عودة السلطة الى غزة قنبلة موقوتة
وكالة الناس –
خاضت غزة الصامدة وعلى مدى قرابة الشهر معركة ضارية في وجه المخطط الصهيوني وتصدت له بكل ما أوتيت من وسائل بصورة أعادت الى الأمة العربية ألقها وبهاءها الذي أضاعته أيدي الطغاة الرسميين منذ عام 1948 . لكننا و بصراحة بتنا نخاف على الدوائر التي تحاك ضد المقاومة الباسلة و من خلال المفاوضات الجارية في عاصمة الحليف الاستراتيجي ‘رسميا’ لإسرائيل و هي القاهرة وباتت أيدينا على قلوبنا بعد تسرب أنباء عن اتفاق شبه نهائي لوقف اطلاق النار يمهد لعودة السلطة الفلسطينية الى الحكم في غزة وبسط نفوذها وبناء عليه يتم فتح المعابر ورفع الحصار . قبل سنوات عهد أوسلو المظلم كانت أراضي الضفة الغربية تتصدر البسالة في مقاومة المحتل و منها كانت شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987 و الثانية عام 2001 ‘ انتفاضة الأقصى ‘ حتى اطلت علينا عهود أوسلو المظلمة والتي دخلت ما كان يعرف بمنظمة التحرير الفلسطينية الى أراضي الضفة الغربية بناء على تلك الاتفاقيات . وبنظرة المنصف لقد كانت المقاومة في ظل رئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات على الرغم من الكثير من أخطائه ، إلا أن جميع قادة المقاومة كانوا يجمعون على أن للرئيس عرفات دور تسهيلي كبير في تنفيذ العديد من عمليات المقاومة داخل عمق الكيان المحتل والتي كانت تحدث ضربات موجعة في قلب الكيان أدت الى التسريع في تسميم الراحل عرفات وتنصيب أداة مكانه ستكون فعالة لخنق المقاومة في الضفة وهو ما حدث بالفعل . منذ تسلم محمود عباس ‘أبو مازن ‘ للسلطة في الضفة الغربية وكأن المقاومة أصيبت بشلل تام فقادتها وجنودها في سجون السلطة و الطغمة الفاسدة في رام الله هي التي تتصدر المشهد و تتحكم بقوت الشعب ومصيره ، فلذا نام الكيان الصهيوني مرتاحا من الضفة الغربية إذ يوجد من يقوم بحراسة أمنه دون أن يتكبد عناء الاحتكاك مع الشعب والمقاومة . وبقيت غزة الشوكة في حلق الكيان التي رفضت الانجرار لغياهب السلطة الفلسطينية بعد الانتخابات الحرة التي عبر فيها الشعب عن ارادته باختيار قادة المقاومة لقيادته فحققوا اكتساحا في كل من الضفة والقطاع إلا أن أصابع الكيان الصهيوني تحركت في الضفة فانقلبت السلطة الفلسطينية على نتائج الانتخابات ضاربة عرض الحائط بإرادة الشعب ولكن بقيت ارادة الشعب في غزة حرة لم تفلح كل المحاولات الصهيو فلسطينية عن ثنيها . و تعرضت غزة لثلاثة حروب و لعل حرب 2014 أشرسها وذلك في محاولة فاشلة لإعادة أيدي الصهاينة لتسلم الحكم في غزة و تنفيذ المخطط الصهيوني بقمع رؤوس المقاومة وهذا ما نخشاه لأن تراجع خيار المقاومة سيأتي بالدمار ليس فقط على غزة وانما على الأردن أيضا رئة فلسطين . لقد كانت ولا تزال غزة شوكة في حلق المنادين بالوطن البديل وما صمود المقاومة الا دليل على فشله و ما محاولات الصهاينة بحلفائهم العرب والعجم لإعادة السلطة الفلسطينية الى الحكم إلا لتنفيذ ذلك المخطط القذر بتهجير من بقي في الضفة وغزة الى الأردن والجوار وهو بشكل لا يتحمل الشك طمس للهويتين الوطنيتين الأردنية والفلسطينية . أضف الى ذلك أذرع المخطط الصهيوني الممتدة لتهدد الأمن القومي الأردني والفلسطيني على حد سواء والأمن المائي والغذائي كل ذلك في حال لا قدر الله عادت السلطة الفلسطينية الى الحكم و أسقط لا قدر الله خيار المقاومة صمام الأمان الوحيد . من هنا على الجانب الرسمي الأردني أكثر من غيره التيقظ جيدا لما يدور في مفاوضات القاهرة والوقوف ظهيرا وسندا للمقاومة اتقاء لخطر المخطط الصهيوني الذي لا ينفك عن نظرته الطامعة في الأردن . |
|