وزير الداخلية الإسـرائيلي : الاستيطان في الأغوار سيبقى للأبد
قال وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن «الاستيطان في الأغوار سيبقى إلى أجيال طويلة وسيزدهر، وإن أمن إسرائيل يلزمه عمق استراتيجي، ولا يمكن حتى التفكير في أن الحدود لن تكون على ضفة نهر الأردن». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حوالي ثلاثة آلاف يميني، من بينهم وزراء وأعضاء كنيست، شاركوا في مسيرة بالأغوار نظمها، صباح أمس «اللوبي اليميني لأرض إسرائيل» في الكنيست. وقال رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست يريب ليفين، إنه يحق لإسرائيل البناء في الأغوار وكل مكان في «أرض إسرائيل»، وأضاف «نحن نصر على البقاء في الأغوار».
في سياق آخر، أصيب 15 فلسطينيا بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط والعشرات بحالات اختناق واعتقل خمسة مواطنين خلال قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي لمسيرة سلمية انطلقت في البلدة القديمة من الخليل أمس، للمطالبة بفتح شارع الشهداء المغلق لصالح المستوطنين منذ مجزرة الحرم الابراهيمي قبل 20 عاما. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشاركين في منطقة باب الزاوية ما أدى الى إصابة 15 فلسطينيا بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط والعشرات بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. واعتقل جنود الاحتلال خمسة فلسطينيين. وتغلق قوات الاحتلال الاسرائيلي شارع الشهداء وسط الخليل القديمة والذي يحوي محال تجارية ومنازل فلسطينية منذ العام 1994، وتضع حواجز عسكرية وأسلاك شائكة بالإضافة إلى بوابات الكترونية. واقدم المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين وهو طبيب يهودي فجر الـ25 من شباط عام 1994 على تنفيذ مذبحة بحق مئات المصلين في الحرم الابراهيمي بالخليل، حيث اطلق النار على المصلين أثناء ادائهم صلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان. وأسفرت المذبحة عن استشهاد 29 مصليا وجرح 150 آخرين قبل ان ينقض مصلون آخرون على المنفذ ويقتلوه.
في قطاع غزة، أصيب عشرة فلسطينيين، برصاص جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية الجاثمة على السياج الفاصل قرب مقبرة الشهداء، شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة. وأطلق جنود الاحتلال أطلقوا النار على مجموعة من المواطنين والفتية، الذين اقتربوا من الشريط الحدودي شرق جباليا، احتجاجاً على إقامة الاحتلال لمنطقة عازلة ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. وأصيب تسعة فلسطينيين بجروح في الاطراف السفلية وعاشر في الرأس نقلوا جميعا إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا المجاورة لتلقي العلاج.
سياسيا، ووفقا لمصادر أمريكية فإن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الذي التقى الرئيس محمود عباس في باريس الخميس، يمارس ضغوطات كبيرة على الرئيس الفلسطيني كي يبدي تنازلات حول الترتيبات الأمنية في غور الاردن، ليستطيع تقديم وثيقة «اتفاقية الاطار» وفقا لما نشره موقع صحيفة «معاريف» العبرية أمس. وأضافت «معاريف» بأن الترتيبات الأمنية في غور الاردن لا زالت نقطة خلاف كبيرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ففي الوقت الذي يرفض بشكل مطلق أبو مازن سماح تواجد للجيش الاسرائيلي على الحدود مع الاردن، في الطرف الثاني يرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر أي قوات على الحدود غير الجيش الاسرائيلي.
هذا الخلاف الكبير بين الجانبين حول «غور الاردن»، حيث يضغط جون كيري على الرئيس الفلسطيني ليتنازل عنها، مشيرة بعض المصادر الأمريكية بأن كيري وطاقم المفاوضات الأمريكي يطرح أمام الجانب الفلسطيني بأن هذا الموضوع بالنسبة لنتنياهو مسألة «حياة أو موت»، ولا يمكن ان يتنازل عن نشر الجيش الاسرائيلي على الحدود مع الاردن. بالمقابل، فإن الرئيس الفلسطيني يرفض بشكل مطلق نشر قوات الجيش الاسرائيلي على الحدود، مبديا استعداده لقبول فترة زمنية محددة لبقاء الجيش الاسرائيلي ومن ثم الانسحاب، وما بعد ذلك نشر قوات من حلف الناتو ولا مانع من وجود جنود يهود ضمن قوات الناتو ولكن ليس الجيش الاسرائيلي. النقطة الثانية التي لا زالت تعيق وثيقة «اتفاقية الاطار» وعرضها على الجانبين بشكل نهائي والتوقيع عليها، تتعلق بتضمين الورقة الاعتراف باسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، وهذا ما يرفضه الرئيس الفلسطيني بشكل قاطع، خاصة ما يطرحه كيري في ورقته استجابة للمطالب الاسرائيلية، فيما يتعلق بالقدس واللاجئين وحتى الحدود والتي نصت على المفاوضات على أساس حدود عام 67 مع تبادل الاراضي، حيث أبلغ الرئيس الفلسطيني أبو مازن وزير الخارجية كيري بأن هذه النقاط غير مقبولة وعليه تقديم تفاصيل ونقاط أخرى. من جهته أعرب السفير الامريكي لدى اسرائيل دان شابيرو عن اعتقاده ان اتفاق الإطار سيتضمن اعترافا باسرائيل دولة يهودية. وقال السفير شابيرو في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية امسان الولايات المتحدة رأت دوما ان اسرائيل هي دولة يهودية ويجب ان تبقى كذلك.