إجراءات صهيونية تمهد لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى
حذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» من تبعات قرار ما يسمى رئيس لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست عضو الكنيست ميري ريجيب والقاضي بتعيين لجنة فرعية خاصة لفحص كامل ملف ما أسمته «صعود اليهود الى جبل الهيكل»، أو ما يعني عملياً تكثيف وتهيئة الأوضاع والأرضية لاقتحامات جماعية وترتيب صلوات يهودية في المسجد الأقصى، وهو ما صرحت به ومراراً تكراراً في الأيام الأخيرة. كما وطالبت «ريجيب» بزيادة عدد قوات الاحتلال المتمركزة داخل المسجد الاقصى من أجل تشكيل حماية لليهود عند اقتحاماتهم للمسجد– على حد تعبيرها.
من جهتها أكدت مؤسسة الأقصى على ضرورة وجود تحرك اسلامي عربي فلسطيني عاجل لإنقاذ المسجد الاقصى من المخاطر المحيطة به والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، في حين كررت أن شد الرحال والرباط الباكر والدائم سيظل العنوان لتشكيل درع بشري يحمي المسجد الأقصى. وأفادت المؤسسة بأن قرار «ريحيب» جاء خلال مناقشة لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست صباح امس التحضيرات والاستعدادات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك خلال عيد «الفصح العبري» الذي يصادف في نيسان المقبل.
في غضون ذلك، شرعت جرافات الاحتلال بتنفيذ مخطط استيطاني جديد باسم «متنزه المطلة الوسطى» في حي الصوانة شرق أسوار القدس القديمة. وأوضح أحمد صب لبن المختص في شؤون الاستيطان ان جرافات الاحتلال قامت بأعمال حفر في أجزاء من اراضي حي الصوانة تنفيذا لمشروع «المطلة الوسطى»، والذي سيعمل على وصل مستوطنة «بيت اروط» بكنيسة الجثمانية، بحيث سيحدث هذا المخطط الاستيطاني تواصلا جغرافيا ما بين البؤر والحدائق الاستيطانية في سلوان ورأس العامود والبؤرة الاستيطانية والحدائق الواقعة في الطور والصوانة.
وأضاف صب لبن أن الوزير الاسرائيلي نفتالي بينت رئيس حزب البيت اليهودي يشرف على هذا المخطط من خلال دائرة مختصة بشؤون القدس تدعى «بدائرة التطوير والمبادرات في شرقي القدس»، ورصد مبلغ 21 مليون شيكل لهذا المشروع بدعوى تعزيز قطاع السياحة. وقال صب لبن أن الهدف من المشروع المضي قدما في تهويد القدس واستخدام السياحة كغطاء لتمرير هذه السياسات الاسرائيلية.
وفي القدس ايضا، هدمت عائلة مقدسية بحي شعفاط وسط مدينة القدس المحتلة امس مرآباً تمت توسعته للسكن يعود للعائلة وذلك بضغط من بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس. وقال لؤي الشاعر رب العائلة في بيان صحفي إنه تم هدم ‹كراج› وسّعته العائلة ليصلح للسكن وإيواء شقيقه وعروسه، لكن بلدية الاحتلال أخطرت العائلة وحرّرت لها مخالفات مالية وهدّدتها في حال عدم هدمها للتوسعة فستقوم جرّافاتها بالعملية مقابل أجرة عالية للآليات والعمال، ما دفع العائلة لتنفيذ عملية الهدم رغم الحسرة والمرارة التي يشعر بها كل أفراد العائلة.
كذلك، انهار صباح امس جدار استنادي ضخم في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة بسبب الحفريات الإسرائيلية المتواصلة بالمنطقة. وقال مدير مركز معلومات وادي حلوة سلوان جواد صيام في بيان « ان سكان الحي شعروا فجرا بصوت انهيار ضخم، تبين انه ناتج عن انهيار جدار استنادي يفصل بين عدة منازل عرضه 15 مترا، وارتفاعه 3 أمتار».
إلى ذلك، حذرت السلطة الفلسطينية رسميا امس من قرار للمستوطنين المتطرفين يقضي بتسيير دوريات مسلحة في شوارع الضفة الغربية لـ»حماية» المستوطنين. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس ان قرار المستوطنين بتسيير دوريات مسلحة، سيكون له تبعات خطيرة اذا ما تم تنفيذه على الارض. واكد دغلس ان المستوطنين اعلنوا رسميا عن البدء بتسيير دوريات مسلحة على الطرق الالتفافية في شوارع الضفة الغربية، وسيبدأون في شارع «ايتسهار -نابلس» الى منطقة جيت وحتى مفرق حوارة جنوب مدينة نابلس. وطالب دغلس الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الاسرائيلية بشكل فعلي لمنع المستوطنين من تطبيق هذا القرار الذي سيؤدي الى المزيد من سفك الدماء والاعتداء على ممتلكات المواطنين.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال امس 15 مواطنا فلسطينيا في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن الخليل وقلقيلية وبيت لحم وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم. من جهة أخرى رحّلت قوات الاحتلال أكثر من 30 عائلة فلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية بالضفة الغربية من منازلهم بهدف القيام بتدريبات عسكرية احتلالية. وقال رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة في بيان صحفي «إن الاحتلال أخلى منذ الساعة السابعة صباحاً ثلاثين عائلة من مناطق يزرا ودير ابزيق والبرج وعيون الميتة في منطقة الأغوار الشمالية بهدف تنفيذ تدريبات عسكرية في المنطقة». وأضاف أن هذه هي المرة السادسة خلال العام الحالي التي يتم فيها ترحيل العائلات بهدف المناورات العسكرية التي تنفذ بالمنطقة حيث تم إخلاء 300 عائلة خلال الشهرين الماضيين