عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

«البراميل المتفجرة» تحول حلب الى «جحيم»

 سقط نحو 70 قتيلا وعشرات الجرحى في اليوم الثامن من القصف الجوي على مدينة حلب وريفها. واشارالمرصد السوري لحقوق الانسان الى «قصف بالبراميل المتفجرة على اوتستراد مساكن هنانو الحيدرية قرب سوق الجمعة ومناطق في احياء الصاخور والاحمدية وبعيدين وارض الحمرا» في المدينة.

وتحدث مركز حلب الاعلامي عن «مجزرة على أوتستراد مساكن هنانو»، مشيرا الى ان «البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (بولمن) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام». وقال المركز في بريد الكتروني ان «حريقا اندلع في عدد من السيارات وعمدت طواقم الدفاع المدني الى اطفائها». واشار الى ان «المستشفيات غصت بالمصابين»، فيما «تعذر معرفة الحصيلة النهائية» للقتلى «في ظل قصف جوي مستمر على أحياء متفرقة من حلب».

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «تمكن المرصد من توثيق مقتل 25 شخصا على الاقل بينهم ستة اطفال في حي مساكن هنانو نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة «.

وبث مركز حلب الاعلامي شريط فيديو يظهر صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق. واظهر شريط آخر عددا كبيرا من السيارات المتفحمة والشاحنات التي استحال بعضها كتلا من المعدن، مع الدخان يتصاعد من بعضها اضافة الى مبنى منهار في حي الحيدرية مع الركام والحجارة وقطع المعدن متناثرة في الشارع العام حيث ظهرت ايضا آثار دماء، وسط ذهول واضح على وجوه عدد من الاشخاص المتجمعين في المكان.

كما اظهر شريط ثالث عملية انتشال القتلى من بين انقاض المبنى على وقع صراخ المتجمعين «الله اكبر». وعمل رجال اعتمروا خوذات بيضاء على وضع الجثث على حمالات بينما كان اشخاص آخرون بلباس مدني ينقلونها من المكان، واصوات تصرخ مطالبة بفتح طريق.

وقال المرصد ان رجلا وابنه قتلا في الاتارب في ريف حلب في قصف جوي، وثلاثة اشخاص هم رجل وسيدة وفتى من عائلة واحدة في مارع بالطريقة نفسها. وذكر ناشطون ان القصف على مارع اصاب مكانا قريبا من احدى المدارس. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن «حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد» في ريف حلب بسبب استمرار القصف «بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي».

من جانبه، ذكر «مجلس محافظة حلب الحرة» ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع «ما أدى الى اصابة اربعين طالبا بجروح»، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة واصيب آخرون. واصدر المجلس الذي يتولى ادارة شؤون المواطنين في المنطقة الخالية من المؤسسات الحكومية بيانا اعلن فيه اقفال المدراس في منطقة حلب.وجاء في البيان «بسبب القصف الممنهج والمقصود من قبل قوات النظام، والذي راح ضحيته عدد كبير من الطلاب والمدرسين بين شهيد وجريح، يعلن توقيف الدوام الرسمي في المدراس بالمناطق المحررة لمدة اسبوع». وطالب المجلس «المنظمات الدولية واليونيسف بتحمل المسؤولية تجاه تدهور الوضع الإنساني والأمني عموما والواقع التعليمي خصوصا».

في غضون ذلك، اسفر انفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة في بلدة بريف حمص، عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل، بينهم ستة تلامذة.وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل ثمانية اشخاص هم ستة تلامذة مدرسة وموظفان «في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي». واشارت الى «اصابة 34 مواطنا غالبيتهم من التلاميذ والكادر الاداري والتعليمي في المدارس الموجودة ضمن التجمع، اضافة الى الحاق أضرار مادية كبيرة بمباني المدارس وبناها التحتية».واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الخبر، مشيرا الى ان بلدة ام العمد تضم سكانا ينتمون الى الطائفة الشيعية. واورد من جهته حصيلة من 12 قتيلا.

على جبهات القتال الاخرى، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة جرت بين قوات المعارضة والقوات النظامية عند حاجز الحماميات بريف حماة، وأكدوا سقوط  قتلى وجرحى من الجانبين. وأفاد الناشطون بأن  قوات النظام قامت بقصف عشوائي على المنازل من الحواجز الموجودة في ريف حماة الشمالي.

بدورها، قالت شبكة شام الإخبارية إن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي تدور على الحاجز الشمالي في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا وسط قصف يستهدف المنطقة. وفي درعا أيضا، قصفت قوات النظام السوري أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت معظم الأحياء المحررة بمدينة دير الزور لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وعلى محور دمشق، دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والقوات النظامية في  منطقة جوبرة الشريباتي (جنوب ادمشق)، فيما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي الصالحية وسط العاصمة، في حين استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة عدرا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية ومنطقة ريما بجبال القلمون في ريف دمشق.

في ادلب، نفذ الطيران الحربي غارة جوية على المنطقة الحرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب ما ذكر المرصد السوري، ما تسبب بـ»سقوط جرحى واحتراق سيارتين واغلاق المعبر بشكل كامل من الجانب التركي».

ومع مسلسل القتل والدمار المتصاعد، وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء جديدا للسماح لها بالوصول الى ضحايا النزاع الذي يترك تداعيات مؤلمة على ملايين السوريين وبينهم خمسمئة الف جريح. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس ان هناك نصف مليون جريح في سوريا يفتقد العديد منهم الى العلاجات الاساسية، مشيرة الى «صعوبة فائقة» في ايصال المساعدات الى الناس في سوريا.ونقلت اللجنة في بيان صدر عنها عن رئيس بعثتها في سوريا ماغني بارث ان «حصيلة القتلى ترتفع. … هناك نصف مليون جريح تقريبا في كل انحاء سوريا والملايين لا يزالون نازحين وعشرات الالاف معتقلين». وتابع ان «الامدادات بالغذاء والحاجات الاخرى الاساسية تنفد بشكل خطير، لا سيما في المناطق المحاصرة». واشار بارث الى ان «شرائح واسعة من السكان، لا سيما في مناطق متأثرة مباشرة بالقتال بما فيها شرق حلب، تعاني من نقص في العناية الطبية». ودعا البيان «كل الاطراف في سوريا الى تطبيق القانون الانساني الدولي». وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيانها ان 32 متطوعا في الهلال الاحمر السوري قتلوا خلال النزاع.