أوباما وإيران .. 40 كلمة تحدد مسار المواجهة
أربعون كلمة فقط عن إيران تضمنها خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما لحالة الاتحاد الذي اشتمل على أكثر من ستة آلاف وأربعمائة وأربعين كلمة. هذه الإشارة العابرة تضمنت دعوة من أوباما للقادة الإيرانيين “إلى الإقرار بأن الوقت قد حان لحل دبلوماسي، وإن التحالف الدولي متحد في مطالبته لإيران بالوفاء بالتزاماتها، وإن واشنطن ستبذل كل ما هو ضروري لمنع طهران من حيازة سلاح نووي”.
فهل يعكس قصر الرسالة تراجعا في ترتيب أولوية قضية “إيران النووية” على جدول أعمال أوباما في ولايته الثانية؟
يرى السفير محمد أنيس سالم منسق الأمم المتحدة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية أن الإشارة العابرة لإيران جاءت متعمدة، لأن “بعض الأمور لا تزال موضوع اتصالات غير معلنة بين واشنطن وطهران وأهمها المفاوضات المباشرة بين الجانبين بشأن المسألة النووية الإيرانية”.
“وبانتظار الوصول لتلك المرحلة، يبقى التأكيد من جانب إدارة أوباما على استخدام الأدوات الدبلوماسية لحل المشكلات الدولية ومن بينها مشكلة إيران” يضيف أنيس في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”.
ويدلل على ذلك “باختيار أوباما لمعاونين مثل هيغل وكيري (وزيري الدفاع والخارجية) من ذوي الخبرة الدولية والمواقف التي تنأى بالولايات المتحدة عن التورط في مواجهات عسكرية ذات كلفة بشرية واقتصادية”.
ويرى أنيس أن عام 2013 سيكون حاسما في الملف الإيراني وربما يشهد اتفاقا على المسألة النووية يمهد (أو يأتي في سياق) تسوية ملفات أخرى ترتبط بإيران مثل ملف الأزمة السورية وأمن الخليج.
مواجهة مستبعدة
أما رئيس المركز الدولي للتحليل الاستراتيجي بدبي إبراهيم خياط فيرى أن خطاب أوباما “لا يمكن أن يعتبر تهديدا لإيران.
ويضيف في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية” أن “فهم إشارة أوباما نحو إيران ينبغي أن يأتي في سياق تصريح آخر يعتبره خياط أكثر أهمية وهو الصادر عن وزير الخارجية الجديد جون كيرى في جلسة استماع أمام الكونغرس عن تصوره لسياسية واشنطن الخارجية إبان ولاية أوباما الثانية.
وبعد أن عقد مقاربة بين الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره بفعل الاستنزاف العسكري في حرب أفغانستان، وبين الواقع العسكري الأميركي الحالي، خلص كيري إلى أن الوضع الاقتصادي الأميركي ليس من القوة بما يكفي لتمويل جهود حربية أخرى في الخارج، وهو ما يعتبره خياط عاملا محوريا في تعامل واشنطن مع الملفات الشائكة خارجيا وعلى رأسها الملف الإيراني، مشيرا إلى أن “قراءة مسار معادلة المواجهة الإيرانية الغربية يتعين أن تراعي هذا العامل في سياسة الولايات المتحدة الخارجية”.
ويلفت خياط إلى محاولات جس نبض متبادلة بين واشنطن وطهران مثلتها تصريحات للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي بأن إيران “عانت كثيرا من الوعود الغربية الزائفة منذ حرب تحرير الكويت ومرورا بحرب أفغانستان 2001 وحرب العراق في 2003، وإن على أميركا ألا تمارس الضغوط على الجمهورية الإسلامية لانتزاع تنازلات”.
وبعد الخطاب بيومين، يضيف خياط، خرج ناطق أميركي ليعرب عن أمله في أن تطمئن إيران المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي خلال محادثات كازاخستان”.
ويرى خياط أن هذه الرسائل المتبادلة “عبر الأثير” تعني أن الأميركيين يرغبون في أن تكون مفاوضات كازاخستان محطة لحفظ ماء وجههم بأن تتعهد إيران بالتزامات معينة فيما يتعلق ببرنامجها النووي تمهد للانتقال لمرحلة المفاوضات المباشرة بين الجانبين دون أن تظهر واشنطن بمظهر من قدم تنازلا لإيران”.
ومن المقرر أن تجرى إيران جولة محادثات مع مجموعة (5+1) التى تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا، فى كازاخستان يوم 26 فبراير الجارى.
وتعقيبا على ما أعلنته إيران ،الثلاثاء، أنها بدأت الشهر الماضي تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في مركز نتانز، قال خياط إن الإيرانيين لن يجرؤوا على تخطي عتبة معينة فيما يتعلق ببرنامجهم النووي.