والذي كان قد اختُطف واحتفظ به المقاومون في شقة بقرية بير نبالا القريبة من القدس المحتلة.
كذلك وبحسب التقرير الإسرائيلي، كان ضيف مسئولاً عن العمليات الاستشهادية التي اجتاحت الأتوبيسات الإسرائيلية في تلك السنوات، فاستشهاد عياش في ديسمبر 95 أثار غريزة الانتقام لديه، بعد ذلك بوقت قصير اجتمع رئيس الوزراء آنذاك شمعون بيريز ورئيس جهاز الأمان (الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال) موشيه يعالون بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي حذره يعالون من خطط ضيف، مطالبًا بعملية عاجلة للسلطة الفلسطينية ضد حماس، لكن عرفات تجاهل الأمر.
استشاط الإسرائيليون غضبًا، كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد رصدت قبل ذلك بوقت قصير لقاء جمع دحلان الذي كان يقود آنذاك جهاز الأمن الوقائي في غزة بضيف، وأشار “يعالون” إلى أن هذا اللقاء كان نقطة انقلابه النهائية ضد نوايا عرفات.
عاد ضيف في فبراير 96 ليقود ما عرف بـ”أسبوع الهجمات الفتاكة على الأتوبيسات”، حيث قام اثنان من الاستشهاديين بتنفيذ عمليتين بالخط 18 بالقدس خلال أسبوع، إضافة إلى عملية أخرى في محطة أتوبيس عسقلان، قتل في هذه العمليات – التي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسئولياتها عن واحدة منها – نحو 50 إسرائيليًا.
بحسب “هآرتس” كانت هذه الفرصة الأخيرة لعرفات لقمع حماس والجهاد، حيث قامت أجهزة السلطة باعتقال المئات من ناشطي التنظيم ومن بينهم ضيف، الذي كان يطلق سراحه ثم تعود السلطة مجددا للزج به في سجونها. كان ضباط الأمن الوقائي يقومون بحلاقة جانب من ذقن المعتقلين بغرض إهانتهم. لكن واصل ضيف نشاطاته أيضًا من خلف القضبان.
اتهمته إسرائيل بالضلوع في محاولة تنفيذ سلسلة من العمليات، بينها إرسال خمسة استشهاديين لإسرائيل في مارس 2000، لكن المقاومين الخمسة قتلوا في معارك مع القوات الخاصة الإسرائيلية في مدينة الطيبة في المنطقة المعروفة بالمثلث.
بعد ذلك بوقت قصير أطلقت السلطة سراح ضيف، ولم يدخل السجن منذ ذلك الوقت، كما خرج معه العشرات من عناصر حماس والجهاد الإسلامي الذين كانوا ” مهندسي” موجة العمليات التي نفذتها المقاومة في الشهور التالية. معظم هؤﻻء كانوا من سكان الضفة، وطالتهم يد الاغتيال الإسرائيلي بعد ذلك.
عاد ضيف لموقعه الطبيعي في حماس، كان يعمل تحت قيادة صلاح شحادة الذي خرج من السجن الإسرائيلي عام 2000، وأنشأ ضيف جهازًا عملياتيًا خاصًا، سري ومستقل للغاية، داخل الجناح العسكري لحماس.
تقول “هآرتس”، إن جميع المقاومين الذين عملوا مباشرة تحت إمرة ضيف كانوا خبراء في العمليات النوعية، التي كشفت عن نفسها في سلسلة الهجمات على مستوطنات “إيلي سيناي” و”دوجيت” شمال القطاع والتي قتل خلالها 3 إسرائيليين.
قدمت إسرائيل لائحة اتهام عام 2002 للمحكمة العسكرية ضد محمد ضيف اتهمته فيها بالضلوع بشكل مباشر في التخطيط لعمليات قاتلة ضد مستوطنين بقطاع غزة (هربت إسرائيل من مستوطنات قطاع غزة عام 2005 في عملية أحادية قام بها آرئيل شارون).
ووفقًا للائحة فقد خطط ضيف للهجوم على مركز لإعداد الطلبة للخدمة العسكرية في مستوطنة “عاتسمونا” في “جوش قطيف”، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل 5 طلاب إسرائيليين، كما قام بإصدار التعليمات، وتدريب منفذي العمليات بشكل شخصي، وكان يقوم بتلقين المقاومين دروسًا في إعداد العبوات الناسفة.