أسرار تعثر مصالحة دحلان مع حماس
وكالة الناس – قالت مصادر فلسطينية مطلعة بأن سماح حركة حماس لعشرات من أنصار محمد دحلان بالعودة إلى غزة من مصر كان وليد ضغط قطري وليس كما تم أنه نتاج حوار فلسطيني أجراه اسماعيل هنية مع بقية الفصائل باستثناء حركة فتح، وقالت المصادر إن عودة أنصار دحلان تمت تطبيقا لاتفاق جرى بين سمير المشهراوي مساعد دحلان وصالح العاروري أحد قادة حماس بعد لقائهما في أبوظبي قبل فترة.
وجاء الاجتماع بعد وساطة قطرية بطلب من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قبل سحب السفراء من قبل 3 دول من مجلس التعاون (السعودية والإمارات والبحرين).
وذكرت أنه بعد الوساطة لمصالحة دحلان مع حماس، عرض الشيخ تميم الأمر على خالد مشعل المقيم في الدوحة الذي طلب مهلة للتشاور مع قيادة حماس في غزة، وجاء جواب إسماعيل هنية أن ثمة معارضة لهذه المصالحة من جانب كتائب القسام ومحمود الزهار وأنصاره.
لكن قطر أصرت على إعادة النظر في هذا الموقف الرافض وضغطت بقوة على حماس، وأوضحت لها أن مثل هذا الانفتاح على محمد دحلان وعودة أنصاره سيشق حركة فتح أكثر ويضعفها ما يتيح لحماس التخلص من عدو خارجي وداخلي، وكذلك فإن دحلان قد يساهم في تنفيس الأزمة المتوترة في غزة وجلب مساعدات من خليجية ويستطيع تحسين العلاقات مع مصر وإسرائيل معا.
في حين أبلغ دحلان المخابرات المصرية أن تقوية نفوذه في غزة وعودة أنصاره من شأنه أن يدعم الموقف المصري تجاه حماس، وإن أنصاره سيكونون عيونا في غزة ضد حماس والجهات التي تدعم الجماعات الإرهابية في مصر. وبناء على ذلك سمح بعودة أنصاره إلى غزة وجرت لقاءات بين رجال دحلان وأمن حماس مؤخرا وعندما توجه وفد من مركزية حركة فتح إلى غزة تم إبعاد المستقبلين عن الحاجز ومصادرة الحافلات التي خرجت لاستقباله فيما كانت حركة حماس وضعت حافلات مجانية لمن يريد استقبال أنصار دحلان عند معبر رفح.
ونشطت مواقع الكترونية تابعة لدحلان في الترويج عن أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث شن هجوما على مصر والقيادة المصرية في لقاءات داخلية في غزة، وهذا يدخل ضمن خطة لضرب العلاقات المصرية الفلسطينية لصالح حماس ودحلان.
رد فعل دحلان
ولاحظ مراقبون أن أول رد فعل لدحلان وشريكه خالد سلام قبل بث خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المجلس الثوري الذي ألقاه في العاشر من الشهر الجاري جاء في اليوم التالي على شكل مزاعم في موقع الكتروني لخالد سلام ادعت أن الرئيس الفلسطيني هاجم المشير عبد الفتاح السيسي ومصر، ولهذا تم بث الخطاب في اليوم التالي أي 12 آذار/مارس. وكان الرد السريع لمحمد دحلان انتقائيا قبل مقابلته المبرمجة مع وائل الأبراشي على قناة دريم تجاهل فيه كل التهم.
واصدر دحلان بيانا قال فيه إن لا علاقة له بمحاولة فاشلة لاغتيال مؤسس كتائب القسام صلاح شحادة، فقد كان دحلان حريصا على عدم تفجير العلاقة المتنامية مع حركة حماس لأن مثل هذا الاتهام سيدعم موقف التيار المتشدد في حماس مثل كتائب القسام والزهار، خاصة وان ساعده الأيمن عضو المجلس الثوري سفيان أبو زاهدة عقد لقاءات قبل أيام قليلة مع فتحي حماد وزير داخلية حماس في غزة.
وعند مساءلته من أمانة المجلس الثوري عن الأمر اضطر لتقديم استقالته بالرغم من انه تحدث أمام المجلس الثوري معلنا تأييده لسياسة أبو مازن ووقوفه معه.