سليمان يكشف أسرار لقاء العاهل السعودي مع كيري
وكالة الناس – كشف السفير السوري في الأردن الدكتور بهجت سليمان أسرار لقاء ملك آل سعود عبد الله مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والذي جرى في الرياض بأرض الحجاز , وفي التفاصيل :
في زيارته الأخير للمنطقة 17/11/2013 قرر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أن تأتي زيارته للملكة السعودية بعد زيارة مصر في إشارة واضحة للقيادة السعودية أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست معارضة للقيادة الجديدة في مصر وأنها تتعامل مع القيادة الجديدة وفق سياسة العلاقات المميزة والزيارات المتبادلة ولن تفرض عليها أي مقاطعة كما يصور داخل المملكة العربية السعودية وكأن الولايات المتحدة تعارض النظام الجديد لصالح الإخوان المسلمين. وفور وصوله إلى السعودية حيث كان في استقباله الوزير سعود الفيصل وزير الخارجية اصطحبه من المطار للقاء جلالة الملك عبد الله. حديث الملك عبد الله بن عبد العزيز “الحضور من الجانب السعودي ولي العهد الأمير سلمان والأمير سعود والأمير مقرن والسفير السعودي لدى أمريكا ومستشارين وقد استبعد الأمير بندر من اللقاء بطلب من جون كيري”.
1) اللقاء منذ بدايته كان حاداً حيث بدءه الملك عبد الله بعد الترحيب بكيري بانتقاد ومهاجمة موقف الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الجديدة في المنطقة حيث قال لكيري أن ثقته وثقة القيادة السعودية قد اهتزت بالولايات المتحدة الأمريكية بدءاً من ما حصل في مصر حيث أن الأمريكان لم يكونوا موفقين بسياستهم اتجاه مصر وباعوا مبكراً حليفاً مهما واستراتيجيا في مصر (أي حسني مبارك) ولم يتجاوبوا مع المساعي السعودية منذ البداية بامتصاص وتهدئة الأوضاع الداخلية في مصر بل كانت مواقفهم مؤشراً واضحاً لزيادة انتفاضة الشعب المصري ضد مبارك.
2) إن أمريكا لم تكتفي بذلك بل كانت حريصة وداعمة لمجيء الإخوان المسلمين إلى مصر وهم خطر استراتيجي داهم على منطقة الخليج، وكنا قد تقدمنا لكم في دول مجلس التعاون الخليجي بمبادرة لإطالة فترة حكم المجلس العسكري في مصر حتى تستقر وتهدأ الأمور وقبل إجراء أي عملية انتخابية في مصر ولكن للأسف كان هناك إصرار أمريكي على سرعة إنهاء المجلس العسكري وإجراء انتخابات مع أن كل المؤشرات كانت واضحة أن الإخوان المسلمين كونهم تنظيم قديم ومنظم في مصر هم من سيفوز بهذه الانتخابات.
3) وحذرناكم من أنه عندما يستلم الإخوان المسلمين الحكم في مصر وهي أكبر دولة عربية والقوة الأساسية فإن هذا سيقود إلى تغيير شامل في المنطقة ولكن مرة أخرى للأسف لم تتجاوبوا معنا ولم تعيروا وجهة نظرنا أي اهتمام.
4) وتسلسلت وتواصلت الأحداث في مصر وفي البداية قلتم لنا أنكم مع الشعب المصري ضد مبارك وأنتم مع خيار الشعوب ولكن عندما اسقط الشعب المصري نفسه مرسي وخيار الإخوان المسلمين أصبحتم ضد خيار الشعب المصري ووقفتم إلى جانب الإخوان ومرسي تحت عنوان أن مرسي قد انتخب من الشعب المصري وتغافلتم عن الأعداد الهائلة والملايين من أبناء الشعب المصري الذين نزولوا إلى الشوارع بأضعاف مضاعفة لمن انتخب مرسي. ( الملك عبد الله واصل حديثه وان كان بين الفترة والأخرى يقوم الأمير سعود الفيصل بتذكيره ببعض القضايا ).
5) وقال أن السعودية قد تعرضت لصدمة كبيرة شبيهة بالبركان والزلزال من مواقف الولايات المتحدة المترددة والمتناقضة في المنطقة ففي الوقت الذي كنتم تعدون العدة لمناصرة وانصاف الشعب السوري نفاجىء في المملكة أن مفاوضات تجري مع قيادة هذا النظام وعبر إيران وروسيا ولتنتهي هذه الحملة بنصر كبير لبشار الأسد ونظامه ونحن آخر من يعلم.
