لماذا زار الملك بروكسل ؟
وكالة الناس – –
كشف المحلل الاستراتيجي البارز الدكتور عامر السبايلة ان زيارة الملك الى العاصمة البلجيكية بروكسل جاءت لتدارك وصول ملف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة ، الى عاصمة الاتحاد الاوروبي، خلال زيارة كيري لبروكسل، قبيل توجهه للقاء نتنياهو وعباس.
واوضح السبايلة في تحليل نشرته صحيفة رأي اليوم الالكترونية، السبت، ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري أصر في زيارته الاخيرة الى بروكسل على التركيز على اهمية دور الاتحاد الاوروبي في صناعة القرار الدولي ، بدءاً من تبعات الاتفاق النووي مع ايران مروراً بملف مكافحة الارهاب و الحل السياسي في سوريا و انتهاءً بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
ورأى السبايلة ان الملك اظهر في مجمل مفرداته خلال الزيارة حجم التوجس الأردني من شكل الحل و الاصرار الأردني على تبني خيار الدولتين، لتدارك اثار وصول الرغبة الامريكية لايجاد ‘حل عملي’ للقضية الفلسطينية.
وتاليا نص ما جاء في تحليل السبايلة:
أصر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارته الأخيرة للعاصمة البلجيكية بروكسل على التركيز على أهمية دور الاتحاد الأوروبي الذي وصفهم كيري بالشركاء الأوروبيين في صناعة القرار الدولي.
الوزير الأمريكي إستخدم مصطلح العلاقات الراسخة عندما وصف العلاقات الأمريكية- الأوروبية في اشارة الى عدم تأثر هذه العلاقة بالمتغيرات الأمريكية الأخيرة.
زيارة الوزير الأمريكي لم تقتصر فقط على الحلفاء الأوروبيين بل أيضاً على قيادات حلف شمال الأطلسي.
الملفت للنظر أن الاصرار الأمريكي على اظهار عمق هذه العلاقات يأتي على خلفية حالة البرود الناتج عن الصدع في العلاقة مع أهم لاعب أوروبي “ألمانيا” على خلفية فضيحة التجسس الأخيرة.
المهم أن جدول أعمال الزيارة احتوى على نقاط متعددة, بدءاً من تبعات الاتفاق النووي مع ايران مروراً بملف مكافحة الارهاب و الحل السياسي في سوريا و انتهاءً بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
الحقيقة أن وصول الرغبة الأمريكية بضرورة ايجاد حل عملي للقضية الفلسطينية الى عاصمة الاتحاد الأوروبي استدعى تبني الأردن لمحاولات تدارك آثار الوصول الى هذه المرحلة و التي تمثلت بزيارة الملك عبد الله الثاني الى بروكسل حيث ظهر جلياً في مجمل مفردات الملك عبد الله حجم التوجس الأردني من شكل الحل و الاصرار الأردني على تبني خيار الدولتين.
من بروكسل توجه وزير الخارجية الأمريكي الى المنطقة للقاء نيتنياهو و عباس. أزمة الادارة الأمريكية المعمقة مع نيتنياهو بدأت بالظهور على السطح. الرهان الأمريكي اليوم على مرحلة ما بعد نيتنياهو, حتى لو كان الخيار القادم وزير الخارجية ليبرمان.
المقربون من الادارة الأمريكية يستشعرون الرغبة الأمريكية بالتقارب المبكر مع ليبرمان بحيث يتم عزل فتيل توظيف ليبرمان من قبل نيتنياهو مستقبلاً. على الصعيد الفلسطيني يبدو أن ادارة أبو مازن هي الأخرى تظهر ضعفاً موضوعياً في التعامل مع طبيعة الرؤية الأمريكية و الذي يعني منطقياً البحث عن شريك أقوى في أروقة السلطة قادر على ترجمة الرؤية الأمريكية و اقتناص الفرصة التاريخية للحل.
كثير من المراقبين استشعروا النشاط الواضح لمطبخ بروكسل و الذي بدأ يتفاعل من زاويتي الاتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي.
التفاعل الأمريكي مع تبعات الاتفاق النووي الايراني تظهر تجلياته في زوايا متعددة في المنطقة, أهمها الازدياد الواضح في موجات الارهاب في سوريا و العراق و مصر و لبنان, و مؤخراً الدخول في دائرة الاغتيالات و التصفيات الجسدية و التي قد تزداد نظراً لتقاطب المصالح السياسية و الاستخبارية بين كثير من الاطراف الأمر الذي وضع حزب الله منطقياً في دائرة الاستهداف الأكبر.
رسالة أخرى من مطبخ بروكسل سيحملها نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للبحرين أليكساندر فيشربو و الذي سيشارك في “حوار البحرين” الذي ينظمه المركز العالمي للدراسات الاستراتيجية في المنامة.
لقاءات متعددة مع المسئولين البحرينيين ستكون على أجندة نائب الأمين العام. أغلب المحللين يعتبرون أن كثير من المعطيات الناتجة عن الرؤية الأمريكية الجديدة تشير الى ضرورة انهاء الملف البحريني العالق. لهذا فان موضوع الواقع الاستراتيجي البحريني باعتبارها نقطة التوازنات الاستراتيجية مع ايران في الخليج قد يتم التعامل معها بشكل مغاير عن المعهود الا أنها بلا شك وفقاً للرؤية الأمريكية أيضاً يجب أن تمر عبر بوابة حلف شمال الأطلسي.