0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

لبنان تشيع «شطح» وسط تدابير أمنية مشددة

 شيع لبنان امس الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق والمقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اغتيل الجمعة في تفجير كبير في وسط بيروت.
وافادت وسائل اعلام ان جثماني شطح (62 عاما) ومرافقه الشاب طارق بدر (26 عاما) وصلا الى مسجد محمد الامين حيث تم الصلاة عن راحة نفسيهما.  
وقد نقل جثمان شطح في موكب تقدمه دراجون من قوى الامن الداخلي من مستشفى الجامعة الاميركية في غرب العاصمة، وجثمان بدر من مستشفى كليمنصو.
واستقبل الجثمانان بالدموع وصرخات «لا اله الا الله والشهيد حبيب الله».
ووقف نجلا شطح قرب نعشه وذرفا دموعا غزيرة، بينما وضعا كل منهما يدا على النعش. بينما جلست زوجته مع النساء في جانب آخر من المسجد. وبدا التأثر واضحا على الحضور.
وكان وصل في وقت سابق الى المسجد اركان قوى 14 آذار وبينهم قياديو تيار المستقبل الذي ينتمي اليه شطح ويراسه سعد الحريري، وابرزهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بالاضافة الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نادرا ما يتنقل بسبب التهديدات الامنية.
وفور دخول الجثمانين الى المسجد، ارتفعت انشودة تتضمن كلاما مقتبسا من النشيد الوطني اللبناني «كلنا للوطن». ثم بدات تلاوة آيات قرآنية. واتخذت القوى الامنية اللبنانية تدابير مشددة.
وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس العديد من الآليات العسكرية والجنود في شوارع العاصمة، بينما اقفل محيط المسجد والضريح امام حركة مرور السيارات.
وعرف محمد شطح بخطابه الهادىء ووصفه حلفاؤه وخصومه بانه «رجل الحوار».
وسيوارى شطح الثرى الى جوار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي قتل العام 2005، بالقرب من مسجد محمد الامين.
ويضم الضريح ايضا مرافقي الحريري الذين قتلوا معه وجثمان المسؤول الامني الكبير اللواء وسام الحسن المقرب من تيار المستقبل الذي قتل في عملية تفجير في الاشرفية في شرق بيروت في تشرين الثاني 2012.
ووجهت قوى 14 آذار الاتهام في هذه الجريمة الجديدة الى دمشق وحليفها حزب الله.
وتسبب انفجار الجمعة الذي وقع على بعد مئات الامتار من مكان التشييع وتم بسيارة مفخخة، بمقتل خمسة اشخاص غير شطح ومرافقه.
وشغل شطح المتحدر من مدينة طرابلس مناصب وزير المالية وسفير لبنان في واشنطن ومسؤوليات عدة في صندوق النقد الدولي.
من جهة اخرى اعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس ان السعودية قررت تقديم مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني، هي الاكبر في تاريخه، تقوم على شراء الاسلحة من فرنسا.
وقال سليمان «قرر خادم الحرمين الشريفين تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار مخصصة للجيش اللبناني لتقوية قدراته وهي ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة تتناسب مع حاجاته وتطلعاته».
واوضح سليمان خلال كلمته المتلفزة من القصر الجمهوري في بعبدا، ان «هذا الدعم هو الاكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني، وهو يكفي لتمكين الجيش من تنفيذ مهامه».
ونقل الرئيس اللبناني عن الملك السعودي قوله ان «شراء الاسلحة سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين».
ويعاني الجيش اللبناني من نقص في التسليح لا سيما لجهة السلاح الحديث. وتقتصر اسلحته على ناقلات جند مدرعة اميركية الصنع ودبابات سوفياتية ومدافع ميدانية، اضافة الى بعض المروحيات المخصصة للنقل.
من جهتها هددت اسرائيل امس برد اقسى ضد لبنان في حال وقوع استفزازات جديدة، بعد اطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه اسرائيل التي ردت بقصف منطقة حدودية لبنانية بحوالى عشرين قذيفة.
وكانت الاذاعة العامة الاسرائيلية اعلنت ان قذيفة اطلقت من جنوب لبنان انفجرت صباح امس في شمال اسرائيل بدون ان تؤدي الى اضرار او ضحايا. وقالت الاذاعة انه قد يكون صاروخا انفجر في حقل بالقرب من مدينة كريات.
وبعيد ذلك، اعلن مصدر امني لبناني ان «حوالى عشرين قذيفة سقطت على منطقة العرقوب الحدودية في جنوب لبنان مصدرها الجانب الاسرائيلي، بعد وقت قصير من اطلاق صواريخ من الجنوب في اتجاه اسرائيل».
وقال وزير الحرب الاسرائيلي موشي يعالون في بيان «لن نسمح باطلاق قذائف من لبنان على اراضينا (…) ونعتبر الحكومة اللبنانية وجيشها مسؤولين عن اطلاق (هذه القذائف) «.
وحذر يعالون من ان «الجيش الاسرائيلي رد باطلاق صواريخ بكثافة على القطاع الذي اطلقت منه القذائف، وفي حال الضرورة سيتحرك بشكل اقسى».
وتابع «لا انصح احدا باختبار صبرنا وتصميمنا على الدفاع عن السكان الاسرائيليين».
من جهته، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله اللبناني الشيعي بالوقوف وراء اطلاق الصواريخ.
وقال نتانياهو في بيان ان «حزب الله ينشر آلاف القذائف والصواريخ بين المدنيين ويرتكب بذلك جريمة حرب مزدوجة برعاية الحكومة اللبنانية وجيشها اللذين لا يفعلان شيئا».
واضاف «نعرف ان ايران التي تواصل مساعدة الحكومة السورية على ارتكاب مجازر ضد شعبها وعلى تسليح منظمات ارهابية في الخارج، تقف وراء حزب الله».
واوضح مصدر عسكري لبناني ان احد الصواريخ التي اطلقت نحو اسرائيل «وهو من طراز كاتيوشا، كان مصدره منطقة راشيا الفخار، وسقط في بلدة سردا بالقرب من الوزاني» المقابل لكريات شمونة الاسرائيلية.
واكد الجيش الاسرائيلي انه رد باطلاق قذائف على انطلاق صواريخ من لبنان، وانه «استهدف القطاع الذي اطلقت منه» الصواريخ، موضحا ان هذه انفجرت غرب كريات شمونة.
وسقطت القذائف والصواريخ في الجانبين في مناطق غير مأهولة من دون ان تتسبب بوقوع اصابات.
وقال اندريا تيننتي، الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) المنتشرة في النطقة الحدودية، للوكالة الوطنية للاعلام ان «اليونيفيل تتابع الوضع ميدانيا على الارض، وان القائد العام الجنرال باولو سييرا يجري اتصالات مع الطرفين».