6) وصلتنا معلومات مسبقة أن إيران والولايات المتحدة قد بدأت حوارات معمقة تتعلق بشأن المنطقة وعندما كنا نستفسر منكم كنتم تجيبوننا بأن ذلك حديث إعلام ولا يوجد أي شيء جدي وموقفنا اتجاه إيران ما زال بأنه نظام إرهابي يأوي كل حركات الإرهاب في المنطقة لنفاجأ مرة أخرى بأن اتفاقاً أمريكيا إيرانياً قريباً من الإنجاز وللأسف كانت بعض الدول الأوروبية تسألنا معتقدة بأننا طرف أساسي فيما يجري ولكن لم نكن على علم بذلك.
7) أريد أن أستوضح من الوزير، هل أصبحت السعودية خارج تحالف الولايات المتحدة الأمريكية؟! هل أصبحت دول الخليج عبئاً على الولايات المتحدة؟ نريد منكم يا معالي الوزير أن تضعونا بصورة ما يجري ووجهة نظركم الآن اتجاه المنطقة هل نحن ما زلنا حلفاء أم أدوات؟! كلي أمل أن أستمع لوجهة نظرك ولماذا لم يكن الموقف الأمريكي حاسماً وحاداً في سوريا كما كان في مصر في عهد مبارك.
8) حديث جون كيري • كيري بدء حديثه شاكراً الملك عبد الله على استضافته ولقائه وقال أنه في غاية السرور والراحة بما تكلم به الملك عبد الله وأنه على قناعة بأن لا خلاف أمريكي سعودي على الإطلاق وإن كان هناك بعض الإختلاف في التكتيكات إلا أن الإستراتيجيات بين الطرفين ثابتة وأن الحوار الذي يجري الآن سيكون مفيداً وبناءاً وأنا كما كنت حريصاً أن استمع لكم يا جلالة الملك وأني حريص أن تستمعوا لي.
9) ولننطلق من نقطة البداية، الموقف الذي اعتبرتموه بداية تغيير في مواقف الولايات المتحدة اتجاه حلفاؤها إن هذا بالمطلق ليس صحيحاً وكنتم يا جلالة الملك طرفاً أساسياً منذ البداية بيننا وبين نظام مبارك. الوزيرة كلينتون التي سبقتني في هذا المنصب كانت تضعكم بصورة الأحداث أولاً بأول نحن لم نتخلى عن مبارك ولم نبعه كما قلتم جلالتكم. الأحداث بدأت في مصر وكانت كل التقديرات التي تصلنا من الدولة المصرية تقلل من أهمية الأحداث وذكرَّونا في هذه التقارير بأحداث انتفاضة 78 – 79 أيام السادات وكيف كانت مصر قادرة على احتوائها وكان المصريون يقولون لنا إنه لا مكان للمقارنة بين الانتفاضتين الأولى أكبر بكثير مما يجري الآن ونحن قادرون على احتواء ما يجري وبسرعة. باركنا الجهد المصري وأيدناهم واقترحنا عليهم التقليل من القمع والتجاوب مع الحد الأدنى من المطالب المطروحة قدر الإمكان وللمصادفة كان الفريق سامي عنان رئيس الأركان المصري السابق يقوم بزيارتنا وخضنا معه حواراً وزودناه ببعض الاقتراحات لسرعة خروج مصر من هذه الأزمة. وعندما غادر عنان مصر رافقه على متن الطائرة نفسها وفد أمريكي كبير من قيادة البنتاجون ووزارة الخارجية والس آي إيه حيث شكلنا خلية أزمة يجب أن يكون مقرها القاهرة لتكون على قرب من الأحداث. وسافر الوفد الأمريكي إلى مصر لمساعدة النظام هناك وكنا من خلال هذا الوفد نتقدم إلى الرئيس مبارك وإدارته يومياً وساعة بساعة ودقيقة بدقيقة اقتراحات ومبادرات وتوجيهات للخروج من هذا المأزق إلا أنه وللأسف أن مبارك كان يتجاوب معنا في بادئ الأمر ولكن بعد ساعات يتخلى عما اتفقنا عليه.