مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في باحات الاقصى
اقتحمت مجموعة من المستوطنين ومخابرات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الاسرائيلي. وذكرت مصادر فلسطينية أن أفواجا من السيّاح الأجانب اقتحمت باحات المسجد الاقصى وتجولت بمرافقه وساحاته. وقام المستوطنون بتأدية طقوس تلمودية جماعية في باحات الاقصى.
وحذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش من خطورة الانتهاكات الاسرائيلية على مسجد النبي صموئيل الواقع شمال غرب القدس المحتلة، والتي تأتي في سياق التعرض لحرمة المسجد وقدسيته بشكل مكثف وحثيث. وقال الهباش في بيان صحفي أمس، ان هذا المسجد تعرض لسلسلة من الاعتداءات السابقة من حرق وتكسير ومنع للآذان وخلع لمكبرات الصوت وتعرض المصلين الى الضرب المستمر من قبل المستوطنين، بالاضافة الى قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي باحاطة المسجد باسلاك شائكة وكاميرات مراقبة واغلاق الطابق الثاني منه ومنع ترميم الطابق الثالث وابقائه مهجورا.
واعتقلت قوات الاحتلال 8 مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن رام الله والخليل وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة.
كما توغلت قوات الاحتلال في أراضي خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال المعززة بالدبابات والآليات العسكرية توغلت في أراضي خزاعة وقامت بعمليات تجريف وتمشيط بالمنطقة.
في سياق آخر، نفت حكومة حركة حماس المقالة أمس تقارير إسرائيلية عن قيامها بمراسلة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحفاظ على التهدئة في قطاع غزة. وقال وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة غازي حمد، في بيان صحفي، إن الحكومة تنفي وجود أي اتصالات أو مراسلات متبادلة مع حكومة إسرائيل. وأضاف حمد «هذا خبر كاذب وعاري عن الصحة، فليس بيننا أي اتصالات أو تبادل رسائل مع الاحتلال الإسرائيلي». وذكر حمد أن الحكومة المقالة «تتعامل ضمن القناة المصرية فيما يتعلق بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا وما نشر في الإعلام الإسرائيلي يأتي في سياق الفبركة والتشويه فقط». وأوردت مواقع إسرائيلية أمس أن رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية بعث برسالة إلى مكتب نتنياهو طالبه فيها بعدم التحرك العسكري ضد قطاع غزة نتيجة التوتر القائم. وحسب موقع «والاه» العبري، فإنه تم نقل الرسالة عبر المفاوض الإسرائيلي جرشون باسكن الذي سبق أن تدخل في إتمام صفقة تبادل المعتقلين بين حماس وإسرائيل في تشرين أول 2011.
سياسيا، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة احترام القانون الدولي للتوصل الى سلام مع اسرائيل، خاصة في قضية اللاجئين وذلك قبل لقائه وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم في باريس. وقال عباس «حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الاوسط من خلال انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه نشر قوة للحلف الاطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية المقبلة، الامر الذي كان عرضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله ان «اسرائيل لن تساوم على امنها»، في اشارة الى احتمال نشر قوة للاطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية. واضاف رئيس الوزراء امام مسؤولي ابرز المنظمات اليهودية الاميركية المجتمعين في القدس انه في حال التوصل الى اتفاق سلام من دون ضمان امن اسرائيل «فان الاتفاق سينهار وكذلك السلطة الفلسطينية». وفي بداية الشهر، اعلن عباس في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز استعداده لنشر قوة للاطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية المقبلة.
من جهة اخرى، دعا نتنياهو الى «مقاطعة جميع من يدعون الى مقاطعة اسرائيل، لانه نوع جديد من معاداة السامية»، وفق ما نقلت عنه اذاعة الجيش الاسرائيلي.
وقال وزير المالية الإسرائيلي زعيم حزب «هناك مستقبل» الوسطي يائير لابيد أن هناك مؤشرات على أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة بدأ يسحب تأييده لإسرائيل وينفذ صبره منها، مؤكدا أن المقاطعة ستعود بنتائج كارثية. وقال لابيد في خطاب ألقاه مساء امس الأول في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد حاليا في القدس المحتلة إن «إسرائيل لا يمكنها أن تضم إليها 4 ملايين فلسطيني»، مضيفا «إذا أردنا أن نعيش في دولة يهودية علينا الانفصال عنهم». واضاف لابيد «من أجل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين يتعين على رئيس الحكومة نتنياهو ان يقرر إذا ما كان يذهب للمحادثات من أجل المحادثات ذاتها أم من أجل التوصل لاتفاق». وفيما يتعلق بالتحذيرات من مقاطعة إسرائيل قال لابيد إن «المقاطعة ستعود بنتائج كارثية على رفاهية المواطن»، اذ يرى ان هناك مؤشرات على فقدان إسرائيل للتأييد من جانب أوروبا والولايات المتحدة. وقال إن «تجاهل المجتمع الدولي لتحذيراتنا الخطيرة من المشروع النووي الإيراني يشير إلى أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يفقد تأييده لنا فحسب بل ينفذ صبره علينا ايضا»، معتبرا أن «لا شيء أكثر ضرورة لإسرائيل من علاقتها مع الولايات المتحدة».
في السياق، كشفت صحيفة هآرتس أمس ان ثلاث شركات أوروبية كبرى قررت الانسحاب من المشاركة في مناقصة لبناء موانئ بسبب مقاطعة إسرائيل وتخوفا من الآثار السلبية على عمل هذه الشركات داخل إسرائيل. وكانت الحكومة الإسرائيلية نشرت العام الماضي مناقصة دولية لبناء موانئ جديدة في حيفا وأشدود، وتقدمت شركات للمناقصة، ولكنها تراجعت وسحبت عروضها. وأوضحت الصحيفة أن الشركة الهولندية الكبرى بوسكاليس كانت الأولى التي انسحبت، وتبعتها شركة إيطالية وأخرى بلجيكية.