يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء إلى جوبا للقاء نظيره الجنوب سوداني سلفا كير، كما افادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) مساء السبت.
وستكون هذه ثاني قمة بين الرئيسين في اقل من شهرين بعدما استضافت الخرطوم في 3 ايلول/ سبتمبر قمتهما السابقة. وتأتي القمة المرتقبة في اعقاب تفاقم التوتر بين البلدين حول منطقة ابيي الحدودية بينهما والتي يتنازعان السيطرة عليها.
وقالت سونا إن البشير “يزور الثلاثاء المقبل عاصمة جنوب السودان جوبا على رأس وفد رفيع المستوى تلبية لدعوة” من كير.
واضافت ان “عددا من الوزراء والمسؤولين سيرافقون السيد رئيس الجمهورية في هذه الزيارة التي ستبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والقضايا الحيوية التي تربط البلدين”.
وكان البشير وافق في قمة ايلول/ سبتمبر على عدم وقف تدفق نفط الجنوب عبر اراضيه حيث موانئ التصدير، واضعا بذلك حدا لشكوك استمرت ثلاثة اشهر، فضلا عن تعهده في تلك القمة تطبيق كل الاتفاقات المبرمة بين البلدين.
وجنوب السودان دولة حبيسة، اي لا منفذ لها على البحر، وقد حصلت على 75% من الاحتياطي النفطي عند التقسيم في تموز/ يوليو 2011، ولكن هذا النفط لا يمكنها تصديره الا عبر اراضي الشمال.
وفي اذار/ مارس بدأ البلدان في تطبيق تسعة اتفاقات تم توقيعها في ايلول/ سبتمبر الماضي تشمل منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود بين البلدين التي لم يتم ترسيمها.
وسمحت هذه الاتفاقات ايضا باستئناف نقل النفط من جنوب السودان الى الشمال وحرية تنقل الافراد والسلع.
ويتبادل البلدان الاتهامات بدعم المتمردين على جانبي الحدود وهو ما تنفيه العاصمتان لكنه حقيقي بحسب مراقبين.
كما ان منطقة ابيي المتنازع عليها بين البلدين تشكل مصدر توتر آخر بين الخرطوم وجوبا. واليوم ترتدي هذه المنطقة التي تضاهي مساحتها مساحة لبنان والتي فقدت اهميتها الاستراتيجية بعد نضوب النفط في حقولها، اهمية عاطفية ورمزية، اذ ان قسما كبيرا من قادة الجنوب كما الشمال يتحدرون منها.
وكان يفترض اجراء استفتاء حول تقرير المصير في ابيي في كانون الثاني/ يناير 2011 عندما صوت السودانيون الجنوبيون على استقلالهم من الشمال كما كان ينص عليه اتفاق السلام المبرم في 2005 الذي وضع حدا للحرب الاهلية.
لكن الاقتراع لم يتم بسبب خلاف بين الخرطوم وجوبا حول هوية الناخبين. وبنتيجة هذا الخلاف اجتاحت قوات الخرطوم المنطقة وظلت فيها حتى ايار/ مايو 2012.
وينتمي سكان ابيي في الاساس الى جنوب السودان وهم يتحدرون من قبيلة الدينكا نقوك، فرع الدينكا الذي يتحدر منه رئيس جنوب السودان سلفا كير لكن العديد من الرحل الناطقين بالعربية في شمال البلاد من قبيلة المسيرية يأتون اليها لترعى فيها مواشيهم.
وقتل كوال دينغ ماجوك زعيم الدينكا نقوك في ايار/ مايو في هجوم شنه عناصر من المسيرية، قتل فيه ايضا عنصر من قوات الامم المتحدة التي تضم اربعة الاف رجل المنتشرة في تلك المنطقة.
وتعين على البشير وكير في حينه التدخل لتهدئة الاجواء.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في ايلول/ سبتمبر ان “الوضع الامني واستمرار الوضع الراهن في ابيي اصبح لا يطاق”.
واقترح الاتحاد الافريقي للخروج من المأزق استفتاء حول تقرير المصير في تشرين الاول/ اكتوبر لكن دعوته لم تلق اذانا صاغية.