إسرائيل تمهد إعلاميا لهدم الأقصى
حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الفلسطينية من خطورة تمهيد وسائل الإعلام الإسرائيلية لفكرة هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة «الهيكل» المزعوم على أنقاضه داعية لتحرك فعلي لوضع حد لما يحاك ضد الأقصى.
وأوضحت الهيئة في بيان أمس «أن الاحتلال بات نموذجاً على عدم احترام حرية العبادة المنصوص عليها في القوانين المحلية للدول والقوانين الدولية». واعتبرت الهيئة لتحقيق تلفزيوني نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية حول إنهاء منظمات يهودية استعدادها لبناء «الهيكل الثالث»على أنقاض المسجد الأقصى بأنه إعلان واضح وصريح للنوايا الإسرائيلية وأطماعها في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأشارت إن الإجراء يأتي تمهيداً للرأي العام العالمي للخطوة القادمة بتدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وتهجير آلاف المقدسيين خارج مدينتهم القدس.
وقالت الهيئة ان انتهاء كافة الاستعدادات من إعداد المخططات الهيكلية لبناء الهيكل المزعوم وجمع الحجارة اللازمة وتربية قطعان الخراف التي ستذبح كقرابين، مؤكدة أن تدمير المسجد وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه بات حلم يهودي رئيس لدى حكومات الاحتلال المتعاقبة والمستوطنين والمتطرفين. وحذرت من اقتراب هذه اللحظات المهولة إذا لم تتوفر الحماية الإسلامية والعربية والدولية للمسجد الأقصى لإنقاذ ما تبقى من حضارة إسلامية عريقة.
إلى ذلك، هدمت سلطات الاحتلال أمس أربعة منازل فلسطينية بحجة عدم الترخيص في أحياء فلسطينية في القدس الشرقية المحتلة. وهدمت سلطات الاحتلال منزلين في حي العيسوية ومنزلين آخرين في حي بيت حنينا، بحسب السكان. وقالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا سمري انه «تم هدم منازل غير قانونية في أحياء بيت حنينا والعيسوية»، مشيرة الى ان العملية تمت دون اي حوادث تذكر. وقال عضو لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القرية محمد أبو الحمص في بيان ان مواجهات اندلعت في محيط المنزلين، مشيرا الى ان قوات الاحتلال اطلقت قنابل الصوت على الطلبة وطوقت مداخل القرية. يذكر ان قوات الاحتلال انسحبت من القرية بعد تنفيذها عمليتي الهدم. وكانت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال نفذت حملة في العيسوية قبل اسبوع شملت تصوير الأبنية الحديثة في البلدة تمهيداً لهدمها.
ووفقا لاحصاءات صادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة (اوتشا) قامت اسرائيل في عام 2013 بهدم 99 مبنى فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة ما ادى الى تشريد 298 شخصا. ولا تمنح سلطات الاحتلال تصاريح بناء في القدس الشرقية للفلسطينيين مما يضطر السكان الى البناء بدونها.
واعتقلت قوات الاحتلال أمس 17 مواطنا فلسطينيا في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن الخليل ونابلس ومدينة القدس المحتلة وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهمم. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة.
كما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة في غزة ان فلسطينيا اصيب برصاص جيش الاحتلال شرق دير البلح جنوب القطاع. وقال الطبيب اشرف القدرة ان»مواطنا (34 عاما) أصيب صباح أمس برصاص الجيش الاسرائيلي شرق دير البلح»، بدون ان يذكر اسمه. ووصف حالته «بالحرجة» موضحا انه نقل الى مستشفى «شهداء الاقصى» في دير البلح لتلقي العلاج. وذكر شهود عيان من سكان المنطقة ان جنودا اسرائيليين أطلقوا النار تجاه الاراضي الزراعية القريبة من الحدود بعدما وقع انفجار اثناء مرور الية عسكرية اسرائيلية مدرعة في المنطقة الحدودية شرق دير البل، حيث اصيب مواطن بالرصاص.
من جهة ثانية، توغلت قوات الاحتلال في أراضي المواطنين الفلسطينيين شمال شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال المعززة بالجرافات والاليات العسكرية توغلت في أراضي المواطنين شمال شرق بيت حانون وقامت بأعمال تجريف وتمشيط بالمنطقة. يذكر أن قوات الاحتلال تتوغل مرارا في قطاع غزة منذ بدء سريان اتفاق التهدئة في 21 تشرين الثاني الماضي الذي أعقب العدوان الاسرائيلي على القطاع.
في سياق آخر، أثارت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الابقاء على جزء من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في اطار الدولة الفلسطينية المستقبلية غضبا أمس لدى الجناح اليميني المتشدد في الائتلاف الحكومي. وقال نتنياهو الاسبوع الماضي امام منتدى دافوس الاقتصادي «ليس لدي نية بتفكيك اي مستوطنة» في اطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقالت وسائل الاعلام ان مكتب نتنياهو اوضح انه كان يقصد ايضا الابقاء المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات خارج الكتل التي ترغب اسرائيل في الاحتفاظ بها ولكن تحت السيادة الفلسطينية. واثارت هذه التصريحات غضب الجناح اليميني المتطرف في الحكومة اذ اعتبر وزير الاقتصاد نفتالي بينيت ان هذه «فكرة خطيرة تدل على فقدان القيم». وكتب بينيت وهو زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للمستوطنين على صفحته على موقع فيسبوك «لم نرجع الى ارض اسرائيل بعد الفي عام للعيش تحت حكومة محمود عباس». ودعا نتنياهو الى «التراجع فورا عن هذا الاقتراح الخطير».
واكد نائب وزير الدفاع داني دانون من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي «لن نترك المستوطنين ابدا وراء خطوط العدو». من جهته، اكد المتحدث باسم مجلس المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة داني ديان ان «فكرة الا تكون مستوطنات يهودية تحت السيادة الاسرائيلية هو انحراف من ناحية امنية وسياسية وصهيونية»