الكشف عن محاولات اغتيال نصر الله
وكالة الناس –
نشرت صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية السبت تقريراً مطولاً تحدثت فيه عن رجال الوحدة الخاصة المسؤولة عن حماية أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وقالت الصحيفة: ‘تحرص حماية نصر الله على الظهور بشكل مرتب وجميل، يلبسون اللباس الفاخر، وعددهم 150 رجلا مدربا بشكل جيد ويمتلكون من الخبرات العملية الكثير، وهم يعملون تحت غطاء جهاز أمن داخلي بقيادة وفيق صفا’.
وذكرت الصحيفة: ‘يرى الجمهور في العادة دائرة الحراسة القريبة من شخص حسن نصر الله والمكونة من حوالي 20 حارسا مدرباً وأصحاب خبرة واختصاص بقيادة أبو علي جواد، تم تدريبهم وإعدادهم خصيصا لهذه المهمة فيما ينتشر بقية أفراد القوة الخاصة الـ130 مقاتلا في دائرة الحماية الثانية المكونة من رجال الأمن الداخلي المسؤولين عن تقديم المساعدة العملياتية لقوة الحراسة في حال قرر نصر الله الظهور في قاعة أو ستاد رياضي حيث يعمل أفراد الدائرة الثانية كمراقبين وكحراس سريين وقناصة يعتلون أسطح المباني القريبة’.
وأضافت الصحيفة العبرية ‘لقد تم تعزيز وتكثيف الترتيبات الأمنية المحيطة بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد اغتيال أسامة بن لادن على يد قوة أمريكية خاصة في أيار 2011 حيث ادعت صحيفة ‘السياسة الكويتية على لسان من أسمتهم بالمسؤولين اللبنانيين الكبار بان نصر الله نقل مكانه السري من الضاحية الجنوبية في بيروت إلى مكان اخر فيما تم تعزيز إجراءات الحماية المحيطة به’.
وذكرت الصحيفة أن نصر الله نجا خلال حياته من عدة محاولات اغتيال حيث قيل بأن الأمن التابع لحزب الله أحبط عام 2004 محاولة اغتيال عبر تسميم طعامه، فيما فشلت جميع محاولات إسرائيل اغتيال نصر الله خلال حرب لبنان الثانية حين شنت غارات مدمرة وغير مسبوقة على منطقة برج البراجنة حيث اعتقدن بأنه موجود هناك.
واعتقل الحزب في نيسان 2006 شبكة خططت لاغتيال نصر الله عبر إطلاق صاروخ مضاد للدروع إسرائيلي الصنع من طراز ‘لاو’ على موكبه المتجه لحضور مؤتمر جماهيري أقيم في حارة حريك في قلب الضاحية الجنوبية، فيما شهد عام 2011 انفجارا ضخما استهدف أحد مباني الضاحية قيل حينها بأنه كان يهدف إلى اغتيال حسن نصر الله الذي كان مقررا أن يحضر إلى المكان ليلتقي بمسؤولين كبار في حزب الله.
وقالت الصحيفة إن نصر الله يقضي جل يومه في مكان سري وآمن خشية اغتياله، لكن لا بد وأن يتضمن جدول أعمال نصر الله اليومي لقاءات عمل مع شخصيات هامة في الحزب وأخرى خارجية على علاقة بعمل المكتب السياسي للحزب، إضافة لاجتماعات تتعلق بعمل اللجنة الأمنية في الحزب، فيما تجري غالبية اللقاءات المصورة والموثقة التي يجريها نصر الله مع شخصيات سياسية خارجية وأخرى لبنانية داخل مبان محمية أو داخل مكاتب حزب الله نفسه مثل مكتب المجلس السياسي في قلب الضاحية الجنوبية.
وأضافت: ‘يبدو أن خلية أمنية مكونة من 4 حراس مكثت بشكل دائم وثابت في مكان اختفاء نصر الله السري مسؤولة عن حمايته الشخصية وهي خلية متأقلمة مع روتين نصر الله اليومي ونمط حياته الخاص، ويبدو أن من أنشأ ملجأ نصر الله السري أخذ بعين الاعتبار أماكن مكوث وإقامة حراسه الشخصيين الذين اختصوا منذ سنوات طويلة بأداء هذه المهمة وهم معتادون على مرافقة نصر الله ليلا ونهارا دون ملل أو كلل أو أية التزامات أخرى غير مهمتهم تلك ويمتنعون عن ادارة نمط حياة عادي وطبيعي’.
وقالت الصحيفة إن المسؤول العسكري الأعلى لقوات حزب الله ورئيس الأجهزة الخاصة في الحزب مصطفى بدر الدين والمستشار لشؤون الاستخبارات خليل حرب والمسؤول عن العلاقات الخارجية ورئيس الأمن المركزي وفيق صفا ورئيس طاقم الحماية الثابتة والملاصقة ابو علي جواد، وكما يبدو رئيس المجلس التنفيذي للحزب صفي الدين مسؤولون مباشرة عن ترتيبات حماية نصر الله.
وتقول الصحيفة أنه في أحد العروض الأكثر دراماتيكية من نصر الله، ظهوره بشكل مفاجئ خلال إحياء عاشوراء في يونيو 2011، وذلك وسط آلاف من الجماهير التي احتشدت في بيروت حينها، ولكنهم لم يعدوا أنفسهم لحظة لظهور نصر الله وجها لوجه، حيث لم يكن يظهر منذ نهاية حرب لبنان 2006 تخوفا من أي هجوم إسرائيلي.
وتشير الصحيفة إلى أن آخر ظهور علني كان لنصر الله أمام الجماهير، في عام 2008 لدى استقباله الأسير سمير القنطار الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى، مبينةً أنه ظهر تحت حراسة مشددة جدا وتحدث لفترة وجيزة وقد وصل لمكان الاحتفال وغادر عبر شبكة نفق تربط القبو مع أحد الشوارع المطلة على ساحة المهرجان.
وقال القائد السابق للوحدة الخاصة المعروفة باسم ‘يهلوم’ ورئيس وحدة حماية الشخصيات التابعة لهيئة الأركان العامة عتي شيلح للصحيفة: ‘أن فترة ظهور وانكشاف نصر الله للعامة يتم تحديدها وفقا لطبيعة المناسبة واستنادا للمعلومات الاستخبارية المتعلقة بالمخاطر المتوقعة في تلك اللحظة وتتميز حالات ظهور نصر الله العلني بأنها تتم ضمن مناسبات وأحداث تجري داخل قاعات مغلقة أو أماكن مفتوحة يتخذ فيها استعدادات وتجهيزات خاصة تلعب دورا هامة أيضا في تحديد فترة ظهوره التي تتراوح بين عدة دقائق وساعة كاملة’.
وأضاف ‘ويكون في مثل هذه الحالات طاقم الحراسة في أفضل حالات الاستعداد والتأهب وهناك صورا غير جيدة تظهر نصر الله وحراسة وقد اجتاحهم العرق ليس فقط بسبب السترة الثقيلة الواقية من الرصاص بل أيضا بسبب ضغط الحدث وشد الأعصاب خاصة وأن التهديدات التي يواجهها نصر الله هي تهديدات على مستوى دول مثل إسرائيل والسعودية وحتى الولايات المتحدة وأضيف لهؤلاء في الفترة الأخيرة أعداء من الداخل اللبناني يتمثل بالمجموعات الجهادية المدعومة من القاعدة ومجموعات المعارضة السورية لذلك فإن مهمة حمايته ليست بالأمر السهل’.