الاحـتلال يقـصـف جـنـوب غـزة و«الجهاد» تسعى لنقل المعركة الى الضفة
قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس الأراضي الزراعية شرق بلدة القرارة شمال شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه أراضي المواطنين الزراعية ببلدة القرارة ولم يبلغ حتى اللحظة عن وقوع إصابات. كما أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتها الثقيلة تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين في بحر منطقة السودانية ومدينة غزة، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.
من جهة ثانية، دعت حركة حماس السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى الانسحاب فوراً من المفاوضات مع إسرائيل.وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان مبررا هذه الدعوة انها تاتي «في ظل المعلومات الخطيرة التي يجري تسريبها عن خطة كيري» الذي يتوسط في المفاوضات. وحذر أبو زهري من أن تقود خطة كيري إلى « تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية»، معتبرا أن على فتح «أن توقف حالة التفرد وتحترم الإجماع الوطني الفلسطيني الرافض لهذه المفاوضات». واشتكى مسؤولون في السلطة الفلسطينية وحركة فتح أخيرا من تبنى كيري مواقف إسرائيل في المفاوضات خصوصا ما يتعلق بالمطالبة بالاعتراف بالدولة العبرية كدولة يهودية وفرض ترتيبات أمنية لصالح إسرائيل ضمن أي حل نهائي للسلام. من جانبها، تسعى حركة الجهاد الاسلامي التي يستهدفها الجيش الاسرائيلي منذ تكثف عمليات اطلاق الصواريخ واستئناف عمليات التصفية المحددة الاهداف في قطاع غزة، لنقل معركتها الى الضفة الغربية واسرائيل بما في ذلك العمليات «الاستشهادية».
في المقابل، عبرت هذه الحركة عن تأييدها للابقاء على التهدئة المطبقة منذ انتهاء العملية الاسرائيلية التي جرت من 14 الى 21 تشرين الثاني، مع اسرائيل في غزة والتي تعمل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، لفرض احترامها. وكانت الجهاد الاسلامي اعلنت استشهاد اثنين من الناشطين في جناحها العسكري سرايا القدس احمد الزعانين (21 عاما) ومحمد الزعانين (23 عاما) في غارة اسرائيلية الاربعاء استهدفت سيارة في بيت حانون شمال قطاع غزة. كما اصيب قيادي عسكري في الحركة بجروح خطيرة الاحد في غارة اسرائيلية بينما كان على دراجته النارية شمال مدينة غزة.
وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية انه «منذ عملية عمود كان هناك تفاهم مع حماس بعدم القيام باي عملية تصفية طالما ان الهدوء مستتب. وما ان بدا ان حماس تفقد السيطرة على قطاع غزة حتى خرج هذا السلاح مجددا». واضاف ان «عمليات التصفية المحددة الاهداف تبقى وسيلة الردع الاكثر فاعلية حيال منظمي الارهاب وخصوصا في قطاع غزة حيث لا يستطيع الجيش الاسرائيلي الدخول للقيام بتوقيف» ناشطين، خلافا للضفة الغربية.
ويقول ابو احمد احد قادة سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد لوكالة فرانس برس ان «قرار تنفيذ عمليات استشهادية في المدن الصهيونية لا عودة عنه»، معتبرا ان «العمليات في المدن الصهيونية ستحرج السلطة لكنها تحقق ردعا للعدو ومستمرون بمحاولة توجيه العمليات».
من جهته، يؤكد داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد ان «الانفجار قادم في وجه الاحتلال قادم في الضفة الغربية بسبب فشل المشروع السياسي للسلطة ومنظمة التحرير وتغول اسرائيل». ويضيف ان «شعبنا سيفاجئ الجميع والفلسطينيين سيتحولون الى مشاريع شهادة لان اسرائيل تمعن في القتل».
وفي بيت لحم بالضفة الغربية اعتقلت اسرائيل نهاية كانون الاول خلية تتبع للجهاد الاسلامي تتهمها بالوقوف وراء هجوم في بيت يام قرب تل ابيب.
وعلق خالد البطش القيادي في الجهاد على اعتقال الخلية بقوله «كنا باركنا عملية بيت يام البطولية ولم نتبن العملية وقتها»، معتبرا ان «اعتقال اربعة مجاهدين ببيت لحم جاء في اطار مواصلة الاحتلال سياسة الاعتقال والتنكيل لكسر ارادة شعبنا ودفعه لليأس».
واكد تمسك حركته «بحق المقاومة بالرد على الاحتلال بصرف النظر عن ادعاءات العدو او قوته، من حق الفصائل والجهاد توجيه الضربات قدر المستطاع ما دام العدو يحتل ارضنا».وقال شهاب ان حركته «ستواصل تحريض الجماهير وتعبئتها للمواجهة القادمة مع الاحتلال واندلاع بانتفاضة جديدة بالضفة»، مشيرا الى «اصرار اجهزة السلطة على التنسيق الامني والاعتقالات بهدف ضرب المقاومة ومنع نشوء اي تشكيلات جديدة للمقاومة».
واعترف ابو احمد بان «المقاومة تلقت ضربات كثيرة في الضفة الغربية خاصة الاغتيالات في شمال الضفة وسبب عدم تصعيد المقاومة هو المتابعة والملاحقات الامنية من اجهزة السلطة والاعتقالات». لكن عدنان الضميري المتحدث باسم الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية ينفي اي اعتقالات «على خلفية سياسية»، معتبرا ان «التبرير الذي تسوغه الجهاد لا منطق له، لان الثائر لا يطلب اذنا من احد». واكد رمضان شلح امين عام الجهاد الاسلامي في كانون الاول الماضي «المقاومة على درجة عالية من الجهوزية». ويشرح القيادي في سرايا القدس ابو احمد «اعدنا بناء قدراتنا العسكرية واستطعنا تطوير الوحدة الصاروخية بشكل يوجع العدو وصواريخ تصل ابعد مما وصلته في حرب السماء الزرقاء (عمود السحاب)».وقال «لدينا مستوى عال من التسليح لضرب عمق الكيان الصهيوني وتوجيه رسائل تهدده ولدينا الاف المقاتلين يمتلكون خبرة وتدريبا خاصا، المعركة القادمة ستكون معركة اشباح لمواجهة العدو» في اشارة ضمنية الى انفاق تحفرها الحركة.
ويقر ابو احمد بان «اضرارا لحقت بالسرايا» بسبب تدمير واغلاق مصر لمئات الانفاق على الحدود مع غزة، لكنه يؤكد «تجاوزنا الضرر بالتصنيع المحلي وتطوير اسلحة حصلنا عليها من الخارج» دون تفاصيل.