سياسسات وزير التعليم المصري هل تقضى على الفساد أم تصله؟

لا نزال نسمع يوميا من مختلف المسؤولين الحكوميين عن سياستهم في التغيير والإصلاح والنهوض بالبلاد عبر كلماتهم المنمقة والمعسولة التي لا تجد صدى عند غالبية المواطنين الذين كفروا بالوعود والمهدئات التي تخدرهم بها كلمات أصحاب المناصب العليا والكراسي الوزارية في ظل الحكومات ذات الأيدي المرتعشة منذ إندلاع ثورة يناير دون تغيير يذكر أو إصلاح في جذور الفساد التي تأصلت في كافة المؤسسات.
جاءت كلمات وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر خلال ورشة العمل لتصميم وإعداد برامج الخطة القومية للتعليم قبل الجامعي كسابق ما عهدنا من مسؤولين قبل الثورة وبعدها من اختيار جيد للكلمات الرنانة والشعارات الطنانة حيث قال “إن الخطة القومية للتعليم تهدف إلى رسم طريق تعليمي يعني بإعداد قادة المستقبل وتراعي الإحتياجات الفعلية للعملية التعليمية داخل المؤسسات التربوية” دون النظر إلى الفساد المنتشر بجميع مديريات التعليم على مستوى الجمهورية والتي لا تخفى على أي شخص لديه أبناء او أقارب بالتعليم قبل الجامعي.
فأساس أي نهضة او تغيير يبدأ من وزارة التعليم و بداية الإصلاح يبدأ من انتهاء عصر الكلمات والشعارات و النظر بعين الجد إلى وقف الفساد للبناء على أرضية صلبة ونظيفة , بينما أكد مستشار وزير التعليم أن الوزارة تمكنت من رفع ميزانية قطاع التعليم الفني من 200 مليون إلى مليار جنية سنويا وهذا الخبر جيد ولكن في دولة قضت على جذور الفساد حتى لا تعطى الفرصة لذوي الضمائر النائمة أو الميتة للتلاعب و السرقة تحت أي بند من البنود التي اعتادوا عليها و أصبحوا خبراء في فن التهرب من المساءلات أو الملاحقات القانوينة.
فكيف يقبل وزير التربية والتعليم في ظل الفترة الإنتقالية الثانية بعد ثورة يناير التي استنزفت الكثير من إقتصاد مصر بالمشاركة في ضخ هذه المبالغ المالية في التعليم الفني قبل إصلاح الفساد المتأصل بها منذ عقود علما بأن اكبر نسبة من الفساد بالتعليم توجد بالتعليم الفني سواء صناعي أو زراعي أو تجاري حيث يعتبر عبء على التعليم ولا يخرج طالب متعلم أو مثقف, بالكاد يستطيع أن يكتب اسمه وهذا لا يخفى على وزير شغل منصب رئيس قطاع التعليم الفني بالوزارة لمدة عامين.
فهل تم دراسة مشاكل التعليم الفني بجدية والتي منها تسرب الطلاب من التعليم وانتشار الأمية بينهم و فساد الإدارات بمعظم المدارس بدأ من معلم التعليم الفني غير المؤهل للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب أو المشاكل التي تواجه هذا النوع من التعليم وحتى التوجيه الفني والمالي والإداري حتى نستطيع إحداث نهضة ثورية حقيقية في التعليم ونقضى على الإهمال والتخبط الذي من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من الفساد والذي سيطال كل المصريين في الوقت القريب.