0020
0020
previous arrow
next arrow

سورية: تواصل المواجهات في المدن.. والبطريرك الجديد للأرثوذكس يدعو لإنهاء العنف

2

 مع اقتراب النزاع السوري من شهره الثالث والعشرين، تقدم المقاتلون المعارضون في منطقة الطبقة، مع سيطرة “مقاتلين من جبهة النصرة “الاسلامية المتطرفة” وكتيبة اويس القرني وكتيبة احرار الطبقة” على سرية المدفعية حيث استولوا على ذخيرة ومدفعية ثقيلة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي وقت لاحق، افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان المقاتلين سيطروا على مبنى المديرية في المدينة، بعد ساعات من سيطرتهم على حاجز عسكري بقربه. ويأتي التقدم الجديد بعد ايام من دخول المقاتلين الى سد البعث الواقع بين الطبقة والرقة، وهما المدينتان الخاضعتان لسيطرة القوات النظامية في محافظة الرقة، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معظم ريفها. وفي محافظة دير الزور، يقصف المقاتلون المعارضون بالدبابات لواء للمدفعية يعرف باسم “اللواء 113″، واشتبكوا مع القوات الموجودة داخله للسيطرة عليه، بحسب المرصد. ويسيطر المقاتلون على ريف دير الزور، في حين ما تزال القوات النظامية مسيطرة على المدينة التي شهدت أمس اشتباكات عنيفة في حيي المطار القديم والحويقة. وسبق للمقاتلين ان تقدموا في مدينة دير الزور نهاية كانون الثاني(يناير)، بسيطرتهم على مركز للأمن السياسي وجسر اساسي. في محافظة حلب ، قتل اربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرون على الاقل “اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة”، تلته اشتباكات بين الطرفين. وفي دمشق، قتل ثلاثة اشخاص جراء انفجار في حي ركن الدين في شمال العاصمة. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل شخصين وجرح 13 جراء انفجار عبوة ناسفة في ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق ليل السبت. وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها الى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطف عدة للقصف منها مدينتا داريا والنبك. وتواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطار “منغ” العسكري بريف حلب، وكان الجيش الحر قد أعلن -في وقت سابق السبت- أنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط المطار الذي شهد قصفا جويا من قبل الطيران الحربي السوري. وسيطرت المعارضة الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في إدلب، ضمن مساع للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة. وقالت شبكة شام إن أحياء درعا شهدت أيضا معارك بين قوات النظام والجيش الحر، كما تواصلت الاشتباكات في بلدة بصر الحرير ومدينة الحراك اللتين تعرضتا لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية. الى ذلك دعا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي أمس الى انهاء العنف في سورية بالحوار والحل السياسي، وذلك خلال احتفال تنصيبه في إحدى كنائس دمشق التي كان يسمع بالقرب منها اصوات اطلاق رصاص. وفي كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع وسط دمشق، قال البطريرك الجديد “نحن على رجاء يقين ان سورية حكومة وشعبا ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سورية الى الاستقرار والطمأنينة والسلام كما كانت دوما”. واضاف بعد شكره المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد الذي مثله الوزير منصور عزام، ان الله لا يرضى “عندما يرى العيش المشترك المحب مع الذين يشاركوننا الوطن الواحد من غير المسيحيين يتقهقر هنا وهناك”، لاسباب عدة منها سياسية “ومنها اللجوء عندنا وعندهم الى نزعات اصولية لا تمت الى الدين الاصيل باي صلة”. وشدد البطريرك الذي انتخب في 17 كانون الأول(ديسبمر) خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم، على ان المسيحيين المشرقيين هم “مع اخوتنا المسلمين ابناء هذه الارض وفيها علينا ان نبقى، مشجعين العيش المشترك الكريم، ونابذين كل ضغينة وكل خوف وكل تعال”. وتزامنا مع المراسم التي استمرت قرابة اربع ساعات، كانت اصوات اطلاق الرصاص تسمع في باحة الكنيسة غير البعيدة عن الاطراف الشرقية للعاصمة التي تشهد اشتباكات وقصفا دوريا في النزاع المستمر منذ أكثر من 22 شهرا. واتخذت القوى الأمنية السورية اجراءات مشددة على مدخل الكنيسة ومحيطها، شملت نشر قناصة على الاسطح ورفع السيارات من الطرق المحيطة والتفتيش الدقيق. وسمح فقط للمدعوين بدخول الكنيسة، في حين تابع المؤمنون المراسم عبر شاشة في الباحة الخارجية. وحضر التنصيب رسميون ورجال دين، تقدمهم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة بشارة بطرس الراعي، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام. وقال الكاردينال الراعي ان “كل انسان، بل كل دم بريء، يسقط على هذه الارض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح”. ودعا البطريرك الذي يتخذ من لبنان مقرا الى اعلاء كرامة الانسان والحفاظ على الحياة البشرية “فهي قيمة لا ثمن لها”. واعتبر ان “كل ما يقال من اجل ما يسمى باصلاحات وحقوق انسان وديموقراطيات… هذه كلها لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق”. واثارت زيارة الراعي، وهو أول بطريرك ماروني يزور سورية منذ أكثر من 70 عاما، جدلا في لبنان، ورفض البطريرك الماروني السابق نصر الله بطرس صفير زيارة دمشق طوال مدة ولايته التي استمرت أكثر من 25 عاما، قبل ان يخلفه الراعي في آذار(مارس) 2011، وهو الشهر الذي شهد انطلاق الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس الاسد. وشدد الراعي في مقابلة تلفزيونية من دمشق على الطابع الرعوي لزيارته، وانها تهدف لتفقد مسيحيي سورية ولا سيما منهم الموارنة الذين يقارب عددهم 60 ألف شخص. ( وكالات)