سورية: النظام والمعارضة في غرفة واحدة
وكالة الناس – قال قيادي في ائتلاف المعارضة السورية إن “وفد المعارضة المفاوض في جنيف يستند الى تأييد أكثر من 70 في المائة من المقاتلين على الارض”، مؤكدا ان هؤلاء المقاتلين “سيستجيبون لمخرجات التفاوض اذا ما جرى التوصل إلى حل”.
واوضح الدكتور عبدالرحمن الحاج لـ”الغد” أن لقاء الوفدين جرى في قاعة واحدة بحضور المبعوث الاممي العربي الاخضر الابراهيمي، لافتا الى انه “تم التطرق أمس الى موضوع الاغاثة الانسانية خصوصا في حمص، التي اتفقت المعارضة مع مقاتليها على احترم وقف اطلاق النار وحماية قوات الاغاثة”.
واتهم الحاج وفد النظام بانه “كان غير جاد في بحث أي من هذه الموضوعات، اذ لم يحصل تقدم في اي منها”، لافتا الى ان “الهدف منها كان بناء الثقة، لكن النظام تهرب”، وقال انه في نهاية اللقاء قرر الأخضر الإبراهيمي، تخصيص مفاوضات اليوم لبحث سبل تطبيق جنيف1”.
وأكد ان وفد المعارضة يدرك تماما ان “وفد النظام يحاول الابقاء على شراء الوقت خلال المفاوضات، وسنعمل مع الدول الصديقة على الضغط عليه لإلزامه”.
واوضح الحاج أن وفد المعارضة ركز أمس بشكل خاص على المساعدات الإنسانية وضرورة فتح الطريق امام المنظمات الإنسانية على الأرض لكي تعمل جهدها لتخفف معاناة سكان بعض المناطق التي لا تصلها المساعدات منذ فترة والتي تعاني من وضع إنساني كارثي.
واضاف انه جرى كذلك “الحديث عن ظروف توزيع بعض المساعدات التي تمر عبر بعض الآليات غير النظيفة وبعض الموظفين الأمميين والمحليين، وطلب وفد المعارضة بالكشف عن هؤلاء ودفعهم لرفع ايديهم عن هذه المواد المخصصة للفئات الأكثر حاجة للمساعدة من الشعب السوري”.
واضاف ان وفد المعارضة طالب بان “توزع المساعدات بشكل عادل وعلى جميع المناطق دون إستثناء بغض النظر عن طبيعة مكوناتها القومية أو الطائفية، وأن لا يتم حرمان بعض المناطق منها لهذه الأسباب”.
وقال ان الوفد تطرق إلى ضرورة “تحرير جميع السجناء والمعتقلين السياسيين، وأن تقدم المعارضة قوائم بأسماء هؤلاء عبر المبعوث الأممي، الذي يعتبر هذه النقاط ممهدة لتحسين الأجواء لمقاربة الجهود المشتركة في تأسيس هيئة إنتقالية”.
وقال ان “الجبهة الاسلامية لا تشارك بممثل في مفاوضات جنيف، لكنها على علم بمجريات الأمور، وهنالك اتصال دائم معها لاطلاعها على كل المستجدات التفاوضية”، مؤكدا ان الوفد المفاوض يستند الى تاييد أكثر من 70 في المائة من المقاتلين على الارض، وهم سيستجيبون لمخرجات التفاوض اذا ما توصل الى حل”.
وشدد الحاج على أن “الإرادة الدولية هي التي جلبت الطرفين للمفاوضات، اما كيفية تنفيذ من يكون في الجسم الانتقالي فهو عمل سوري بحت”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشار الجعفري قوله “نحن هنا لحماية مصالح بلدنا والمضي قدما في الدفاع عن بلدنا”. واضاف ردا على سؤال حول شعوره بالتواجد في غرفة واحدة مع وفد المعارضة “لسنا هنا (…) لنتحدث بالعواطف. قد نكون نعض على جرحنا، لكننا جادون. لدينا تعليمات واضحة. أتينا بعقلية منفتحة وبنفسية ايجابية لاخراج البلد من هذا الوضع، وفق المصالح العليا السورية”.
وقال ان خطاب الابراهيمي “اقتصر على الاحاطة بتصوره للمفاوضات، وقد تحدث عن الاجراءات من ناحية الشكل. لم ندخل في اي تفصيل آخر، ولم يتم الاتفاق على شيء، ليس لاننا لا نريد الاتفاق بل لان الحوار لم يبدأ بعد”.
واضاف ان “اي حديث عن اتفاق هو قراءة مزاجية استنسابية، ولا اجندة اعمال بعد”.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض انس العبدة للصحافيين بعد انتهاء الجلسة ان “المشاعر كانت متداخلة… ليس سهلا علينا ان نجلس مع الوفد الذي يمثل القتلة في دمشق، الا اننا فعلنا ذلك في مصلحة الشعب السوري واطفال سورية ومستقبل سورية”.
واضاف “نحن متفائلون بحذر”.
واوضح العبدة ان الابراهيمي تكلم خلال الجلسة الصباحية عن “مبادىء التفاوض واهداف التفاوض وطبيعة التفاوض و(…) النتائج المتوقعة من المفاوضات”.
وأكد الابراهيمي، بحسب العبدة، ان “اساس هذه المفاوضات هو مبادرة جنيف-1، والهدف منها تطبيق بنود جنيف-1″، واشار الى ان “الطرفين موافقان على هذا الموضوع”.
كما نقل عن الابراهيمي، ان “هذا المؤتمر سياسي بامتياز ويجب الحديث فيه عن مستقبل سورية، عن هيئة الحكم الانتقالي، عن بناء سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وقال العبدة ان الائتلاف “اتفق مع الكتائب المقاتلة في حمص القديمة والوعر (حي في حمص) ان تحترم وقف اطلاق النار وتحمي قوات الاغاثة”، معتبرا ان التوصل الى اتفاق كهذا “سيكون بداية جيدة لهكذا مفاوضات”.
وتفرض القوات النظامية حصارا خانقا على بعض الاحياء داخل مدينة حمص التي ما تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، منذ نحو سنتين. وتعاني هذه المناطق من نقص فادح في الاغذية والادوية.