خروف العيد.. تقليد ينسحب من حياة السعوديين
وكالة الناس – لم يعد خروف العيد ضيفاً عزيزاً على الأسر السعودية يستقبلونه قبيل كل عيد أضحى، ولا صديقاً للأطفال يلهون ويلعبون معه كما في السابق، حيث قرر الخروف مؤخراً الانسحاب وبهدوء من حياة الكثير من السعوديين بعدما أصبح ضيفاً ثقيلاً انصرف عنه زبائنه، وتوالى ظهور بدائله، وقل وجوده في البيوت والمنازل، لاسيما بالمدن الكبرى، ولم يجد رمز عيد الأضحى من يتطوع لاستضافته.
ولعل أحد أبرز أسباب تغير مكانة خروف العيد، كما يقول سعيد الغامدي (50 عاما) هو التمدن واختلاف نمط المعيشة، حيث قال الغامدي في حديثه لـ’العربية.نت’، إن الكثير من السعوديين قرروا الاستغناء عن خروف العيد بسبب عدم قدرة المنازل على استيعابه، كما أن العادات المتمثلة في شرائه مبكراً بهدف تسمينه باتت عبئاً كبيراً لما يتطلبه ذلك من مبيت وعلف لحين ذبحه.
من جانبه، أكد العم سليمان بافلح أن أحد أسباب اختفاء خروف العيد هو ارتفاع سعره، حيث تشهد الأسواق مع اقتراب العيد حالة من الغليان دون مبرر سوى زيادة الطلب، مشيراً إلى أن الغلاء يدفع العديد من الأسر للتخلي عن الأضحية، فيما يجد البعض في كوبونات الأضاحي التي توفرها الجهات الخيرية، الحل الأنسب لمواجهة الغلاء، كونها تؤمن شراء الأضحية بأسعار معقولة.
فتاوى شرعية
وفي عام 2005 بدأت حلول جديدة عندما صدرت العديد من الفتاوى الشرعية التي تجيز التوكيل بثمن الأضحية وتوزيعها على الفقراء من المسلمين باعتبار أن الحكمة في ذبح الأضاحي هي التوسعة على المسلمين في أيام الأعياد، وهو ما اعتبر حلاً مثالياً لدى فئات كثيرة من الناس، الذين ينشدون ثواب الذبح ولا يطيقون متابعة شراء وذبح وتجهيز الخروف.
ومع نجاح تلك الحلول، وجواز إرسال ثمن الأضحية حتى إلى خارج المملكة، حيث تتولى المؤسسات الخيرية دور الشراء والذبح والتوزيع، انسحبت رمزية خروف العيد شيئاً فشيئاً من حياة الكثير من السعوديين، كما قدم استقالته من مهنته في عالم الأطفال كحيوان أليف ظل لعقود الأقرب لعالم الطفولة وبطل الحكايات وقصص ما قبل النوم، لاسيما أن مطاردة الأضحية الهاربة كانت تمثل للأطفال جزءاً من فرحة العيد.
تجدر الإشارة إلى أن خروف العيد أو ما يعرف شرعياً بالأضحية، هي كل ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى، تقرباً إلى الله عز وجل، وهي سنة مؤكدة في حق القادرين لا يجوز تركها، فيما يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثاً حيث يأكل أهل البيت ثلثاً، ويتصدقون بالثلث، ويهدون لأصدقائهم ثلثاً، أما أضحية الحاج فيلزم بها المتمتع والقارن وتسمى هدياً، تذبح وتعطي لفقراء الحرم.