«محرقة» بـ« البراميل المتفجرة» تحصد 76 قتيلا في حلب
اعلن المرصد السوري لحقوق الانسانامس ان حصيلة القصف الجوي الذي استهدف الاحد احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب، ارتفع الى 76 شخصا بينهم 28 طفلا.
وقال المرصد «ارتفع عدد الشهداء الذين قضوا اثر القصف بالبراميل المتفجرة على احياء في مدينة حلب الى 76 هم 28 طفلا دون سن الـ18 واربع سيدات وشاب و43 رجلا». ولم يحدد المرصد ما اذا كان من بين القتلى الرجال مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد.
وكان المرصد افاد في حصيلة غير نهائية الاحد عن مقتل 36 شخصا بينهم 15 طفلا في القصف الذي طاول ستة أحياء على الاقل، ابرزها الحيدرية والصاخور وارض الحمرا في شمال شرق حلب.
وافاد مسؤولون في مستشفيات ميدانية إن أكثر من 300 شخص أصيبوا في عمليات القصف، مشيريين إلى صعوبات تواجه عمليات الإنقاذ في ظل العاصفة الثلجية التي تجتاح المنطقة. مؤكدين أن فرق الإنقاذ لا تتمكن من الوصول إلى أماكن سقوط الضحايا، لا سيما مع انهيار بنايات كاملة على رؤوس قاطنيها.
وقالت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني فجر امس ان قوات النظام شنت «حملة شرسة على حلب المحررة (في اشارة الى الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون)، حيث قصف الطيران الحربي معظم أحيائها بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية».
من جهته، افاد مركز حلب الاعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الاعلاميين، ان القصف كان «غير مسبوق». وبث ناشطون على شبكة الانترنت اشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دمارا كبيرا في احياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وافراد على رفع الانقاض بحثا عن ناجين او قتلى. كما اظهرت الاشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على اخماد النيران.
في المقابل، استهدف الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية بصواريخ محلية الصنع مقرات قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، في حين قصفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة بلدة دير حافر، كما تعرضت بلدة بيانون لقصف بالمدفعية الثقيلة، أسفر عن تهدم عدد من المباني السكنية.وأفادت شبكة «مسار» للتقارير والدراسات بأن اشتباكات اندلعت في محيط اللواء 80 بحلب، وأن الثوار فجروا مبنى عسكريا تابعا لقوات النظام في حي الشيخ مقصود وقتلوا عشرة منها.
وعلى محاور القتال الاخرى، افاد ناشطون إن جرحى سقطوا غارات على مدينة الضمير في ريف دمشق. في حين ذكرت شبكة «شام» أن قوات النظام استهدفت بالمدفعية مخيم اليرموك وحي القدم في دمشق، ومدينة يبرود في منطقة القلمون.
وفي حماة ، أعلن مركزها الإعلامي سيطرة الثوار على قرى العصافرة والبرغوثية في الريف الشرقي بعد معارك ضارية خاضها الثوار هناك.
من جهة ثانية، قال ناشطون إن كتائب الثوار أسرت أربعة عناصر من «مليشيا أبو الفضل العباس» في اشتباكات بمنطقة العتيبة بريف دمشق، وقتلوا خمسة عناصر من قوات النظام خلال محاولتهم التسلل إلى مدينة عدرا. وقال المرصد في وقت سابق إن القوات النظامية حققت «تقدما طفيفا» في حملتها العسكرية التي بدأتها قبل يومين لطرد مقاتلي المعارضة من عدرا.
في غضون ذلك، تطلق الأمم المتحدة حملة تتضمن أكبر نداء إنساني على الإطلاق لإغاثة الشعب السوري، تستهدف جمع معونات من المقرر أن يوجه معظمها إلى ملايين المتضررين من الازمة السورية.وقالت مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس في تصريحات صحفية، إن اللاجئين السوريين يشعرون بأن العالم لم يتفهم مأساتهم ولم يتحد لمساعدتهم.
وقالت آموس إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا «هي إحدى أكبر الأزمات في التاريخ الحديث»، مشيرة الى ان «هذا النداء العاجل اليوم وهو الاكبر منذ الازمة السورية، يهدف إلى مساعدة السوريين المحتاجين داخل بلادهم وأكثر من مليوني سوري أجبروا على الفرار إلى الدول المجاورة».
على صعيد منفصل، اعلن رئيس الحكومة الكرواتية زوران ميلانوفيتش ان الاسلحة الكيميائية السورية لن تمر عبر المرافىء الكرواتية قبل تدميرها في البحر ولكن على ما يبدو عبر مرفأ ايطالي.
وقال لوكالة الانباء الكرواتية هينا «بالرغم من ان كرواتيا مستعدة للقيام بذلك» ولكن الاسلحة الكيميائية السورية لن تمر عبر سفن تنقلها في مرافىء هذا البلد لان زغرب «استشيرت مؤخرا».
واضاف ان «ايطاليا وافقت على ان يتم ذلك في مكان ما على اراضيها».
يشار الى ان سفينتين دنماركية ونروجية تنتظران في قبرص الحصول على الضوء الاخضر كي تقومان بمواكبة سفيتني شحن الى ميناء اللاذقية السوري حيث سيتم تحميلهما بحاويات وضعت فيها العناصر الكيميائية التي يجب، حسب خريطة طريق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ان تغادر سوريا قبل 31 الشهر الحالي.
سياسيا، اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس بشارالأسد بإطلاق وتغذية ما وصفه بوحش التطرف ليظهر للعالم أنه الخيار الأفضل مقارنة بالمتشددين، كما اتهم كيري الأسد بتأجيج الصراع الطائفي والاقتتال بين صفوف المعارضة التي كانت موحدة لفترة طويلة.
كما أعرب كيري عن ثقته في إمكانية أن تتحد المعارضة السورية المعتدلة مرة أخرى بعد أن ظلت موحدة لفترة طويلة.
وقال كيري في وقت سابق إن الولايات المتحدة الأميركية تقيم الأوضاع على الأرض في سوريا، خاصة بعد سيطرة الجماعات الاسلامية على مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري الحر، علقت واشنطن على إثرها بعض المساعدات العسكرية، وحذت حذوها بريطانيا، الأمر الذي أبدت فرنسا استغرابها منه.
ورغم ذلك، أكد كيري أن بلاده تثق في الجيش الحر وفي اللواء سليم إدريس وستقوم بتدعيم الجيش الحر، في حين وصف الائتلاف السوري تعليق المساعدات بأنه متسرع.