قيادي بحماس: التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة وصل لأعلى مستوياته
Share
قال حسين أبو كويك، القيادي في حركة حماس في مدينة رام الله السبت إن “التنسيق الأمني بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة وصل لأعلى مستوياته”، متابعًا أنه “لا خوف على المقاومة بالضفة الغربية”.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) السبت، قال أبو كويك إن “هذا الأمر (التنسيق الأمني) ليس جديدًا على السلطة الفلسطينية”، مشيرًا إلى أنها “تتخذه منهجًا لها منذ توقيع اتفاق أوسلو 1993 (بين السلطة وإسرائيل)، إلا أن منسوبه وصل لـ100% في الآونة الأخيرة، وكان نتيجته اعتقال خلايا ومجموعات للمقاومة، واغتيال بعضهم”.
وأضاف أن “السلطة تسببت بإحباط العديد من العمليات التي كانت تستهدف الاحتلال، كما أنها تسعى لإحباط أي تحرك شعبي ضده”.
وتابع: “باتت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة تقوم بواجبها كاملاً في توفير أمن الاحتلال، في حين تعتقل أبناء شعبها ولا توفر أي حماية لهم من اعتداءات المستوطنين اليومية”.
وحول خطورة التنسيق الأمني إذا وجد بين السلطة وإسرائيل، قال أبو كويك، إنها “تكمن في وجود فئة من الشعب الفلسطيني تنقل معلومات للاحتلال عن أي تحرك شعبي أو مقاوم، مما يؤدي لاعتقال المقاومين أو اغتيالهم”.
وأشار أبو كويك إلى أن “هناك معلومات أوردتها بعض وسائل الإعلام تشير لضلوع السلطة في عملية اغتيال المقاوم محمد عاصي قبل أيام برام الله، من خلال اعتقال عدد من أهالي المنطقة التي كان الشهيد قد لجأ إليها، وسؤال من يتم اعتقاله عن عاصي”.
وقتلت قوات الجيش الإسرائيلي محمد عاصي (28 عامًا) في الـ22 من شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري، بعد اشتباك مسلح في قرية بلعين قرب رام الله، حيث تتهمه القوات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات عسكرية داخل إسرائيل.
وفي حديثه حول إمكانية وجود عمل مقاوم في ظل حظر المقاومة بالضفة، قال “الشعب الفلسطيني شعب المفاجآت والانتفاضات، وقد عاش حربين في غزة وصبر وثبت، بل دكت المقاومة سماء تل أبيب وأرضها بالصواريخ، والشعب قادر على أن يبدع في أساليب مقاومته للاحتلال، والطائرة المفخخة التي اكتشفت بالخليل (جنوبي القدس) مؤخرًا مثال على هذا الإبداع″.
وكان موقع (والا) العبري نشر الجمعة معلومات حول ضلوع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعمل استخباراتي في محافظة الخليل، نجحت في نهايته باعتقال خلية تابعة لحركة حماس كانت قد وصلت لمرحلة متقدمة في تصنيع طائرة صغيرة بدون طيار إلى إسرائيل، وعلى متنها مواد متفجرة، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه حركة حماس أو السلطة الفلسطينية حتى مساءاليوم.
وفي حديثه حول موقف الفصائل الفلسطينية من التنسيق الأمني، قال أبو كويك، “لابد أن يكون هناك موقف موحد للفصائل من رفض التنسيق الأمني، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية”.
وأضاف أن “الفلسطينييين بالضفة يتعرضون لحملات قتل واعتقالات يومية، وسياسة تهويد بحق المقدسات؛ لذلك فلن تتمكن أي قوة على الأرض من منعهم عن التعبير عن رفضهم لهذا الواقع″.
وأشار أبو كويك إلى أن نهج المفاوضات الذي تسير به السلطة “هو طريق في نفق مظلم”، مضيفًا أنه “على الفصائل الفلسطينية أن تبلور موقفًا موحدًا وصريحًا لرفض التنسيق الأمني الذي يضر بقضيتنا، ويخالف أعرافنا وقيمنا الوطنية”.
واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر يوليو/ تموز الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
وبينما لم يعلن رسميا حتى اليوم عن نتائج تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية مؤخراً إن المفاوضات بين الجانبين وصلت إلى “طريق مسدود”، جراء خلافات جوهرية حول قضية الحدود.
وتخلل المفاوضات منذ انطلاقها، إعلان إسرائيلي متواصل عن طرح عطاءات بناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، إضافة إلى حملة من الدهم والاعتقالات في أرجاء مختلفة من الضفة الغربية، وهو ما يراه مراقبون فلسطينيون بمثابة “ضربة” للجهود الرامية لدفع عملية السلام، ودليل على أن إسرائيل لا تريد أي نجاح لهذه المفاوضات.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطة الفلسطينية على الاتهامات التي وجهها القيادي في حماس لها.